هدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بوضوح بإلغاء زيارته المقررة نهاية عام 2024 إلى باريس إذا رفضت السلطات الفرنسية الامتثال لمطالبه المتعلقة باستعادة العديد من الممتلكات التاريخية الثمينة التي سُرقت خلال الاستعمار الفرنسي الطويل في الجزائر.
وبحسب مصادر جزائرية مطلعة، فإن عبد المجيد تبون، أوعز إلى مساعده الأيمن ورئيس أركانه بوعلام بوعلام، في زيارة سرية إلى باريس بداية شهر ماي، بإرسال رسالة واضحة وواضحة إلى المحاورين الرسميين في الإليزيه مفادها أن إن الزيارة الرسمية للرئيس الجزائري إلى باريس المقرر إجراؤها “نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر” معرضة للخطر إذا لم يتم التصديق على قائمة الممتلكات التاريخية التي تريد الجزائر استعادتها كلها من فرنسا أو قبولها رسميًا من قبل الحكومة الفرنسية.
وبحسب ما كشفت عنه صحيفة “مغرب أنتليجنس”، فإن هذه القائمة تضم قطعا تاريخية ثمينة جدا كانت تابعة للأمير عبد القادر، مثل سيفين، بما في ذلك سيف استسلام الأمير عام 1847 بعد 15 عاما من المقاومة القوية للمستعمر الفرنسي، في هذه القائمة، نجد أيضًا مدفع بابا مرزوق الشهير.
وفي يوليو 1830، في الأيام الأولى من سقوط الجزائر العاصمة، تم الاستيلاء على هذا المدفع وشحنه كغنيمة حرب ثمينة إلى بريست في بريتاني، وتم تغيير اسم المدفع إلى القنصلية، تخليداً لذكرى اثنين من القناصل الفرنسيين في الجزائر العاصمة اللذين قُتلا بعد أن دفعهما هذا المدفع.
ويتبين أن السلطات الفرنسية لا تبدو متحمسة للغاية لإعادة جميع الممتلكات التي يطالب بها عبد المجيد تبون إلى الجزائر، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى توافق بين الجزائر وباريس لتجاوز الخلافات حول هذه القضية.
وهذا الوضع يزعج بشكل خاص تبون الذي يتعجل لانتزاع تنازلات تاريخية من فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ولا شك أن الرئيس الجزائري سيغادر إلى باريس إذا لم يعود إلى البلاد وفي يديه جوائز مرموقة للغاية تجعله الرئيس الجزائري الأول والوحيد الذي يستعيد التراث التاريخي الذي نهبه المستعمر السابق.
وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن هذا الإنجاز سيضمن له المجد الأبدي، وفي انتظار رفع العوائق القانونية في فرنسا لتلبية الطلب الجزائري، يبدو عبد المجيد تبون مستعدا لتأجيل زيارته إلى باريس مرة أخرى، أو حتى تجميدها مؤقتا.
تعليقات الزوار ( 0 )