يحظى علي الجاجاوي الذي عُرف مؤخرا بـ”عمي علي الصحراوي”، باحترام وتقدير واسعين في المغرب، بعد قيادته لآخر مراحل الحفر للوصول إلى الطفل ريان وأعقدها يدوياً، بعد أن استعانت السلطات وفرق الإنقاذ بخبراته في المجال كحفار للآبار لسنوات.
ولآيام متواصلة، ظل عمي علي الصحراوي مرابطاً في مكان الحادث الذي شد انتباه العالم، عارضا خدماته دون أي مقابل، بحيث ظهر في تصريحات على وسائل الإعلام منذ اليوم الأول لبداية الحفر بعد عجز عدد من المتطوعين عن النزول إلى الطفل عبر البئر نفسه بسبب ضيقه في أحد مستوياته.
هذه الخدمة التي وصفها الكثيرين بـ”الجليلة والمفعمة بالإنسانية” التي قدّمها “عمي علي الصحراوي” لعائلة الطفل ريان وكل المتعاطفين معه في العالم، استدعت توجه البعض، وفق ما عاينته جريدة “بناصا” إلى الدعوة من أجل الاهتمام بهذا “البطل” الذي غامر بحياته من أجل إنقاذ طفل لا تربطه به أية علاقة قرابة.
وانتشرت على وسائل التواصل الإجتماعي، دعوات من أجل ايلاء عناية بـ”الصحراوي” وتخصيص راتب له يكفل له العيش الكريم دون الاضطرار إلى مزيد من العمل الشاق نظرا لسنه، بحيث أنه في الخمسينات من عمره.
والعم علي الجاجاوي “الصحراوي”، من سكان مدينة أرفود، يمارس منذ أكثر من 20 عاما مهنة حفر الآبار بطرق تقليدية يدوية، إلى جانب عمله في مجال البناء، ويشتهر بحرفيته العالية في حفر الآبار يدويا والتغلب على المعوقات الطبيعية أثناء الحفر دون الاستعانة بوسائل حفر حديثة. وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” عن مصادرها.
وفي تصريح خص به جريدة “بناصا”، قال “علي الصحراوي”، إنه لم يستطع -طيلة أيام عمله من أجل إنقاذ الطفل ريان- الأكل، قائلا:” كيجيبولي الماكلة كيقولولي كول كنقولهم ماعندي خاطر ماقديتش”.
وأضاف المتحدّث في لقاء خاص الجريدة، أن العمل الذي أقيم في هذه العملية تتطلّب شهرا بينما تمكّن جميع المشاركين فيها بإكمالها في خمسة أيام، معبرا عن أسفه للعثور على الطفل ميتاً في نهاية المطاف.
واستغل “عمي علي” حديثه إلى منبر “بناصا” لتوجيه شكره لجميع من شارك في هذه “الملحمة الوطنية”، مشيرا إلى أن هناك من لم ينزع حذاءه لأيام متواصلة بعدما انكب الجميع على عملية حفر الخندق.
تعليقات الزوار ( 0 )