اعتقلت القيادة المتخصصة للحرس المدني لمكافحة تهريب المخدرات في الجنوب الإسباني، نحو 100 من أفراد شبكة إجرامية متعددة المهام تنشط في تهريب المخدرات والممنوعات، لافتة إلى أن بعض أفراد هذه “المافيا” هم قُصّر مغاربة.
وقالت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، في تقرير لها نشرته يوم أمس (السبت) إنه ليس من الغريب أن يصادف الزبائن الباحثين عن الممنوعات، أباطرة المخدرات الذين لا تتجاوز أعمارهم سن الثلاثين.
وقال أحد رجال الحرس المدني المتخصص في التحقيق معهم، إنه “مع الحصار الذي نفرضه عليهم، فإنهم بحاجة إلى تجنيد المزيد والمزيد من الشباب”.
وأضافت الصحيفة الإسبانية، أن عشيرة “مونبارليت”، وهي مافيا معروفة مقرها بين إشبيلية وقادس، اختارت بشكل مباشر استهداف أحد أقسامها الإجرامية من القاصرين، وأن الأمر كان متروكًا للقادمين الجدد لتزويد الزوارق الفائقة السرعة “ناركولانشا” بالبنزين في البحر.
وأوضح المصدر ذاته، أن هذه العملية، تعتبر مجرد قسم من أقسام المنظمة التي كانت قادرة على المضي قدمًا في خطوة أخرى وتولي مسؤولية نقل الحشيش الذي يتم جلبه من المغرب والماريجوانا إلى دول أوروبية أخرى.
وبدأ المحققون في القبض على الجناة الرئيسيين في ما يسمى بعملية “Mopa” قبل شهر، بينما وصلوا الأربعاء الماضي إلى المئات من المعتقلين، حيث لا يستبعد الوكلاء المتورطون في القضية أن الرقم سيرتفع أكثر في الأيام المقبلة.
وكان للعشيرة الإسبانية ثلاثة فروع متميزة: كان أحدهم مسؤولاً عن عملية إطلاق القوارب في نهر الوادي الكبير، حيث استخدمت شركة أخرى مراسي مانيلفا (مالقة) ولا لينيا (قادس) للتزود بالوقود، بينما استخدمت ثالثة شاحنات الفاكهة لنقلها عبر أوروبا من دوس هيرماناس بـ(إشبيلية).
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه المهمة الأخيرة هي الأقل شيوعًا بين المافيات المحلية في جنوب إسبانيا، والتي عادة ما تقوم فقط بالنقل البحري للحشيش من المغرب، قبل تسليمها إلى المشتري المسؤول بالفعل عن نقلها إلى وسط وشمال أوروبا، سوقها الرئيسي.
وقدمت عشيرة “مونبارليت” القاصرين لتعليمهم التجارة بالرحلات إلى أعالي البحار والتزود بالوقود أو الطعام أو بدائل الطاقم، وكانت تضع الفرقة تحت تصرفهم قوارب رياضية في ميناء “لا أتوانارا”.
واستخدمت العصابة، المستودعات في المناطق الصناعية في العاصمة إشبيلية وحتى في المقاطعات النائية، مثل بطليوس، لإخفاء المواد شبه الصلبة المرغوبة وغير القانونية والتي قد تصل تكلفتها، بسبب تصميمها ومحركاتها الخاصة إلى ما يقدر بـ 200000 يورو.
وتتجلى قوة وتفريق أماكن الاختباء – لخداع العملاء – التي ظهرت عليها العصابة في مسبحة البلدات حيث اكتشفوا ما يصل إلى خمسة أطنان من الحشيش، منها 1170 كيلوغرام في ماتالاسكانياس (هويلفا) و3240 كلغ في ألميريا و330 كلغ في منطقة La Línea.
وأدى حصار الشرطة الذي تم فرضه في منطقة مضيق جبل طارق منذ منتصف عام 2018 إلى جعل المافيا تتقن بشكل متزايد أساليب عملها، وجذب الشباب، كما استخدمت طرق دخول جديدة وتستفيد من قنوات لوجستية لنقل الماريجوانا.
وفي المجمل، تم اكتشاف ما يصل إلى 230 كيلوغرامًا من براعم الماريجوانا، التي تم إعدادها لتوزيعها في جميع أنحاء أوروبا لدى المحتجزين المائة.
ولهذه المهمة خارج البلاد، استخدمت المافيا مستودعًا في دوس هيرماناس كمركز لوجستي، ومن هناك خرج الحشيش والقنب المخبأ بين صناديق الفاكهة وعبروا البلاد والحدود الفرنسية إلى بقية أوروبا باعتبارها الوجهة الرئيسية للمخدرات التي تدخل عبر المضيق.
وبدعم من الجمارك الفرنسية، تمكن الحرس المدني من ضبط 105 كيلوغرامات من الماريجوانا التي استولت عليها المنظمة في بلدة داكس الفرنسية.
وفي إسبانيا، كان لدى المافيا شاحنتان جاهزتان لعبور الحدود، واحدة في بطليوس، حيث تم الاستيلاء على 300 كيلوغرام من الحشيش، والثانية مع 125 كيلوغراماً من الماريجوانا في إيرون (غويبوسكوا).
تعليقات الزوار ( 0 )