نشر الأستاذ محمد العمري كتاب المسلك السّهل في شرح توشيح ابن سهل لمحمد الصّغير الإفراني، فأسدى للمكتبة الأدبية المغربية يدا، وقدّم خدمة لا ينكر معروفها من أمثاله من العلماء المحققين والنّقاد المجيدين، وأصل العمل أطروحة جامعية أنجزها المحقق تحت إشراف الدّكتور عزت حسن، ثم نشرها ضمن منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لسنة 1997 م.
والأستاذ محمد العمري مشهور بجمعه بين القديم والحديث، وأعماله الكثيرة تشي باتخاذه المناهج البلاغية واللغوية مطية للتأمل العالم في تراثنا القديم ووسيلة يعيد من خلالها قراءة الجهود البلاغية القديمة وَفق تصور منهجي متماسك.
وكتاب المسلك شرح مستفيض لموشحة إبراهيم بن سهل الأندلسي الشّهيرة بمطلعها:
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى … قلب صبّ حلـّه عــــن مكنس
وأما الشّارح فأديب اهل زمانه بالمغرب محمد الصّغـَيّر الإفراني المراكشي المتوفى سنة 1157 ه وقد عرّف به المحقق فأوعبَ، كما عرّف بالوشّاح فيراجع كلّ ذلك في مظـنته.
وقد جعل الإفراني كتابه في قسمين أحدهما نظري يتناول الحديث عن ابن سهل ومميزات شعره ثم الكلام على فن الموشحات من حيث بناؤها وتاريخها. والآخر تطبيقي يتناول فيه المؤلف أبيات التوشيح بيتا بيتا وفق المستويات: اللّغة – المعاني – البيان – البديع – الإعراب.
وقد سررت أيّما سرور بصدور النّشرة الثانية للشرح المذكور بعد نشرته الحجرية الأولى، واستمتعت بقراءته، شاكرا للمحقق ما تجشمه في إخراجه ومقدرا جهده في تحقيقه، غير أني لاحظت بعض الهفوات مما أوقعته المطبعة أو فات المحقق تداركه بالاهتمام، فأردت المشاركة في الاحتفاء بهذا العمل الجليل من خلال التنبيه على بعض الهنات على سبيل المذاكرة في العلم لا غير. وسأعمل على سَـوق هذه الملاحظات بإيجاز حسب تتابع الصّفحات والسطور.
في المنـــــــهـــــــــج:
- لم يعمل المحقق في هوامشه على الفصل بين هوامش المقابلة بين النّسخ المعتمدة في التحقيق وهي عديدة، وبين الهوامش الخاصة بالشّروح والتّخريجات أي هوامش التعليق، كما أنه لم يخصّص كل جانب منها بسَنن رقمي متميز تجنبًا للبس.
- عدم ترقيم المتن بما يوافق النّسخة الأصل وتتابع صفحاتها وجهًا وظهرًا.
- عدم الإشارة إلى الرّوايات المختلفة لمتن الموشحة.
- لم ترفق النّصوص الشّعرية بضبط أوزانها تسهيلا على القارئ.
- لم تحقق إحالات عديدة ولم يرجع إلى صفحاتها في مصادرها ومظانها (مثلا: ابن الأبار ص 292 – ابن الزّقاق ص 392 – ابن عـُنين ص 395…).
- وردت في الهوامش إحالات على عدة مصادر ومراجع لم يعمل المحقق على إثباتها في الفهرس المخصص لذلك في آخر الكتاب (مثلا: الحايك ص 121 – ديوان بشار ص 214…).
- عدم الترجمة لأعلام وردوا في المتن، وكان من واجب المحقق التعريف بهم (مثلا ابن الخيمي ص 236…).
في التّحـــــــقيــــــق: ص 14، س 9: ثَبْت والصّحيح ثَبَت بفتح الباء.
ص 16، س 7: “يعني الرّسول” والصّواب “يعني الله”.
ص 51، س 3: “الملقب بالصّغير ” وهنا يجب ضبط الصّغير بالتّصغير كالتّالي “الصُغيّر”.
ص 53، س 11: “عنقاء مَغرب” والصّواب: مُغرب. ولابن عربي الحاتمي مؤلف بهذا الاسم.
ص 55، س 6: “وأحب شيء من الأشياء ما امتنع” هو من قول الشّاعر “أحب شيء إلى الإنسان ما منعا”.
ص 59، س 10: “إلا أنهم” والصّحيح “إلا لأنهم”.
ص 68، س 7: “منعا” والصّواب “منعما”.
ـ ص 74، س 3: “المؤْنسا” والصّواب “المؤَنّسا”.
ص 74، س 13: “ابن عُمَيرة” والصّواب “ابن عَميرة”.
ـ ص 76، س 11: “انثنى لنِقاره” والصّواب “انثنى لنـِفاره”.
ـ ص 82، س 5: شرح منفرجة ابن النّحوي مخطوط حسب المحقق مع أنه مطبوع في كراسة صغيرة بشرح الشّيخ زكريا الانصاري.
ـ ص 92، س 7: “يجير” والصّواب “يجيزَ”.
ـ ص 105، س 13: “ما لذ شربُ راح” والصّواب “ما لذ لي شرب راح”.
ص107، س 3: “إنما العيد في التلاقي” والصّحيح المناسب لمخلع البسيط “وإنما…”.
ـ ص 109، س 15: “كنت أعهده من قبل ذاك الفتى” والصّواب “…ذاك فتى”.
ـ ص 112، س 4: “جَمَدَ الصّبح” والصّواب “جَمَدُ الصّبح” (ديوان الموشحات الأندلسية، تحقيق: سيد غازي ج 2، ص 152.).
ـ ص 112، س 7: “فنجوم اللّيل”، وبها يسقط الوزن والصّواب “فنجوم السّماء” ( انظر المصدر السّابق).
ـ ص 125، س 5-6-7: يصحح ضبط الكلمات كالتّالي: البَمّ – المَـثـْـلـَث – المَثْنى.
ـ ص 135، س 2: في عجز البيت تورية بـ الغريب المصنف وهو كتاب لأبي عبيد القاسم بن سلّام.
ـ ص 136، س 5: “كعابد النّار يهواها وهي تحرقه” شطر ساقط أقامه المحقق بحذف “ها” من “يهواها” والضّمير العائد هنا لا يجوز حذفه لأن مراد الشّاعر قـَصْر محبة العابد على النّار، ولا شك في أن أصل العجز المستقيم كالتالي “كعابد النّار يهواها وتحرقه”.
ـ ص 159، س 3: ضُبط لفظ “التّذكار” بكسر التّاء والصّحيح فتحها، إذ لم يرد عن العرب مصدر على وزن تِفعال مكسور التاء إلا ثلاثة مصادر هي: تلقاء وتبيان وتلفاق (ليس في كلام العرب لابن خالويه تح أحمد عبد الغفور عطار ص 308).
ـ ص 165، س 5: صدر البيت ساقط الوزن يستقيم بضبط آخر كلمة فيه كالتالي: يُهِيجني بكسر الهاء.
ـ ص 168، س 7: أشار المحقق إلى أن الشّطر مضطرب الوزن ولم يهتد إلى تصويبه، وليس الأمر كما قال إذ وزنه صحيح وهو من مخلّع البسيط، على أن للشطر رواية أخرى:
أيملك المستهام قلبا … يا جاهل اللفظ والمعاني (انظر كناش الحايك التّطواني بتحقيق عبد اللّطيف بنمنصور، ص 110).
ـ ص 168، س 13: “على أن هذا المعنى ريحانة تشمّ ولا تفرك ” ورد التّعبير بعينه في جواب لابن البناء العددي عن سؤال وُجّه إليه (الإفادات والإنشادات للشاطبي تح محمد أبو الأجفان، ص 110).
ـ ص 171، س 6: تم ضبط روي البيت أي النّون بالكسر والأولى التسكين على التّقييد حتى لا يختلّ مجزوء الكامل.
ـ ص 177، س 8: “لاقيته مبتسمًا من بعد ما” صدر البيت ساقط ويستقيم بـ “مُتبَسّما”.
ـ ص 179، س 11: وردت قطعة ابن نباتة بكسر الهاء الأخيرة وبذلك يسقط الوزن، إذ أن أصل الأبيات من بحر السّريع ولا يستقيم هنا إلا بتسكين الهاء.
ـ ص 197، س 8: كان من الواجب وضع عجز البيت ” كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع” بين مزدوجتين لأنه مضمّن قول النّابغة الذّبياني، وصدره “وحمّلتني ذنبَ امرئ وتركته.”.
ـ ص 203، س 13: الأبيات التي أولها “أنت في عيني وقلبي” لم ينسبها المحقق وهي للحسين بن منصور الحلاج (تاريخ بغداد، ج 8، ص 115).
ـ ص 213، س 10: “لا يعرف الشّوق إلا من يكابده” عجز ٌ مضمّن وهو للأبله البغدادي ( تاريخ الأدب العربي لعمر فرّوخ ج 3، ص 375).
ص 214، س 5: “بوِفق” والصّحيح “بوَفق” بفتح الواو.
ص 219 ، س 11: “جنّان يا جنّان…” ليسا ببيتين كما ذكر المحقق بل خرْجة موشح من الفصيح لابن عربي الحاتمي، ولا يخفى اختلاف معنى لفظ البيت في كل من القصيد والموشح وقد وردت موشحة ابن عربي في (ديوان الموشحات الأندلسية 2/ 260).
ـ ص 220، س 13: ” كانت دموعي” الصّواب “دموعيَ” حتى يستقيم الوزن.
ـ ص 227، س 10: صدر البيت مختلّ وزنا ومعنى، يستقيم بنحو ” ضحكَ الزّمانُ بدمع عينٍ مقبل ِ”.
ـ ص 228، س 15: عجز البيت ساقط وقافيته غير مناسبة لما بعده، يستقيم بهذا الضّبط “نِوارهْ”.
ـ ص 205، س 11: وردت الحكاية المشار إليها في زهر الأكم لليوسي، ج 1، ص 219.
ـ ص 209: البيت ” قالوا اقترح شيئا…” لابن الخالدي (زهر الأكم لليوسي، ج 1 / 194).
ـ ص 220: ورد البيتان ذوا رويّ الدّال في التّمثيل والمحاضرة للثعالبي (تحقيق عبد الفتاح الحلو، ص 274 ).
ـ ص 235، س 14: صدر البيت ساقط والأصل “إذا رفعت امرءا”.
ـ ص 235، س 6: “حِجزته” والصّحيح “حُجزته” بضم الحاء.
ـ ص 236، س 13: لم يعرّف المحقق بابن الخيمي وترجمته متوفرة.
ـ ص 242، س 6: عجز البيت مضمن قول المتنبي:
وشبه الشّيء منجذب إليه وأشبهنا بدنيانا الطّغام.
ـ ص 243، س 7: نفس التّعليق السّابق.
ـ ص 252، س 1: عجز البيت ساقط باعتبار أنه لا يناسب قافية سابقه، كما أنه يخلّ بما توخّاه الشّاعر من الجناس التّام، ويستقيم بنحو “وإن تولّى مدبراً نَمْ لهْ”.
ـ ص 256، س 3: تصحح كتابة البيت لأنه مدوّر.
ـ ص 265، س 5: ” عَصِيتُ” والصّحيح “عَصَيْتُ”.
ـ ص 267 ، س 10: صدر البيت ساقط بسبب الكلمة الأخيرة فيه، إذ صوابها “بَدَنَهْ”.
ـ ص 271 ، س 13: “لمبشّري بقدومك” والصّحيح “لمبشّري بقدومكم” كما في ديوان ابن الفارض.
ـ ص 273، س 2: عجز البيت ساقط صوابه “لِتنْظمَ معْ أهل المحبة في سِلكِ”.
ـ ص 279، س 10: لا ضرورة لإسكان الهاء في ” لَهْيَ “.
ـ ص 293، س 10: عجز البيت ذو رواية أخرى.
ـ ص 300، س 6: خزيمة بن حكيم السّلمي، نسبة إلى بني سُليم.
ـ ص 318، س 2: عجز البيت مضمن ومن واجب المحقق وضعه بين مزدوجتين، وهو من قول ابن الخيمي :
يا بارقا بأعالي الرّقمتين بدا لقد حكيتَ ولكن فاتك الشّنبُ
ـ ص 331، س 6: ” طرزماباد “: لم أجد الكلمة بهذا اللفظ في معاجم البلدان، بل الذي يرد فيها وفي كثير من خمريات العباسيين “طيزَناباذ” وهي موضع بين الكوفة والقادسية، كان من أنزه المواضع محفوفا بالكرم والشّجر والحانات والمعاصر (معجم البلدان لياقوت تحت نفس المادة).
ـ ص 339، س 13: منع المحقق كلمة “ذوائب” من الصّرف وحقها التنوين ليستقيم الوزن وبذلك وردت في ديوان المتنبي.
ـ ص 342، س 4: عجز البيت مضمن قول ابن دريد في مقصورته :
إمّا تري رأسي حاكى لونـُه … طرّة صبح تحت أذيال الدّجى.
ـ ص 356، س 7: البيت “لك البشارة فاخلع…” مضمن وهو لابن الفارض من جيميته الصّوفية الشّهيرة.
ـ ص ” “، س 10: البيت “إن أباها وأبا أباها…” مضمن وهو من شواهد النّحو، وفي نسبته خلاف (أوضح المسالك لابن هشام، نشرة محيي الدّين عبد الحميد 1 / 46 ).
ـ ص 364، س 1: البيت ” إذا لم تستطع شيئا فدعه…” لعمرو بن معدي كرب ( الأغاني طبعة دار الكتب المصرية 15 / 325 ).
ـ ص 365، س 4: ذَكاء والصّحيح ذُكاء بالضم وهي الشّمس.
ـ ص 374، س 5: صدر البيت ساقط وفي معناه إحالة وتصويبه من معاهد التنصيص للعباسي ” لما استقلّت بهم عير النّوى أصُلا “.
ـ ص 379، س 10: ” ورتبة لا تَمَلّ ” الصّواب ” لا تُملّ”.
ـ ص 382، س 4: ” والغيْد ” والصّواب” والغيَدْ”.
ـ ص 395، س 1: صدر البيت ساقط وصوابه “فلا تغضبَنّ إذا ما صُرفتَ”.
ـ ص 399، س 11: “وعُلّقته مُسودّ عينٍ ووفرَةٍ “.
ـ ص 419، س: أشار المحقق إلى أنه لم يجد بيتي الأبيوردي في ديوانه، وكما يظهر فقد اعتمد المحقق النّسخة غير المحققة، وبرجوعي إلى نشرة الدّكتور عمر الأسعد صمن مطبوعات المجمع اللغوي الدّمشقي عثرت على البيتين مع تغير طفيف في رواية الصّدر في قسم الزّوائد ج 2 ـ ص 151.
ـ ص 426، س 2: ” جُرحِه ” والصّحيح ” جَرحه ” بفتح الحاء، وقصد الشّاعر بذلك الإلماع إلى الجَرح والتعديل في نقد رجال الحديث والتاريخ. مصــــادر ومـــــــراجع التحـــــــقيق :
الملاحظ أن المحقق لم يعن في بعض الأحيان بالرجوع إلى المصادر المحققة بل اكتفى بالاعتماد عليها مخطوطة أو في طبعات تجارية أقل ما يقال في حقها أنها لا تناسب قيمة العمل والجهد الذي بدله المحقق.. كما أن بعض العناوين تفتقر إلى التوثيق التام. .و كأمثلة على ذلك : - ص 497 رقم 20: اختيار نشرة عبد المنعم خفاجي لكتاب البديع لابن المعتز .. ولعل طبعة كراتشكوفسكي أولى بالاعتماد.
- ص498 ، رقم 39: لم يتمّ توثيق كتاب القدح المعلّى لابن سعيد.
- ص 498، رقم 44: نفس الملاحظة بالنسبة لـ درة الغواص للحريري. هذه جملة ملاحظات، ليس لها أن تغمط جهد المحقق المشكور على عمله بقدر ما تستثير الرّغبة في الاحتفاء به مناقشة وتدقيقا.
تعليقات الزوار ( 0 )