بدأت الأسبوع الجاري، محاكمة ما يوصف في ألمانيا بأنه “أخطر جاسوس” في تاريخ البلاد، وهو عقيد في الجيش، ورئيس قسم الأمن في جهاز المخابرات في برلين، اعتقل نهاية السنة الماضية، بسبب الاشتباه في تورطه في نقل معلومات حساسة إلى روسيا.
وكشفت صحيفة “بيلد” الألمانية، أن أسوأ جاسوس في تاريخ ألمانيا، وهو كارستن. ل (52 سنة)، العقيد والعميل الاستخباراتي، وشريكه تاجر الألماس آرثر. إي (32 سنة)، مثلا يوم الأربعاء، أمام مجلس الشيوخ الجنائي السادس في محكمة برلين، حيث يتهمه مكتب المدعي العام، بالخيانة في قضية خطيرة.
ونقلت الصحيفة نفسها، تفاصيل أولى جلسات المحاكمة، التي اُجبر خلالها الصحفيون على تسليم الكاميرات والهواتف المحمولة وحتى الأقلام التي جاءوا بها معهم، وتم تزويدهم بمواد الكتابة الخاصة بالمحكمة. بعد أن بات كل شيء آمنا، وفق “بيلد”، تم اقتياد المتهمين إلى القاعة، وجلسا منفصلين، خلف نوافذ مضادة للرصاص.
وتقول الاتهامات، وفق الجريدة ذاتها، إن رجل الأعمال الروسي، وهو تاجر الألماس، كان على اتصال مباشر مع جهاز المخابرات الداخلية الروسية “FSB”. متابعةً أن المعلومات التي من المفترض أن يحصل عليها كارستن.إل، العقيد في الجيش الألماني، يمكن أن تكون “مفيدة لكلا البلدين”.
وأضافت الصحيفة، أن الاتهامات، تقول أيضا، إن العقيد (كارستن)، عقد أحد اجتماعاته معه في نادي شاطئي على بحيرة شتارنبرغ في بافاريا، متابعةً أن كارستن، تمك بعدها من الوصول إلى ناقلات بيانات “BND” بحجة البحث عن تسرب داخلي وتقييد موظف.
واسترسل المصدر، أنه في الثالث والرابع من أكتوبر من سنة 2022، قام كارستن بسحب ما مجموعه أربعة ملفات من جهاز الكومبيوتر الحكومي، تضمنت بيانات حساسة حول التكتيكات الأوكرانية، ومسار الحرب، وأرقام الضحايا، إلى جانب معلومات حول العمليات ذات الصلة بالأمن.
ووفق لائحة الاتهامات، فقد قام كارستن.ل، بطبع هذه المعلومات أو تصويرها من الشاشة، قبل أن يعطيها لآرثر إي، الذي طار في الأـ 15 من أكتوبر 2022، من ميونخ نحو إسطنبول، ومنها إلى موسكو، حيث التقى باثنين من عملاء جهاز الأمن الفيدرالي، الأول يدعى باول، والثاني غاسون، وقاما باستيلام المواد في فندق ماريوت بعاصمة روسيا.
وذكر “بيلد”، أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، كان متحمسا لاستيلام المزيد من المعلومات، حيث قام بإعطاء آرثر، ثلاثة هواتف محمولة محمية بعد أن تم تثبيت وضع التشفير عليها، ليعود تاجر الألماس إلى ميونخ، ومعه إلى جانب الهواتف الثلاث، كاتالوغا يحتوي على 12 سؤالاً حول أوكرانيا والأسلحة والتكتيكات.
وأفادت الصحيفة، أن كارستن وآرثر، تحصلا من العملية الأولى، على 850 ألف يورو، كأجور على خدمات التجسس. بعد حوالي شهرين من ذلك، وبالضبط في الـ 21 من شهر دجنبر 2022، تمكنت السلطات الأمنية الألمانية، من توقيف كارستن للاشتباه في تورطه في الخيانة، وهو محتجز حاليا في “JVA Moabit”.
وحسب الجريدة نفسها، فإن هناك شكوكاً بخصوص إرسال كارستن لرسائل سرية من خلال أحد زملائه السجناء، إلى تاجر الألماس أرثر، الذي قبض عليه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث طالبه بالتزام الصمت، وإنكار وجود أي علاقة بينه وبين جهاز الـ”FSB” الروسي، أو تسليمه أي وثائق أو معلومات.
وفي الوقت الذي تقول فيه الصحيفة الألمانية، إن آرثر، أدلى بإفادات مكثفة للشرطة، واعترف بالتجسس، أنكر العقيد السابق في الجيش الألماني، كل شيء، وظلّ صامتا بشأن هذه الاتهامات إلى غاية الآن.
وذكرت “بيلد” أن المحاكمة توقفت بعد أن طلب الادعاء، استبعاد الجمهور خلال قراءة تهم محددة تتعلق بـ”محتوى حساس للغاية من شأنه أن يعرض أمن الجمهورية الاتحادية للخطر”. وحددت المحكمة يوم الخميس المقبل، بداية من الساعة التاسعة والنصف صباحا، موعدا للجلسة الثانية.
تعليقات الزوار ( 0 )