شهدت الأيام الأخيرة تطورات مهمة داخل جبهة البوليساريو الإرهابية، حيث أقدم أكثر من مائة مقاتل على الفرار من صفوف الميليشيا، في خطوة غير مسبوقة تثير تساؤلات حول مستقبل الجبهة.
ويأتي هذا الانشقاق الكبير على خلفية تزايد حدة الخلافات داخل قيادة الجبهة، حيث بات زعيمها إبراهيم غالي يواجه تحديات جدية بعدما فقد جزءًا كبيرًا من شعبيته داخل صفوف ما يمسى ززورا بـ”المقاتلين”.
ويتهم هؤلاء غالي بإتباع سياسات خاطئة أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين في مخيمات تندوف، فضلاً عن التجهيزات العسكرية المتقادمة التي باتت عاجزة عن مواجهة التطور الملحوظ في ترسانة الجيش المغربي.
وتؤكد مصادر مطلعة أن المقاتلين الفارون عبروا عن استيائهم من الظروف الصعبة التي يعيشونها داخل المخيمات، والتي تتسم بالفقر المدقع ونقص الخدمات الأساسية. كما يشيرون إلى أنهم لم يعودوا يثقون في القيادة الحالية للجبهة، والتي يرون أنها فشلت في تحقيق أي تقدم في الصراع مع المغرب.
وتأتي هذه الأحداث لتزيد من تعقيد الأوضاع في مخيمات تندوف، والتي تعاني من أزمة إنسانية حادة. فقد شهدت هذه المخيمات في الآونة الأخيرة تصاعدًا في أعمال العنف، وتزايدًا في حالات التهريب والاتجار بالبشر. كما سقط عدد من القادة العسكريين البارزين في الجبهة، مما زاد من حالة عدم الاستقرار.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل جبهة البوليساريو، والتي تواجه تحديات وجودية كبيرة. فهل ستتمكن القيادة الحالية من احتواء هذا التمرد، أم أن الجبهة مقبلة على مرحلة جديدة من الانقسامات والصراعات الداخلية داخل مخيمات تندوف الجزائرية؟.
تعليقات الزوار ( 0 )