شارك المقال
  • تم النسخ

“عدم التراجع عن تحديد الشروط”.. صرامة من بنموسى أم محاولة لإخفاء الضغوط؟

اعتبر الفاعل التربوي، عبد الوهاب السحيمي، أن تصريح بنموسى الأخير قد كان متوقعا، والذي أعلن فيه عدم نية وزارته في التراجع عن التعديلات التي سبق وأقرتها بالنسبة لشروط اجتياز مباراة التعليم.

وأضاف السحيمي في تصريح خص به جريدة بناصا الإلكترونية أن الذي كان متوقعا أيضا هو أن لا يعلن وزير التربية الوطنية في أول خروج إعلامي له عن التراجع عن القرار، وتابع أن بنموسى قد أراد أن يُظهر نوعا من الصرامة في أولى خرجاته، لكي يثبت للجميع أنه لم ولن يخضع لضغط التنديدات والمظاهرات، والحقيقة هي أن الوزير يعيش ضغوطات منذ الإعلان عن المباراة.

وأشار الفاعل التربوي ذاته إلى أن قول بنموسى بأن الأمر يتعلق بمباراة تكوين وليس توظيف يعكس التخبط الكبير الذي تعيشه الوزارة، خاصة وأن الإعلان قد كان واضحا وأشار إلى أن الأمر بتعلق بمباراة توظيف.

واسترسل قائلا ” إن القرارات المتسرعة للوزارة لن تفضي إلا لمزيد من الأزمات والاحتقانات، ولعل الاحتجاجات التي شهدتها عدد من مدن المملكة كفاس ومراكش وبني ملال لمؤشر على ذلك”، وتابع ” إن هذا يبين أن الحكومة قد صارت تراكم السقوط تلو السقوط، من سقطات جواز التلقيح، إلى سقطة بنموسى الآن، ولا ندري كم من السقطات مازال المستقبل يخبؤها لنا”.

وأردف السحيمي أن الوزارة تعلم اليوم ما يوجد على الساحة النضالية من ملفات، فهناك التعاقد وملف حاملي الشهادات، وأخرى,.. ورأى أنها بقراراتها هذه تكون قد سلكت طريق تدبير الأزمة باختلاق أزمات أخرى، وصارت تعمل على توجيه الرأي العام، وتوجيه انتباه الأساتذة من ملف معقول وعادل إلى ملفات هامشية وثانوية.

وانتقد المتحدث ذاته مسألة أن الوزارة لم تقدم تبريرا منطقيا للتعديلات التي قامت بها، فلم تتحدث عن الدراسات التي بنت عليها تعديلاتها، خاصة مسألة السن، وتساءل عن ما الضامن في أن الأستاذ الذي يبلغ أقل من 30 سنة سيكون أكثر كفاءة وعطاء من الأستاذ الذي يفوق سنه 30 سنة.

كما رأى السحيمي أن التعديل الذي هم شروط اجتياز المباراة قد كان مجحفا لعديد من الطلبة الذين اختاروا إكمال دراستهم بسلكي الماستر والدكتوراه، ووجدوا أنفسهم أمام مباراة لا تعنيهم فقط لأنهم قد تجاوزا السن المطلوب، وأضاف أن القرار قد كان مجحفا أيضا للعديد من الراغبين في ولوج مهنة التدريس، والذين ظلوا على طول سنة كاملة يحضرون للمباراة ويخضعون لمختلف الدورات التكوينية، وفي الأخير وجدوا أنفسهم غير معنيين بالمباراة.

واستغرب الفاعل التربوي أيضا من مسألة فرض انتقاء أولي، واعتبر أنه لا يمكن أن يُعتد به، كون أن النقاط التي يحصل عليها الطلبة ليست معيارا يُمكن من معرفة مستوياتهم وكفاءاتهم، بالنظر للتباين في سلم التنقيط بين مختلف الجامعات المغربية.

ويأتي هذا في سياق تصريح أخير لوزير التربية الوطنية شكيب بنموسى، والذي أشار فيه أن وزارته لن تتراجع عن القرار الذي جاء بالتعديلات المذكورة، وبأنه قرار قانوني ومعقول، كما ذكر أن المباراة ليست مباراة للتوظيف ولكنها مباراة للتكوين.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي