Share
  • Link copied

عصيان ومواجهات بمخيمات تندوف بسبب استمرار كذب البوليساريو على المُحتجزين

شهدت مخيمات تندوف، أمس الإثنين، عصياناً مدنياً ومواجهات مع أتباع جبهة البوليساريو الانفصالية، بسبب ما وُصف باستمرار تضليل الصحراويين بشأن الحرب المزعومة التي تخوضها جماعة الرابوني ضد المغرب، منذ الـ 13 من شهر نوفمبر الماضي.

وكشفت مصادر مطلعة لـ”بناصا”، بأن العشرات من الصحراويين بمخيمات تندوف، خرجوا يوم أمس، منددين بسياسة الجبهة الانفصالية، وبمواصلتها الكذب على المحتجزين بشأن الانتصارات الوهمية التي تحققها في الحرب الافتراضية، وتسترها على عدد الضحايا الذين توفوا في صفوفها من أبناء القبائل.

وجاءت احتجاجات المحتجزين في مخيمات تندوف، بالموازاة مع إعلان الجبهة الانفصالية، عن تنفيذ هجوم استهدف مقر حراسة تابعة للكتيبة الثانية من الفيلق التاسع مدرع، وهو ما أسفر، على حد قولها، عن اغتنام وسائل ومعدات ووثائق شخصية.

وما زاد من غضب سكان المخيمات، هو محاولة الجبهة نقل صورة مغرضة عما يقع شرق الجدار الأمني، ورسم بطولات وهمية لها ضد المغرب، في الوقت الذي لم تشهد المنطقة أكثر من استفزازات منعزلة لمركبات تابعة للبوليساريو، تصدى لها الجيش المغربي بصرامة.

وبالرغم من مساعي الجبهة الانفصالية لإنكار سقوط ضحايا في صفوفها خلال هذه الاستفزازات المنعزلة، إلا أن العديد من الصفحات فضحت حقائق الميدان، من بينها “فورستاين”، التي كشفت، أمس الإثنين، عن كذب جماعة الرابوني، وتنكرها لمقاتليها الذين ماتوا مؤخرا.

وقال منتدى “فورستاين”، إن الجيش المغربي قام بقصف دفاعي، قبل أيامٍ، كبد المجموعة التابعة للبوليساريو، خسائر بشرية بين قتلى وإصابات وإعطاب آلياتها، مضيفةً أن المصابين نقلوا إلى مستشفى العلاجات بالمخيمات، قبل التوجه بهم صوب المستشفى العسكري الجزائري، عين النعجة.

وأوضح المصدر، بأن المصابين يتواجدون بالمستشفى المذكور إلى حدود اليوم، ويخضعون لرقابة مشددة، مع منع الاقتراب منهم أو السؤال عنهم، مشيراً إلى أنه “أعطيت تعليمات صارمة لعوائلهم بعدم التحدث في الموضوع، ومنع تسريب أي خبر بخصوص ظروفهم الصحية، أو حتى الحديث عن كونهم ضحايا زج بهم في الحرب أحادية الجانب”.

وتابع المنتدى، بأنه تمكن من الحصول على معلومات دقيقة بخصوص الجرحى، مؤكداً بأن الأمر يتعلق بثلاثة أشخاص يتواجدون في حالة حرجة للغاية، أحدهم مصاب في عينيه، ومعرض لفقد البصر، مردفاً بأنه، بعد نقل “فورستاين” لخبر القصف، أعطت قيادة البوليساريو، أوامرها بمنع أي تداول في الموضوع.

وأضاف المصدر بأن الجبهة “مارست رقابة شديدة على وسائل الاتصال بجميع أنواعها، ووجهت عناصرها إلى الحد من الحديث، أو تداول الأرقام التابعة لشركات الاتصال المغربية، وغيرها من الخطوات التي تدخل في إطار التعتيم على الموضوع”.

ونبه المنتدى إلى أن “محاولة قيادة البوليساريو إخفاء الحقيقة عن ساكنة المخيمات، والصحراويين عموماً، اصطدم بسعي حثيث من أقارب وأصدقاء الضحايا لتمكين المصابين من تطبيب مناسب، والرغبة في الاطمئنان على وضعهم، وما تلاه من حملة تبرعات لعائلات الضحايا”.

وأشار المنتدى إلى أن حملة جمع التبرعات، جاءت بغيةَ تمكين عائلات الضحايا “من التغلب على أعباء التنقل ومصاريف الأكل والاتصال والمبيت، التي أثقلت كاهلها، وعكرت صفوها وفاقمت معاناتها وهي ترى فلذات أكبادها في ظروف صحية خطيرة بين الحياة والموت، وممنوع تداول أي خبر عنهم”.

وزاد المصدر بأنه “مع انطلاق حملة التبرعات، وانتشارها بين الأصدقاء والأقارب على مستوى ضيق للغاية، اضطرت قيادة البوليساريو للخروج عن صمتها، والتدخل لمنع حملة التبرع لأنها تفضح ما تعرض له المقاتلون الشباب، وهو ما تحاول القيادة التكتم عليه حفاظاً على المعنويات”.

وعملت الجبهة الانفصالية، وفق ما أفاد به “فورستاين”، على الاتصال بعائلات الجرحى، وإخبارهم بإيقاف حملة جمع التبرعات، مع تكفل القيادة بكافة المصاريف المتعلقة بالعلاج وتنقل العائلات، وبأنه لا حاجة لجمع التبرعات، مضيفاً بأن البوليساريو وصلت لحد اتهام الواقفين وراء الحملة، بتشويه سمعتهم والدخول في المحظور، وهو ما استجابة له عائلة المقاتل ميشان محمد لمين، التي أعلنت عدم حاجتها للتبرع.

جدير بالذكر أن جبهة البوليساريو، مُستمرة في الكذب على المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث وصلت إلى البيان الـ 89، عن الحرب الوهمية التي تزعم أنها تخوضها ضد الجيش المغربي منذ شهر نوفمبر الماضي، في الوقت الذي تفيد شهادات الميدان، وسكوت المينورسو، بأن المنطقة لا تشهد أي حرب.

Share
  • Link copied
المقال التالي