تداول عدد من النشطاء الإسباني، تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن وقوف المغرب وراء “فيضانات فالينسيا”، عن طريق استعماله لـ”هجوم مناخي”، عن طريق برنامج “HAARP”.
وزعم النشطاء، أن المغرب استهدف عبر هذا الأمر، ضرب المساحات الزراعية في إسبانيا، من أجل الاستفادة من هذا الأمر، وتعويض منتجات المملكة الإيبيرية في الأسواق الدولية.
وردا على هذه المزاعم، قال مارك أموروس، الصحفي المتخصص في المعلومات المضللة والمساهم المنتظم في “HAARP”، وهي عبارة مختصرة لبرنامج علمي أمريكي يعنى ببحث الشفق النشط عالي التردد، إن هذا المشروع، “يبحث في طبقة الأيونوسفير، وهي طبقة أعلى من الغلاف الجوي للأرض”.
وأضاف أنه “للقيام بذلك، يتم إرسال إشارات راديوية، وهي إشارات غير قادرة على التلاعب بالمناخ بأي شكل من الأشكال”، متابعاً: “التأثير على المناخ، يحتاج لمزيد من الطاقة، والوصول إلى هذا الأمر يتطلب فترة طويلة مع ظواهر الأرصاد الجوية الأخرى”، حسب تعبيره.
ونفى الخبير نفسه، بشكل مطلق، إمكانية تسبب هذا البرنامج في تغير المناخ، وعليه استحالة أن تكون الفيضانات التي عرفتها منطقة فالينسيا، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 72 شخصا، ناجمة عنه. علماً أن المغرب نفسه، الذي اتهمته هذه التدوينات، كان من أوائل من عرض المساعدة على جارته، وقدم التعزية إثر الوفيات المسجلة.
غياب التعليم العلمي يفسح المجال للشائعات
ومن جانبه، حذر الصحفي العلمي خافيير غيريرو، من مخاطر الشائعات، مؤكداً على أهمية “التعليم في مكافحة الشائعات”، حيث قال: “نعود مرة أخرى إلى التعليم، أعتقد أن التعليم العلمي مهم، من المهم أن يكون هناك إعلام صادق لا ينقل هذا النوع من الخدع”.
وسلط الصحفي ذاته، الضوء على “آثار تغير المناخ على ظاهر مثل دانا (اسم العاصفة التي ضربت فالينسيا). إن الإنكار يقتل، ومن المقلق للغاية أن يتم إعطاء مساحة لهذه المعلومات وعدم إعطاء مساحة للمعلومات العلمية، وهو الأمر المفقود. هذه مأساة معلنة كانت متوقعة”.
وأوضح غيريرو، أنه تحدث مع علماء ناسا، الذي توقعوا منذ مارس وأبريل وماي الماضي، من أن “ارتفاع درجات الحرارة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، قد يؤدي لانخفاض الوقود الموجود في بخار الماء في شبه الجزيرة الإييبيرية، وهو ما قد يؤدي إلى ظاهرة من هذا النوع”.
تعليقات الزوار ( 0 )