شهدت مؤسسة مرزوكة التأهيلية، صداماً إدارياً مع ولي أمر تلميذ بسبب قدومه إلى المؤسسة وهو يلبس، ما اعتبرهُ المدير، “لباساً غير لائق”، الأمر الذي خلق نقاشا في مرزوكة بين ما هو إداري تربوي يتعلق بصلاحيات الإدارة التربوية وما هو حقوقي يهم الحريات الفردية للمرتفقين، لاسيما أن ولي الأمر لا تربطه أي عضوية بالمؤسسة.
وفي ذات الصدد قال محمد حمدان الأستاذ بمدينة الريصاني والناشط الحقوقي، في مقال له حول نفس الحادثة “صحيح أن القانون الداخلي للمؤسسة التربوية يضع شروطا للهندام و الالتزام بحسن الخلق والتصرف،” مضيفاً أن “هذا الخطاب التربوي يهم بالدرجة الأولى المتعلمين كما يهم الطاقم التربوي و الإداري و التقني داخل المؤسسة، هذا إن سلمنا طبعا بأننا متفقون على تحديد دقيق للهندام اللائق، و الذي أعتبر تحديده بصفة مفصلة أمرا مستحيلا و تبقى مواصفاته نسبية.” على حد تعبيره.
وصرّح مدير ثانوية مرزوكة بشكل حصري لبناصا، أن “ولي الأمر جاء بشهادة مغادرة لتلميذ كان يتابع دراسته بالريصاني، ودخل إلى المؤسسة بشورط قصير.” مؤكداً “فالتمستُ منهُ الانصراف لتغيير تلك الملابس التي اعتبرتها “لا تليق بالشخص كولي أمر من جهة ولا تليق بقداسة المؤسسة التربوية”، قبل أن يبدأ بالسب والشتم، فاتصلتُ ب”السلطة المحلية والدرك الملكي مباشرة لتحضر إلى عين المكان، وقدمنا أقوالنا سوياً والملف بيد المديرية الإقليمية للتربية.”، كما جاء على لسانه.
وأضاف المدير، بأن “المؤسسة تربوية بالأساس، وبالتالي دورها التربية على القيم والأخلاق، والسروال القصير مرفوض في مؤسسة تحمل هذه الرمزية ولها خصوصياتها، وهذا يسري على الجميع، الأعضاء في المؤسسة والمرتفقين، حتى بعيداً عن القانون، فلا أحد سيختلفُ في أن هذا لا يليق بمؤسسة مماثلة.” مردفاً أن “همهُ هو بناء صورة جيدة للمؤسسة وتكريس حضورها بشكل تنافسي، حيثُ قمنا في الأسبوع الأول بتوعية التلاميذ بأهمية الهندام في المؤسسة وأخبرناهم ودياً بالعدول عن بعض أنواع الحلاقة، ولم نمارس أي قمعٍ، بالعكس واجبنا التحسيس أولاً.”
ومن جهته، علق حميد أفرزيز، الناشط الأمازيغي بالمنطقة والفاعل الجمعوي، في تصريح لجريدة بناصا، معتبراً أن “ما حدث خلل في التواصل التربوي فقط، لأن التلميذ لا يجب أن ترفضه منذ المرة الأولى، بل تلك المرة ستكون دافعاً لتحثه على ألا يأتي بذات اللباس في المرة القادمة”، مضيفاً أننا “نحن في مرزوكة لا نرفض القانون الداخلي للمؤسسة، ولكن أولئك التلاميذ الذين يدرسون بثانوية مرزوكة الآن، قادمون من الريصاني والطاوس، وكان هناك تساهل نوعاً ما مع مسألة اللباس، وبالتالي هؤلاء التلاميذ في حاجة إلى تواصل وتوعية بالتغير المبدئي وليس ممارسة القمع والطرد في حقهم.”
ونفى المدير كل هذا، قائلاً نحنُ قمنا بما يلزمُ من التوعية منذ الدخول المدرسي، وبشكل تدريجي، ونحنُ لا نطرد تلاميذاً نحنُ ساعدناهم عبر التنسيق مع مؤسساتهم السابقة ليلتحقوا بمؤسسة مرزوكة التأهيلية.”
تعليقات الزوار ( 0 )