Share
  • Link copied

عسكري متقاعد يحرم مدير مؤسسة تعليمية من الكهرباء ويحول حياة أسرته إلى جحيم

لم يكن يتوقع رشيد الصغير، مدير إحدى المؤسسات التعليمية بمديرية القنيطرة، أن يعيش رفقة أسرته الصغيرة جحيم انقطاع الكهرباء، وهو الأمر الذي جعل ابنتيه الصغيرتين، وهما تلميذتان تعانيان معاناة حقيقية جراء انقطاع الكهرباء.

وتعود أسباب المعاناة إلى تاريخ الأول من شهر يوليوز 2017، عندما اكترى شقة بالطابق الأول، بحي أولاد وجيه بمدينة القنيطرة، ولم يرغب صاحب الملك، وهو عسكري متقاعد، حينها في توثيق عقد الكراء لدى السلطة المختصة، وطلب منه إرجاء الأمر إلى بداية العام الجديد(2018).

 لكن مالك البيت، وهو عسكري متقاعد، ظل يماطل المكتري، بحجة عدم رغبته في أداء واجب الضرائب، وفي نفس الآن لم يمنحنه الوثائق اللازمة لإدخال عداد الكهرباء باسمه، كما امتنع عن تقسيم عداد الماء المشترك، خوفا من الضرائب دائما.

وفي بداية شهر نونبر 2019، طلب منه إفراغ المنزل رغم أن المكتري رشيد صغير، يؤدي جميع الواجبات في وقتها، وفي حسابه البنكي، ويتوفر على جميع الوثائق الخاصة بذلك. أخبره أنه قد يستجيب مع نهاية الموسم الدراسي الحالي حفاظا على الاستقرار الأسري وتمدرس الأبناء.

وقال رشيد في تصريح لجريدة “بناصا”: “منذ ذلك الوقت وأنا أتعرض مع أسرتي الصغيرة لشتى أنواع الاستفزاز والمضايقات وأحيانا السب والشتم، تقدمت على إثر ذلك بشكاية لدى الدائرة الخامسة للشرطة بالقنيطرة” وأضاف: “وبتاريخ 08 فبراير 2020. ودون سابق إنذار قام بقطع التيار الكهربائي فقط عن شقتي”.

 وأوضح بأنه توصل بإنذار عن طريق عون قضائي بتاريخ 5 فبراير الجاري، فيه مهلة 15 يوما كي يُدخل عدادا باسمه، وأنه بعد المهلة سيسحب العداد الخاص به. رغم أن صاحب البيت امتنع عن تمكينه من الوثائق اللازمة كي يطلب عدادا من شركة توزيع الماء والكهرباء، كما أن المهلة التي حددها هو نفسه تمتد إلى غاية 20 من شهر فبراير الجاري. ليفاجأ بقطع التيار قبل نهاية المهلة ب 12 يوما. ودون سابق إنذار.  

 وقال رشيد الصغير : “منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وأنا أرزح مع زوجتي وبنتي، الصغرى 08 سنوات، والكبرى 12 سنة، تحت جنح الظلام، إنها معاناة حقيقية كادت أن تودي بحياة ابنتي الصغرى التي أصابها اختناق بسبب فتيل قنينة الغاز، إذ لم أجد غيره مع بعض الشمع للإضاءة.

ويمضي رشيد الصغير، وهو نجل الكاتب المعروف إدريس الصغير، في سرد معاناته، قائلا: “لم تعد لنا ثلاجة، وأدوية ابنتي الكبرى تفسد خارج الثلاجة، ومنذ اليوم الأول فسد كذلك ما بها من لحم وسمك ومواد غذائية مختلفة، الأمر مثبت بمحضر المفوضة القضائية بتاريخ 08/02/2020. ولم نعد قادرين على إعداد طعام الغد في الليل لغياب المبردة، وأصبحنا في أغلب الأحيان نلجأ للمطاعم العمومية، الأمر الذي يكلفني عبءا ماديا زائدا، كذلك نعاني مشاكل النظافة، لا الغسالة تعمل، ولا سخان الماء الكهربائي، ولا المدفأة الكهربائية، في هذا الجو البارد. لم تتكيف البنتان مع هذا الوضع، ولم تستوعبا لماذا يحدث لنا هذا؟ واستحال عليهما إنجاز الواجبات المدرسية والبحوث الصفية على ضوء الشمع.. إذ تضررت المردودية المدرسية للبنتين، وأصابهما شكل من أشكال الانطواء، تبكيان فجأة في الفصل الدراسي وأساتذتهم شاهدون على ذلك”.

بل إن ابنتاه الصغيرتان “ينتابهما خوف شديد عند استعمال المرحاض على ضوء الشمعة خصوصا إذا انطفأت فجأة، يتعالى الصراخ والعويل، بنتاي أصبحتا تعانيان من حالة اكتئاب ملحوظ في البيت والمدرسة معا”

كما أن انقطاع العداد الكهربائي أثر بشكل كبير على مردودية عمله، ويقول: “أعمل بإدارة عمومية، وعملي يتطلب مني إنجاز بعض الأعمال بالبيت ليلا، ومع تعذر إشعال الحاسوب والطابعة لغياب الكهرباء، انعكس الأمر سلبا على مردوديتي الوظيفية، نفس الأمر تعانيه زوجتي التي تعمل بمدرسة تعليمية خاصة، وهي لا تستطيع أبدا إعداد دروسها أو تصحيح فروضها على ضوء الشمع”.

ويختم تصريحه لجريدة “بناصا” :”لقد مسني ضرر عظيم جراء هذا القطع الجائرللكهرباء والذي أضحى مادة حيوية يستحيل الاستغناء عنها”.

Share
  • Link copied
المقال التالي