قال الإعلامي الجزائري، هشام عبود، إن الجزائر الجديدة، تحت قيادة تبون وشنقريحة، تعيش انتكاسات دبلوماسية واحدة تلو الأخرى، رغم محاولة وسائل الإعلام الترويج لأن البلاد “عادت بقوة في الساحة الدولية”، مشدداً على أنها لن تحقق أي شيء، ما دام الدبلوماسيون مجرد منفذين لأوامر تأتي من الثكنات العسكرية.
وأضاف عبود في مقال نشرته مجلة “أتالايار”، أن “الجزائر، خلال الاستعدادات للقمة العربية الماضية، لم تتوقف، عبر مسؤوليها، عن التصريح بأن الاجتماع سيحقق نجاحا غير مسبوق، وأنه سيكون مناسبة لإعادة توحيد الصف العربي”، متابعاً: “اختيار تاريخ الأول من نوفمبر، كان وسيلة لضرب وتر حساس لدى الشعوب العربية والدول العربية التي قدست حرب التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ما جعل الحكام العرب يقبلون عقدها في ذلك الوقت، رغم أنها كانت مقررة في السابق، خلال شهر مارس، قبل أن يتم تأجيلها بسبب السياسة العدائية للجزائر ضد المغرب”.
وأوضح أن قادة الدول العربية، لم ينخدعوا بـ”الدبلوماسية الجزائرية، رغم أنها أعلنت أن قمة نوفمبر ستكون لتوحيد الصف العربي، وذلك بسبب حفاظها على سياستها العدائية ضد جارتها الغربية”، مسترسلاً: “رغم أن ملك المغرب، دعا قادة الخليج للتوافد على الجزائر لإنجاح القمة، لم يحضر أي من ملوك وأمراء المنطقة، إلى الاجتماع الذي كان يهدف لتعديل صورة الجزائر المشوهة، أكثر من إعطاء الجامعة العربية، النفس الجديد الذي تحتاجه”.
واستدرك: “كان رئيس الدولة الوحيد من دول الخليج الذي ذهب إلى الجزائر، هو أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. غير أنه لم يحضر افتتاح القمة، ولم يحضر الاجتماع في اليوم التالي، بل أمضى اليوم في جولة في القصبة في الجزائر العاصمة القديمة، بعد أن أجبر الرئيس الجزائري، على مرافقته لوضع حجر الأساس لمستشفى ألماني تموله قطر”.
واسترسل: “ربما يكون تبون قد اعتقد أن قمته حققت نجاحا كبيرا، لكن الحقيقة هي أن كل المراقبين، العرب والأجانب، لاحظوا فشلا، كان متوقعا”، مبرزاً أن هذا الفشل، يتحمل مسؤوليته الكاملة، “دبلوماسية تخضع بالكامل لأوامر العسكريين الذين يركزون على المغرب لتبرير إنفاقهم المفرط على الأسلحة التي يحصلون منها على رشاوى كبيرة على مرأى من الجميع”.
ومضى عبود يقول في مقاله، إن “الجزائر، التي تتدخل منذ فترة طويلة في القضية السورية، لتحويلها إلى سجل أعمال يصرف الرأي العام المحلي عن مشاكله السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحقيقية، عانت للتو من انتكاسة رميرة على الساحة السياسية العربية”.
وأبرز أنه رغم ذلك، إلا أن دول الخليج، تجاهلت الجزائر بشكل كامل، خلال الاجتماعين الخاصين بسوريا، اللذان أقيما في الأردن والسعودية في الـ 14 والـ 30 من شهر أبريل الماضي، قبل أن يتصل وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في اليوم الموالي للقاء الأخير، بنظيره المغربي ناصر بوريطة، لإطلاعه القرارات المتخذة.
وذكر عبود، أن شعر تبون توقف حين سمع النبأ الأخير، لأن الأمر لم يقتصر على عدم دعم أي دولة عربية للجزائر والتشاور معها، وتجاهلها، بل وصل إلى إبلاغ المغرب بجميع المستجدات، دون أدنى اهتمام بـ”قصر المرادية”، رغم أنها يتولى رئاسة مجلس الجامعة العربية”، مشدداً على أن هذا الأمر، يعتبر “انتكاسة حقيقية لقوة تبحث عن شرعية دولية بسبب غياب الشرعية الداخلية”.
وعلى المستوى الإفريقي، يضيف عبود، “الأمور ليست أفضل، ولا حتى على المستوى المغاربي”، مضيفاً أن “تعيين الدبلوماسية المغربية أمينة سلمان، مؤخرا، ممثلا دائما لاتحاد المغرب العربي في الاتحاد الإفريقي، وضع رئيس الاتحاد، التونسي الطيب البكوش، في مرمى الانتقادات والغضب الجزائري”. وتابع: “الجزائر أنهت مهام خمسة من كبار الدبلوماسيين السبعة المعينين كمبعوثين خاصين لقضايا حساسة”.
ونبه عبود، إلى أنه، على الرغم من أن تعيين رمطان لعمامرة وزيرا للخارجية في 2021، جاء وسط ضجة كبيرة، إلا أن إقالته، التي تعني الاعتراف بالفشل، جاءت في منشور سري في الجريدة الرسمية. وهناك دبلوماسي آخر، تم إبعاده عن منصبه الأصلي، وهو عمار بلاني، الذي تم تعيينه أمينا عاما لوزارة الخارجية، دون معرفة ما إن كان قد احتفظ بمنصبه السابق، كمبعوث خاص للصحراء ودول المغرب العربي، رغم أنه لم تطأ قدمه الصحراء أو أي بلد مغاربي، منذ تعيينه في المنصب.
لقد اقتصر دور بلاني، يتابع الإعلامي نفسه، على “تكثيف التصريحات العدائية ضد المغرب خلال الأشهر الأولى من ولايته. لا شيء أكثر من ذلك”. أما الدبلوماسي الثالث، فقد كان بوجمعة ديلمي، المبعوث الخاص المكلف بالشؤون الإفريقية ومراقبة المصالحة والسلام في مالي. وتابع عبود، أن بوجمعة ديلمي، المبعوث الخاص المكلف بالشؤون الإفريقية ومراقبة المصالحة والسلام في مالي، أعفي من منصبه هو الآخر.
وشدد عبود في ختام مقاله، أن الدبلوماسية الجزائرية، لم تعرف من قبل هذه الحالة من عدم الاستقرار، الذي تعيشه خلال حقبة نظام “تبون-شنقريحة”، بعد إقالة 3 وزراء خارجية في ظرف 3 سنوات، وتغيير 7 مناصب دبلوماسية حساسة، بسرعة، بسبب قلة الأداء، مؤكدا: “الأداء المرجو لن يرى النور طالما أن الدبلوماسي هو فقط منفذ للأوامر التي تأتي من الثكنات”.
تعليقات الزوار ( 0 )