شارك المقال
  • تم النسخ

طالبان تحاصر عاصمة أفغانستان.. والولايات المتحدة تندّد بضعف المقاومة الحكومية

بسطت حركة طالبان سيطرتها على أغلب المناطق المحيطة بالعاصمة الأفغانية كابل وباتت 17 ولاية في قبضتها حتى الليلة الماضية، في حين ندّدت واشنطن بما أسمته ضعف مقاومة القوات الحكومية في صدّ هجوم طالبان.

وأعلنت حركة طالبان أن مقاتليها اقتحموا مدينة “شارانا” مركز ولاية بكتيكا، واستولوا على أسلحة ومعدات، مشيرة إلى أن معارك ضارية تدور كذلك على تخوم مدينة مزار شريف، مركز ولاية بَـلْخ شمالي البلاد.

وأفاد مصدر أمني للجزيرة بأن مسلحي طالبان سيطروا على السجن المركزي في ولاية بكتيكا وأطلقوا سراح جميع المعتقلين.

وكانت الحركة أعلنت أنها سيطرت على مزيد من الولايات، ليرتفع العدد إلى 17 ولاية، من بينها هَرات وقندهار وهلمند وبادغيس وغور وأُروزْغان ولوغر.

ومع سيطرة الحركة على ولاية لوغر، التي لا تبعد كثيرا عن كابل، يسود الخوف والترقب بين سكان العاصمة الذين يتحسبون للأسوأ، ويخشون أن تكون مدينتهم خط الدفاع الأخير.

معارك مستمرة

وبثت وسائل إعلام محلية صورا قالت إنها للحظة دخول مقاتلي طالبان إلى مدينة شارنا، وفي الولاية ذاتها أكد المتحدث باسم طالبان أن منطقة “خير كوت” صارت تحت سيطرة مقاتلي الحركة.

وتستمر المعارك في مدينة “غارديز” مركز ولاية باكتيا جنوب شرقي البلاد، إذ سيطر مقاتلو الحركة على نقطة تفتيش في المنطقة واستولوا على ذخائر وأسلحة.

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن 22 مسلحا من طالبان قتلوا في غارة على ولاية بلخ بشمال البلاد الذي أصبح الجزء الأكبر منه تحت سيطرة مقاتلي طالبان إضافة إلى غرب البلاد وجنوبها.

وكابل ومزار شريف (كبرى مدن الشمال) وجلال آباد (شرق) هي المدن الكبرى الثلاث الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة.

كابل محاصرة

ومع سقوط ثاني وثالث أكبر مدن البلاد بأيدي طالبان، أصبحت العاصمة كابل فعليا محاصرة وآخر موقع للقوات الحكومية.

ويتمركز مقاتلو طالبان الآن على بعد 50 كيلومترا فقط عن كابل، ما جعل دولا أوروبية عدة بينها بريطانيا وألمانيا والدانمارك وإسبانيا تسارع في سحب أفراد من سفاراتها هناك أمس الجمعة.

كما أعلنت هولندا وفنلندا والسويد وإيطاليا وإسبانيا أمس خفض وجودها في البلاد إلى الحد الأدنى، لافتة إلى برامج لإجلاء موظفيها الأفغان، وقالت ألمانيا أيضا إنها ستقلص طاقمها الدبلوماسي.

وفضلت دول أخرى مثل النرويج والدانمارك إغلاق سفاراتها مؤقتا، وأعلنت سويسرا التي لا سفارة لها إجلاء عدد من المتعاونين السويسريين ونحو 40 موظفا محليا.

كما تلقى موظفو السفارة الأميركية أوامر بإتلاف أو إحراق المواد الحساسة مع بدء إعادة انتشار 3 آلاف جندي أميركي لتأمين مطار كابل والإشراف على عمليات الإجلاء.

غياب المقاومة

وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن بلاده لم تتوقع غياب المقاومة لدى القوات الأفغانية لوقف تقدم حركة طالبان على الأرض.

وفي لقاء مع شبكة “سي إن إن” (CNN) التلفزيونية الأميركية، أضاف كيربي أن القيادة السياسية والعسكرية في أفغانستان تفتقد الإرادة لصد هجمات الحركة.

وأعرب كيربي عن قلقه بشأن السرعة التي تتحرك بها حركة طالبان في أفغانستان، مشيرا إلى أن الظروف المتدهورة في البلاد تشكل عاملا رئيسيا وراء موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على إرسال قوات إضافية.

خطط سحب

على صعيد متصل، أفاد موقع “بوليتيكو” (POLITICO) بأن البنتاغون بدأ وضع الخطط لسحب البعثة الأميركية كاملة من أفغانستان.

وأضاف الموقع نقلا عن مصدرَيْن أن القيادة الوسطى الأميركية تعدّ إخلاء السفارة في العاصمة الأفغانية أمرا حتميا.

بدوره، قال مسؤول أميركي لرويترز اليوم السبت إن جنودا أميركيين وصلوا إلى كابل للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأميركية ومدنيين آخرين من العاصمة الأفغانية.

وذكر البنتاغون أن كتيبتين من مشاة البحرية (مارينز) وثالثة من سلاح المشاة، قوامها نحو 3 آلاف عسكري، ستصل إلى كابل بحلول مساء غد الأحد.

“ستنظر في أفعالها”

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لا تثق بكل ما تقوله طالبان، بل ستنظر في أفعالها، وذلك ردا على إعلان الحركة أنها لن تستهدف المنشآت الدبلوماسية.

وأكد المتحدث باسم الوزارة نيد برايس تركيز واشنطن على الدبلوماسية، من أجل وضع حد للعنف في أفغانستان، مشيرا إلى وجود وفد أميركي في الدوحة من أجل هذا المسعى.

وشدد برايس في مقابلة مع شبكة “إم إس إن بي سي” (MSNBC) على أن هناك إجماعا دوليا على عدم الاعتراف بأي حكومة تصل عبر القوة.

تربة خصبة للإرهاب

وفي بريطانيا، تعهد رئيس الوزراء بوريس جونسون بعدم إدارة الظهر لأفغانستان، داعيا الدول الغربية إلى العمل مع كابل لتجنب أن تصبح أفغانستان مجددا تربة خصبة لما سماه الإرهاب.

كما استبعد جونسون في حديث تلفزيوني، إثر “اجتماع أزمة” حكومي، فرضية اللجوء إلى حل عسكري للصراع الأفغاني.

في السياق ذاته، جدد حلف شمال الأطلسي (ناتو) الالتزام بإيجاد حل سياسي للصراع الأفغاني، وعقب اجتماع عاجل في بروكسل قال الحلف إنه لن يكون هناك اعتراف دولي بنظام طالبان في حال استيلائها على السلطة بالقوة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي