Share
  • Link copied

عالِم مغربي: المغرب بلد تحضر فيه الحفريات والمستحاثات وتغيب فيه المتاحف السياحية

تزخر بلادنا بعدد من المستحاثات (المتحجرات) وتحف ما قبل التاريخ، وتعتبر ملاذ الباحثين الدوليين والمستكشفين لسبر أغوار هذه الأرض الحبلى بالمفاجآت والاستكشافات التي أعادت كتابة تاريخ البشرية، فيما تغيب المتاحف السياحية لأنواع هاته المستحاثات الثمينة.

وتم العثور في وقت سابق، على آثار أقدام وهياكل ديناصورات في منطقة أنزا شمال مدينة أكادير، عاشت هنا قبل 85 مليون عام، وفي سنة 2017 تم العثور أيضا على بقايا عظمية يزيد عمرها على مائة ألف عام للجنس البشري للإنسان العاقل، وغيرها من الأمثلة.

العالم الألماني، ذو الأصل المغربي، نزار إبراهيم، الجيولوجي والمختص في علم الإحاثة ودراسة الأحياء القديمة والمتحجرات، تأسف لعدم وجود متحف كبير يضم هذا الكم الهائل من المستحاثات بالمغرب، لافتا إلى أن أرض المغرب تضم كنوزا لا تقدر بثمن.

وأوضح عالم الحفريات الفقاري، في حوار مباشر أجراه معه الباحث بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بمكناس، نبيل بلمكي، أخيرا، أن المغرب يملك كل المقومات لكي يكون لديه متحف عالمي ضخم بالدارالبيضاء مثلا، يجذب أنظار الزوار من داخل وخارج المغرب، ويكون بمثابة البوابة للتعريف بالثقافة ومايزخر به المغرب من كنوز ثمينة.

واستشهد الدكتور إبراهيم، الذي يعمل حاليًا كأستاذ مساعد في جامعة ديترويت ميرسي، بالتجربة البريطانية، قائلا إن لندن البريطانية لا قيمة لها كمدينة سياحية بدون متاحف، مشيرا إلى أن المغرب كذلك يمكنه بل يستطيع أن يحظى بهذه الفرصة.

وشدد إبراهيم، المعروف بأبحاثه حول الفقاريات الأحفورية من مجموعة “كم كم” الموجودة في المغرب، مثل التيروصورات والتماسيح والديناصورات، أنه مستعد لتقديم كل المساعدة للجهات المعنية لتحقيق حلم إنشاء متحف دولي بالمغرب.

وفي هذا اللقاء، تطرق العالم الألماني المغربي إلى مجموعة من المواضيع التي تتعلق بعالم الإحاثة، نظير عصر الديناصورات، التي كانت تعيش بمنطقة “كم كم” المغربية، والغزيرة بالحفريات وبقايا الحيوانات التي عاشت في الزمن القديم.

وأسهب عالم الحفريات في شرح نظرية التطور، وكيف انقرضت بعض الحيوانات وظهرت حيوانات أخرى بفعل الانتقاء الطبيعي، وتحدث أيضا عن الانسان العاقل والقديم، وعن الاعتقاد الشائع الذي يروج بأن أصل الإنسان من القردة، وهو إدعاء لا أساس له من الصحة بتاتا كما أكد ذلك العالم المغربي.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن حتى عالم التاريخ الطبيعي والجيولوجي البريطاني تشارلز داروين لم يقل بذلك، موضحا أن الأسلاف البشرية لم تنبثق من القردة كما هو مشاع، لذلك فإن أهمية علم الحفريات تكمن في فهم ومعرفة وجودنا وكيفية مواجهة المستقبل.

وخلص نزار إبراهيم في الحوار ذاته الذي استضافته جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، إلى أن علم الحفريات قد يساعدنا بشكل كبير ومهم جدا لمعرفة تاريخ البشرية وكيفية التعامل مع حاضرها لمواجهة مستقبلها.

وأدى البحث الذي قاده إبراهيم في السنوات الأخيرة إلى تغيير جذري في أفكار مورفولوجيا وعادات أكبر الديناصورات المفترسة مثل السبينوصور لإبراهيم اهتمامات في المعلوماتية الحيوية ومشاريع أخرى.

ويعمل نزار إبراهيم حاليا أستاذا مساعدًا في جامعة ديترويت ميرسي، حيث يقوم بتدريس علم التشريح البشري والتشريح المقارن والتطور.

وهو أيضا باحث زائر في جامعة بورتسموث، كما يعمل في المغرب مع عدد من الباحثين والطلاب المغاربة في جامعة الحسن الثاني، وهو أول عالم حفريات في تاريخ برنامج تيد.

Share
  • Link copied
المقال التالي