شارك المقال
  • تم النسخ

عكسَ ما كان يطمحُ إليه.. “قيادة البام” تصدم وهبي وترفض التطرّق لـ”نداء الأمناء”

رفض قادة الأصالة والمعاصرة، التضامن مع الأمين العام عبد اللطيف وهبي، بعد النداء الذي أطلقه الأمناء العامون السابقون لـ”الجرار”، والذي انتقد وهبي، بشدّة، وطالب بإبعاده عن الحزب.

وكشفت مصادر جريدة “بناصا”، أن وهبي، كان يُعوّل على أعضاء المكتب السياسي، من أجل وضع نقطة، ضمن بيان الاجتماع الأخير، تخص النداء، وليعلن الحزب من خلالها، عن تضامنه وتشبثه بأمينه العام.

واكتفى المكتب السياسي، بإشارة ضمنية لوضع الحزب الحالي، عكس ما كان يطمح إليه وهبي، بعدما أعلن عن إشادته بـ”المكتسبات التي يحققها حزب الأصالة والمعاصرة على العديد من الواجهات، وبحضوره المتميز داخل الحكومة والبرلمان والجماعات الترابية، وبنضالات وتضحيات قياداته وقواعده”.

وأعرب “البام”، عن تمسك قيادته وقواعده، بـ”مؤسساتهم الحزبية العتيدة، وتطلعهم بإرادة جماعية بناءة نحو مستقبل أفضل للحزب، وانخراطهم الجماعي في خدمة قضايا وهموم المواطنات والمواطنين”، داعياً مناضلاته ومناضليه إلى “الرفع من مستوى التأطير والتواصل داخل مختلف الأمانات المحلية والإقليمية والجهوية”.

ويعيش وهبي، عزلة غير مسبوقة، داخل حزبه، وأيضا وسط الحكومة، منذ الإعلان عن نتائج امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، الذي عرف العديد من الخروقات والتجاوزات، التي سبق لـ”بناصا” تسليط الضوء عليها.

تصريحات وهبي التي أعقبت “فضيحة المحاماة”، بعدما برّر نجاح ابنه فيها، بأن “والده غنيّ، ودفع المال لإرساله للدراسة في كندا”، زادت من عزلته التي لم تخفها صوره رفقة وزراء الحكومة، ورئيسها، خلال حفل إطلاق مشروع تعزيز استعمال اللغة الأمازيغية في الإدارات العمومية، الذي احتضنته مدينة الخميسات.

وكان موقع “مغرب إنتلجنس“، قد سلط الضوء على الموضوع، حيث قال إن وزراء الحكومة، باتوا يتجنبون وهبي “مثل الطاعون”، مضيفاً أنه على الرغم من أن وزير العدل يستمر في التصرف وكأن شيئا لم يحدث، إلا أنه على المستوى الداخلي، يعيش وضعا غير مسبوق قد ينتهي باستبعاده من الحكومة.

وسبق لـ”بناصا“، أن “فضيحة المحاماة”، ألقت بظلالها على التحالف الحكومي بالغرفة الأولى للبرلمان، حيث أعرب العديد من النواب على المستوى الداخلي، عن غضبهم مما حصل، مطالبين بتوضيحات وعدم الاكتفاء بالصمت، الأمر الذي عجل باجتماع رؤساء الفرق الثلاثة، من أجل الدعوة لضرورة الالتزام بالميثاق الذي يربط التحالف.

ويرى بعض قادة “البام” أن سمعة الحزب باتت على المحكّ، ويجب على وهبي التخلي عن الأمانة العامة، وترك مكانه لشخص بإمكانه إدارة المرحلة الحالية، ولعل فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تظل أبرر المرشحين لخلافته في حال استقالته.

وذكر “مغرب إنتلجنس”، أن وهبي، وبدل أن يعتذر ويطوي صفحة “فضيحة المحاماة”، واصل خرجاته الإعلامية للدفاع عن الموضوع، لكن دون أي إقناع، مختتماً، أن وزير العدل “عنيد ولديه آنا متضخمة، ويواصل السخرية من الجميع، لكن إلى متى؟”.

في سياق متّصل، قالت مصادر مطلعة، لـ”بناصا”، إن الوضع داخل حزب الأصالة والمعاصرة محتقن للغاية، ولم تكن “فضيحة المحاماة” سوى تلك النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت العديد من القيادات ترى أن وقت تواجد وهبي على رأس “البام”، يجب أن ينتهي قريبا.

وأشارت المصادر، إلى أن وهبي جرّ عليه العديد من الانتقادات منذ توليه الأمانة العامة، خصوصا بعد اعتذاره عن ما أسماه بأخطاء الماضي، ومهاجمته لكل من إلياس العماري وحكيم بنشماس، ما اعتبر “انحرافا عن التصور”، ودفع العشرات من الأسماء إلى تقديم استقالتها، وقتها، من الحزب.

لم يتوقف وهبي عند هذا الحد، حيث قام لاحقا بما سمته مصادر “بناصا” بتهميش الأمازيغية، من خلال تغييبها بالكامل، أو تقليص حضورها، في الاجتماعات والمؤتمر الوطني، وهو الأمر الذي جعل عدداً من الأعضاء، يؤسسون مؤخرا، “أكراو للدفاع عن الأمازيغية من داخل المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة“.

رشيد بوهدوز، عضو المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، اتهم مؤخرا بشكل صريح، وهبي، بتصفية حساباته مع الأمناء العامين السابقين للحزب، عبر تهميش الأمازيغية، كما اعتبر الشخص ذاته، وهو منسق التجمع المدافع عن الأمازيغية من داخل “البام”، أن حصيلة الأخير فيما يتعلق بالقضية خلال حقبة وهبي، هزيلة للغاية.

السخط العارم على أداء وهبي على رأس “البام” اتضح جلياً من خلال نداء الأمناء العامين السابقين للحزب، والذين طالبوا صراحة بـ”الإطاحة” به، من على رأس قيادة “الجرار” بسبب تنكره “غير مقبول” و”انحرافه الخطير”، عن المشروع المؤسس لـ”الحزب وقيمه وأخلاقياته المنتصرة للممارسات الفضلى في العمل السياسي وفي أداء المهام والسمؤوليات العمومية”.

وقال الموقعون على النداء الذي توصلت “بناصا” بنسخة منه، وهم كل من حسن بنعدي، محمد الشيخ بيد الله، حكيم بنشماس، وهم أمناء عامون سابقون للحزب، إضافة لفاتح الذهبي أول منسق عام مكلف بالإدارة والتنظيم، إنهم يتبرأون من تصرفات وهبي، مضيفين أن “السكوت عن الانحرافات والانتكاسات في مسار الحزب يعتبر إخلالا بالأمانة”.

ويبدو أن عدم تطرق المكتب السياسي، لموضوع النداء، يؤكد بشكل واضح حالة الغضب على أداء وسلوك وهبي وسط قادة حزب الأصالة والمعاصرة، التي تحاول، وفق مصادر “بناصا”، إبعاد المعني عن دفة القيادة بشكل سلسل، من خلال إقامة مؤتمر وطني استثنائي، لتغيير الأمين العامّ.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي