شهدت قضية تهريب المخدرات في مضيق جبل طارق تطورًا جديدًا مع اكتشاف نفق سري في المنطقة الصناعية “التراخال” بمدينة سبتة المحتل
وكان النفق، الذي يبلغ طوله 50 مترًا وعمقه 12 مترًا، يُستخدم لتهريب كميات كبيرة من الحشيش من المغرب إلى إسبانيا، وفق ما كشفت عنه التحقيقات الأولية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “أوروبا سور”، فإن هذا النفق لم يكن مجرد ممر غير شرعي عادي، بل هو جزء من البنية التحتية العسكرية التي أنشأها الجيش الإسباني في المنطقة الحدودية لـ”بيوتز”.
وعلى الرغم من معرفة السكان المحليين بوجوده منذ عقود، إلا أن قلة منهم كانت تدرك أنه تحول إلى ممر لتهريب المخدرات.
ويأتي اكتشاف النفق ضمن المرحلة الثالثة من “عملية هاديس”، التي أسفرت حتى الآن عن اعتقال 14 شخصًا، من بينهم اثنان من عناصر الحرس المدني الإسباني ونائب برلماني من سبتة يُدعى محمد علي دواس، والذي يقبع حاليًا في السجن بتهم تتعلق بالتهريب والفساد.
وقد عثرت السلطات على مدخل النفق داخل مستودع صناعي مهجور منذ عامين، حيث كانت جدرانه مدعمة بالأخشاب والإسمنت، مما يسمح بمرور الأشخاص والبضائع دون صعوبة.
ووفقًا للتحقيقات، كان الحشيش يُنقل عبر النفق ليُخزن في المستودع، ثم يُشحن في شاحنات متجهة إلى إسبانيا عبر ميناء الجزيرة الخضراء.
وتشير السلطات إلى أن الأساليب المستخدمة في هذا النفق تشبه الأنفاق المكتشفة على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، والتي تُستخدم لنقل المخدرات، كما تُذكر بأساليب تهريب المخدرات التي استخدمها زعيم المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار.
وحاليًا، تركز التحقيقات على تحديد موقع المدخل المغربي للنفق، إذ لم يتضح بعد إن كان يقع بالقرب من معبر “التراخال” الحدودي أم في موقع آخر بعيد عنه، وتؤكد السلطات الإسبانية أن التعاون مع المغرب سيكون حاسمًا في الكشف عن باقي تفاصيل الشبكة.
تعليقات الزوار ( 0 )