بناصا
في جولة بالمدينة العتيقة للرباط، يستوقفك محل صغير يعرض إكسسوارات تجميلية ومكتبية مختلفة، كتب على واجهته “مجوهرات القرون”.
بابتسامة عريضة وخبرة العارف بالمجال، يستقبل عمر الصنهاجي زبائن محله ويسوق إبداعاته اليدوية التي طوّرها من حرفة توشك على الاندثار من خلال إعادة تدوير قرون الماشية وتحويلها لمواد زينة.
تعلم مصطفى الصنهاجي الحرفة من والده منذ الصغر وحمل معه معرفته في تطويع قرون الماشية من مسقط رأسه بفاس نحو الرباط، وطورها عبر ابتكار منتجات جديدة مثل الخواتم والأساور وحاملات المفاتيح وفواصل صفحات الكتب وحاملات الأقلام وعبوات كحل العيون ومرود الكحل وأصداف خاصة للمعاطف وغيرها من إكسسوارات نادرة تربط بين التاريخ والعصر والبيئة.
ويقول مصطفى الصنهاجي إنه أحد الذين قرروا الرجوع إلى استعمالات المواد الطبيعية وحماية نمط عيش أخفته الأدوات المصنعة، فقرر إعادة تدوير قرون الماشية لصناعة التحف والإكسسوارات.
ويجلب الصنهاجي قرون الأبقار من مدينة فاس حيث يوجد سوق الدباغة ويصنعه يدويا على طريقة الأجداد فيبسطه ويستخرج مادته الخام بألوانها المختلفة ويستعين بآلية الخراطة لصناعة الخواتم، ويقول للجزيرة نت إن معظم زبائنه من النخبة ومن عشاق المنتجات الطبيعية والتفرد.
وشكلت الحلي وأدوات الزينة واحدة من أهم المصنوعات اليدوية من مختلف الخامات.
وشكّل مشط القرن واحدا مما أبدعته يد الصناع المغاربة -تحديدا في مدينة فاس- التي سمي أحد أزقتها بزنقة المشاطين قبل أن تتراجع الحرفة بشكل لافت وتبدأ في الاندثار، حيث لم يبق بها سوى صانع واحد بعدما كان بالزنقة حوالي 16 حرفيا، ونحو ثلاثين في المدينة كلها.
الجزيرة
تعليقات الزوار ( 0 )