الخطاب الملكي وضعنا أمام مسؤولية وطنية للدفاع عن الملف لا للتربح به، وفي تركيز جلالة الملك على الاختصاص والكفاءة إشارة للقطع مع الماضي.
والقطع لا يعني القطيعة!! هو فقط حسن إختيار للنخب القادرة على الترافع والدفاع دون مزايدة، وهذا لن يتحقق مادامت نفس النخب تحتكر كل شي وتقدم نفسها كل مرة وكأنها تملك مفاتيح الحل والعقد..
في الصحراء نخب صامتة ليس لأنها غير معنية أو مهتمة، بل لأنها بكل صراحة مهمشة مركونة على الرف تراقب مشهداً اغتنت منه فئة قليلة سيطرت على مقدرات المنطقة سياسيا اقتصاديا وخلقت نخبة أخرى تدور في فلكها..
ملف الصحراء الآن يحتاج لشرايين جديدة تقرأ النزاع بعيون أخرى، ترى فقط مصلحة الوطن لا مصالح أخرى..
نخب مؤمنة بالمغرب بكل أعطابه وإخفاقاته بمميزاته أيضاً التي لايعرفها إلا من أحب المغرب كما هو دون أن يعتبره مجرد آلة حاسبة او صالة للترنزيت..
مطلوب منا الآن أن نعترف بأن هناك أخطاء وبأن الخطاب جاء للقطع معها، وبأن نفس المقاربة التي كانت لم تعد مجدية في التعاطي مع الملف الذي أراد له “دي ميستورا” أن يقسم المنطقة..
و هي إشارة علينا التقاطها وهي مرفوضة ولنا كل الحجج لدحضها ليس بالاستنكار الذي تعودنا عليه بل بالحقيقة التي يجب شرحها للمنتخب الدولي..
هناك أسئلة محرجة علينا الإجابة عنها تاريخياً وعلمياً.. هناك غموض في المشروع الذي ندافع عنه وعلينا إشراك النخب في الدفاع عبر تملك المعلومة..
دشن الخطاب الملكي الأخير حول الصحراء مرحلة مفصلية في التاريخ الحديث للقضية الوطنية ودون الرجوع للماضي لقراءة الأحداث والأخطاء التي حصلت في هذا الملف على امتداد سنوات طويلة..
و ساحاول تجاوز هذه الأخطاء إيماناً منا وبحسن نية أن هذه المرحلة يجب طيها والاستفادة من تلك الأخطاء التي تراكمت على مدار كل هذه السنوات وانتجت وضعا ونخبا عقدت المشكل وعاشت وعايشت مع ضرورة إطالة أمده..
ما أخشاه الآن أن تتكرر نفس الأخطاء وأن يفهم الخطاب الملكي بطريقة خاطئة ويعطى الضوء الأخضر لتفريخ الجمعيات والمراكز المتخصصة في الترافع عن القضية الوطنية..
وبهذا سنعيد نفس المنهجية ونفس السيناريو الذي جعل من القضية الوطنية أصلاً تجارياً مربحاً وتأشيرة للسياحة عبر الدول دون مردود ولا استراتيجية..
الآن نحن في مرحلة مفصلية تقتضي منا أن نطبق الخطاب الملكي لا أن نستغله!!
وتطبيقه يعني ان نقطع مع ماضي أنتج كل هذه الأعطاب وهذه النخب التي تسيدت المشهد السياسي واحتكرت الوطنية وفرقت صكوكها ورفعت راية الانفصال في وجه كل منتقد او معارض لمسارها…
حان الوقت لنصارح أنفسنا لأن المرحلة تقتضي منا الجرأة في طرح الأسئلة المعلقة منذ زمن طويل…
ماذا قدمت كل هذه النخب التي راهنا عليها إلى الآن؟
أين آلاف الجمعيات والمراكز؟
أين العائدين وهل تم توظيفهم؟ أم ركنهم؟
هل تقبل النخب الموجودة الآن دخول منافسين جدد؟
هناك اشكالات كثيرة يجب معالجتها وهناك احتكار وسيطرة يجب القطع معها، وهناك نخب مؤمنة بالمغرب يجب احتضانها واعطاؤها الفرصة.. هي مشتتة ويجب جمع شملها عبر فقط فتح المجال..
البوليساريو لأختم ليست أسطورة لنخشاها، هي جماعة لا تملك حق الحديث باسم صحراويين يتواجد اغلبهم هنا، وفي النهاية عليها أن تحسم هي النقاش مع من خرجو من رحمها وأعلنوا جهارا أنها لا تمثلهم، وسنعود لاحقا للتوضيح…
أستاذ جامعي
تعليقات الزوار ( 0 )