عقب إنهاء المغاربة لشعيرة الذبح، بمناسبة عيد الأضحى، الذي صادف يوم أمس الجمعة، امتلأت شوارع المدن المغربية بمخلفات الأكباش بدءا بالفرو وانتهاء بالأمعاء، متسببةً في انتشار روائحَ كريهة في الفضاءات العامة، ومعكرةً صفوَ العيد.
بعد هذا الانتشار الكبير لمخلفات الأضاحي، جاء دور عمال النظافة، جنود الخفاء الذين يحافظون على الصحة العامة، وجمالية المدن، ويغطون مساوئ المغاربة، حيث توجهوا مباشرة بعد قضائهم لصبيحة العيد مع أهاليهم، إلى الميدان من أجل القيام بواجبهم، وتنقية الشوارع والأزقة من “الأزبال”.
وقام عمال النظافة التابعون للشركات المكلفة بالتدبير المفوض، أو العاملون بالجماعات المحلية، بجمع ملايين الأطنان من النفايات على امتداد كافة التراب الوطني، خلال يومي عيد الأضحى، بعد أن بدأوا في التجوال بالشوارع والأزقة للبحث عن مخلفات المواطنين، ووضعها في شاحنات الأزبال، من أجل نقلها إلى المطارح المخصصة لذلك.
وفي هذا السياق، قال أحد المواطنين في تصريحه لجريدة “بناصا”: “عقب ذبح الأضاحي، عمد الكثير من المواطنين إلى رمي الأزبال في حاويات المقامة، وقد امتلأت بعضها فبدأ الناس في ترك المخلفات على مقربة من القمامة، ما تسبب في انتشار رائحة كريهة، قبل أن يتدخل عمال النظافة”.
وأضاف المتحدث:”إن الدور الذي يقوم به العاملون في ميدان النظافة مهمة للغاية، ولا يمكن أن نصفه ببضع كلمات، فهم يعيدون الحياة للمدن، ويزيلون الروائح النتنة المنبعثة من القمامة ومخلفات الأضاحي، بالرغم من كل الصعوبات التي يواجهونها أثناء قيامهم بعملهم، حاصة في ظل الظرفية الاستثنائية الراهنة”.
ومن جانبه قال أحد عمال النظافة في تصريح لـ”بناصا”:”نحن نقوم بواجبنا، وهذا عملنا، إزالة الأوساخ من الشوارع، وتنقيتها، وتعقيمها، ورمي نقل المخلفات من وسط المدن إلى مطارح النفايات، ولا ننتظر شكرا، ولكن في نفس الوقت، إن أي مبادرة تتحدث عنا وعن دورنا، تمنحنا حافزا إضافيا”.
وبخصوص معاناتهم يضيف المتحدث:”هناك الكثير من المشاكل التي نعاني منها، ولكني سأتطرق إلى واحد منها فقط، وهو الذي يمكن للمواطنين أن يساعدونا فيه، أتمنى صادقا أن يقوم الناس بوضع مخلفات أضاحيهم، بما فيها الفرو (الهيضورة)، داخل أكياس، إلى جانب المعدة والأمعاء، من أجل تسهيل المهمة علينا”.
واسترسل بأن بعثرة المخلفات في كل اتجاه تصعب مهمتها، وتعقدها كما تطيل وقت إنهائها، لذا “أرجو من المواطنين أن يتحلوا بالمسؤولية أيضا، ويراعوا ظروفنا، ففي الوقت الذي يكون فيه الناس محتمعين على مائدة مع العائلة، نكون نحن في الشوارع والأزقة، نجمع مخلفاتهم، لذا فإن وضعها في أكياس وتركها في أماكنها، أفضل ما يقدمونه لنا”.
يشار إلى أن أهمية دور عمال النظافة، برزت بشكل قوي خلال الأزمة الراهة التي يمر بها المغرب في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، بعد أن كانوا في الصفوف الأمامية لمواجهة “كوفيد19″، جنبا إلى جنب مع الأطباء والممرضين والأمن والسلطات المحلية.
تعليقات الزوار ( 0 )