“جنت على نفسها براقش” مثل عربي معروف يـُضرب على من يفعل السوء، يلقى جراء فعلته السوء. هذا المثل ينطبق اليوم على الجزائر التي قررت في 31 أكتوبر 2021، وقف نقل غازها إلى أوربا عبر خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوربي، حيث لم تتوقف اليوم شحنات الغاز إلى المغرب من إسبانيا عن النمو منذ إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوربي، في الاتجاه المعاكس.
ووفقًا لبيانات صادرة عن إدارة نظام الغاز الإسباني “Enagás” فإن صادرات الغاز إلى المغرب بين يونيو 2022 من السنة الماضية، ويونيو 2023 من السنة الجارية سجلت أرقاما قياسية، بلغت 1400 في المائة، وسط دهشة القادة الجزائريين بحسب الأوساط الإعلامية.
واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فقد ارتفعت أرقام تصدير الغاز عبر خط الأنابيب الذي أغلقته الجزائر بقصد حرمان المغرب منه، وهي على بعد خطوة واحدة من الحد الأقصى للقدرة، وهو 960 جيجاوات في الساعة شهريًا، وفي الوقت الحالي، وصل ما يفوق 840 جيجاوات ساعة من الغاز إلى المغرب في يونيو، مقارنة بـ 60 جيجاوات ساعة في يونيو من العام الماضي.
وكشفت الصحافة الإسبانية، أن حكومة بيدرو سانشيز أغضبت الجزائريين، عندما قررت تغيير الموقف الإسباني بشأن الصحراء، مفترضة أطروحات المغرب حول هذه المنطقة التي لا تزال إسبانيا تديرها دوليًا وفقًا للأمم المتحدة، وقررت الجزائر قطع العلاقات التجارية مع إسبانيا باستثناء تصدير الغاز عبر خط أنابيب الغاز الآخر، ميدغاز.
وأثارت السلطة التنفيذية الإسبانية غضب الجزائريين مرة أخرى بإعلانها أنها ستدير خط أنابيب الغاز للسماح بالضخ في الاتجاه المعاكس، من إسبانيا إلى المغرب، رغم أنها ضمنت للجزائر أنها لن ترسل حتى جرامًا واحدًا من الغاز الجزائري الذي وصل إلى المغرب.
وتشتري المملكة المغربية الغاز على شكل غاز طبيعي مسال في الأسواق الدولية، ثم تأخذه عن طريق السفن إلى مصانع إعادة التحويل إلى غاز في إسبانيا، والتي تحوله إلى غاز وترسله عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي، إلى المغرب.
تعليقات الزوار ( 0 )