كشفت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية في تقرير خاص عن تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أكد فيها أن بلاده مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولكن بشرط وحيد وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وجاءت هذه التصريحات في سياق حوار أجرته الصحيفة مع الرئيس الجزائري، والذي تناول فيه تطورات السياسة الدولية والدبلوماسية الجزائرية في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة.
وأوضح الرئيس تبون أن الجزائر تلتزم بموقفها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، وأن أي خطوة نحو التطبيع مع إسرائيل لن تتم إلا بعد تحقيق حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يتوج بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن الجزائر لن تتنازل عن مبادئها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يتماشى مع مبادئ الثورة الجزائرية وتضحيات الشعب الجزائري من أجل الحرية والاستقلال.
تحديات جيوسياسية ودبلوماسية متزايدة
وجاءت تصريحات الرئيس تبون في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية-الفرنسية توترًا ملحوظًا، خاصة في ظل الخلافات حول قضايا تاريخية واقتصادية وسياسية.
وأشار الرئيس إلى أن العالم يشهد تحولات جيوسياسية كبيرة، بما في ذلك صعود التيارات الشعبوية، وتصاعد النزاعات الإقليمية، والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وأكد أن هذه التطورات تتطلب من الجزائر إعادة تقييم سياستها الخارجية لمواكبة المتغيرات الدولية.
وأضاف تبون أن الجزائر تسعى إلى تعزيز دورها الإقليمي والدولي من خلال دبلوماسية متوازنة تعتمد على مبادئ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. كما أكد على أهمية تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية والعربية، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأثارت تصريحات الرئيس الجزائري ردود فعل متباينة، حيث رحب بها بعض المحللين الذين يرون فيها خطوة نحو تعزيز الحوار والسلام في المنطقة، بينما انتقدها آخرون معتبرين أنها قد تضعف الموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تفتح هذه التصريحات باب النقاش حول مستقبل العلاقات العربية-الإسرائيلية، خاصة في ظل التطبيع الذي شهدته بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة.
في الوقت نفسه، أكد الرئيس تبون أن الجزائر ستظل وفية لمبادئها في دعم القضايا العادلة، وأن أي تغيير في سياستها الخارجية سيكون مبنيًا على مصلحة الشعب الجزائري واحترام مبادئ العدالة الدولية.
تعليقات الزوار ( 0 )