أطلق ضابط سامي موريتاني متقاعد، نداءً إلى رئيس دولة موريتانيا وزعيم الأزواد، بالإضافة إلى جبهة البوليساريو، من أجل التوحد مع المملكة المغربية، في دولة فدرالية، وإعادة الأمجاد التي عاشوها خلال العصور الماضية حين كانت حدود المغرب ممتدة من طنجة شمالاً إلى نهر السنغال جنوباً، ومن المحيط الأطلسي غرباً إلى بحيرة تشاد شرقاً.
وقال محمد بن البار، وهو مدير أمن إقليمي متقاعد، في مقالة له، بعنوان: “للإصلاح كلمة تطالب باستعجال وحدة الشناقطة فوق أرض الله“، إن “كلمة الإصلاح في هذا المقال أرادت مرة أخرى أن تعود إلى الكتابة في تلك الأمنية الذهبية الإسلامية التي أرجو من الله: ثم من كل زعماء هذا اللقب الشنقيطي العزيز على قلوبنا أن يجعلوا هذه الأمنية نصب أعين عزيمتهم الخلاقة حتى ننعم برؤيتها ونحن مازلنا أحياء”.
وأضاف أن شعب الشناقطة متميز، والذي رسمت خريطته في “صفحات كتاب الوسيط في أدباء شنقيط من الشعب – الأزوادي عرباً وعجماً إلى نهر السنغال عرباً وزنوجاً إلى باب الصحراء شمال اكلميم مروراً بالساقية الحمراء ووادي الذهب عرباً وبربراً”، متابعاً: “هذه الخريطة التي عاشت قروناً ذهبية لها لغتها الجميلة الخاصة بها الحسانية البنت البكر للعربية الفصحى”.
وأوضح: “هذه الخريطة، حان مرةً أخرى أن تتوحد بجمالها وكمالها بعد أن مزقها الاستعمار وفرقها وجعل بينها حواجز حدودية وهمية لا جذور لها تاريخيا ولا معنى لها حالياً”، مسترسلاً: “إننا نحن الشناقطة بعضنا يوجد في حالة يرثى لها في كل من تندوف بالجزائر، وفي باسكنوا وأمبر الموريتانيتين”.
وأردف أن الوقت حان “أن نوجه هذا النداء الحي الوحدوي لأرض الشناقطة إلى زعمائنا نحن الشناقطة الموريتانيين المالكين الآن لزمام أمرهم وعزائم شجاعتهم ومسؤولية أهدافهم ليضعوا من الآن فصاعدا لبنة ضخمة بيضاء في تفكيرهم لتوحيد الناطقين بهده اللغة الممتعة الجذابة الحسانية.. ولينفذوا في نفس الوقت أجزاء هذا الشعب الناطق بها في كل من الصحراء وأزواد”.
واسترسل: “هذه الأمنية عشق تحقيقها قاتل لكثير من الشناقطة المخلصين لبني جلدتهم الموسومين بميسمهم طولاً وعرضا في هذه البلاد”، مضيفاً: “إننا من جهتنا نحن الموريتانيون أوجه هذا النداء لرئيسنا الحالي المنتهية ولايته في دستورينا الحالي، والممتدة زعامته بإذان الله في دستور وحدتنا نحن الشناقطة مجتمعين في بلاد شنقيط”.
وهذا النداء الوحدوي، يتابع بن البار: “الموجهة إلى زعمائنا في موريتانيا، وزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، لأقول له كفى من دفن أبناء الصحراء الشناقطة بعيداً عن من يترحم عليهم ويزورهم بعد موتهم”، مسترسلاً: “إن 45 سنة من دفن الموتى فير غير أرضهم وأرض أجدادهم يكفي لأخذ العبرة من حلب الأوهام العقيمة التي لا تلد مثل البغال”.
وزاد في كلامه الموجه لغالي: “عليم أيها الأخ الشنقيطي الصحراوي أن تمد يدك إلى إخوتك الزعماء في موريتانيا لإيجاد حل عاجل ومشرف بالذخول في اتحاد فدرالي موسع لجميع أبناء شنقيط”، متابعاً بأن النداء موجه أيضا إلى أحمد بن سيد محمد، زعيم الجبهة العربية في أزواد، “لنقول له إن اجتماعات الصلح مع الماليين في الجزائر لم تنتج إلا كثرة القتل والتشريد في أزواد وانتشار الميليشيات المنحرفة”.
ومضى الضابط السامي المتقاعد في القول، إن هذه الفكرة، “لا شك أن المملكة المغربية العريقة لن تقف سداً أمامها ولا سيما إذا كانت طرفاً في هذا الاتحاد، فهي قد قررت إعطاء الشعب الصحراوي حكما ذاتياً فإذا كان جميع الشعب الشنقيطي جميعاً مستعداً للاتحاد فلن تكون هي بإذن الله المانعة من ذلك”.
وأكمل: “ملوك المغرب بالرغم من قلة عدد أفرادهم فهم، مع ذلك لا يعرفون ملكاً عضوداً ولا كبراً ولا تكبراً، فهم أسرة أنعم الله بها على هذه الناحية من المغرب العربي، لا يريدون فيها علواً في الأرض ولا فساداً، يكفي الأسرة من الحكم وجود سيادة دائمة لا يكدرها التجاذب والتنابز مع ألسنة المواطنين تاركين للشعوب حرياتهم الخاصة في النفس والأموال والسكينة والهدوء في وطن آمن وعامل ومتساوي في جميع فرص الحياة سياسياً واقتصاديا وثقافيا واجتماعياً”.
وتابع: “نحن الشناقطة يمكن أن نقول إن ملوك المغاربة خاصة من بين سكان المغرب العربي، هم شناقطة بالمحبة والفطرة وتجانس بالأهلاق وبالنظرة الإسلامية التي تحكم العلاقة بين الشعب المسلم وقائده”، مضيفاً: “علينا أن نسأل علماءنا وزعماءنا الذين كانوا يقدمون على ملوك تلك المملكة التي كانت هي أقرب سلطة إسلامية لشنقيط”.
وواصل: “لقد كان أولئك الملوك المغاربة وأولئك العلماء والزعماء الشناقطة عند لقائهم بمثابة لقاء قائد مسلم لعالم وزعيم مسلم من شعبه لا يريد منهم إلا دعوات صالحة أو اعتبارا هو يستحقه عليهم بما يسديه عليهم من العطايا غير الممنونة”، متابعاً: “ويمكننا هنا أن نقرأ الوسيط في ذلك الوقت فلا سياسة نفاقية، ولا ديماغوجية بل نشر الأخبار والحقيقة كما هي فسوف يرى تكريمهم لمحمدو بن محمدي ولمجيدري بن حيبل”.
وذكر بن البار: “أنا لا أنسى في الخمسينيات ساعة الزوال، والناس كانت في الرحيل وأول أسرة أخذت مكانها في المنزل الجديد نزلنا عليها، فإذا هي فيها البكاء ولاالعويل فقام القادمون يكثرون من السؤال، فأجابوا بأن سلطان المسلمين توفي، والجميع لا يعرف اسمه ولا أيه هو، وإنما جاء الخبر أن سلطان المسلمين توفي، فعلمنا بعد ذلك أنها وفاة محمد الخامس”.
واختتم الضابط السامي، مقاله بالقول: “على كل حال فأنا أظن أن الخاتمة السعيدة لهذا الحكم في موريتانيا ورفيقه أو رفاقه والخاتمة السعيدة للصحراويين والأزواديين أن يتحد الجميع مع المغرب بأي وسيلة يقع التراضي بين كل الشناقطة والمغاربة لتخرج دولة مسلمة عملاقة سياسيا واقتصاديا ورفاهية كاملة لجميع شعوبها”.
تعليقات الزوار ( 0 )