نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لتظاهرة احتجاجية قالت إنها لمواطنين مغاربة يطالبون بفتح الحدود الجزائرية المغربية.
لكن الادعاء خطأ، والفيديو يوثق في الحقيقة وقفة احتجاجية للمطالبة باستئناف الرحلات الجوية، التي تقرّر تعليقها من قبل السلطات المغربية بسبب تداعيات الأزمة الصّحية لكورونا، السنة الماضية.
يظهر في الفيديو مجموعة من الأشخاص يحملون أعلاماً مغربية ولافتات كُتبت عليها عبارة “افتحوا الحدود”، وسيدة تتحدث بالفرنسية.
وجاء في حديث السيدة التي عرفت عن نفسها أنها أوروبية “إنه لمن العار أن تغلقوا الحدود، ألا تفكرون في الشعب المغربي؟ السياحة تموت هنا، الناس لم يبق معها مال، المدينة العتيقة وساحة جامع الفنا فارغتان (..) أنا أدعم الشعب المغربي، افتحوا الحدود”.
وجامع الفنا ساحة تاريخية في مدينة مراكش التي تُعد عاصمة للسياحة في المغرب. وقال ناشرو الفيديو إنه يُظهر احتجاجاً للمطالبة بفتح الحدود الجزائريّة المغربيّة.
ويأتي انتشار هذا الفيديو في ظل التوتر بين البلدين الذي بلغ أوجه عندما أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط قبل أن تغلق مجالها الجوي في وجه الطيران المغربي في 22 سبتمبر 2021.
واتهمت الجزائر حينها الرباط “بارتكاب أعمال عدائية (…) منذ استقلال الجزائر” في 1962، فيما أعرب المغرب عن أسفه لقرار الجزائر قطع علاقاتها معه، ورفض “مبرراته الزائفة”.
وتعدّ الحدود البريّة أيضاً مغلقة بين البلدين منذ العام 1994. وتشهد العلاقات المغربيّة الجزائريّة توتراً منذ عقود على خلفية قضية الصحراء الغربية. لكن الفيديو لا علاقة له بكل ذلك.
فالبحث عن اسم صاحب حساب تيك توك الظاهر على الفيديو يُظهر أنه نشر المقطع في 22 يناير من العام الماضي.
وقال ناشر الفيديو في التعليقات أن الاحتجاجات في الفيديو تتعلق بالمطالبة بفتح الحدود التي أُغلقت بسبب كوفيد19.
وعلى ضوء ذلك، يُرشد البحث باستعمال كلمات مفتاحية مثل “احتجاج مراكش فتح الحدود” إلى تقارير إخبارية عدّة منشورة على يوتيوب بتاريخ 23 يناير من سنة 2022.
ووفقاً لما جاء في التقارير، فمقاطع الفيديو تصوّر احتجاجات لمهنيّي قطاع السياحة في مراكش ضد تعليق الرّحلات الجويّة.
ومن خلال بعضها، يمكن مشاهدة نفس اللاّفتات التي رفعها المحتجّون في الفيديو المتداول إضافة إلى ظهور نفس السيدة التي كانت تتحدث فيه.
وآنذاك، كان المغرب قد قرّر غلق مجاله الجوي أمام الرحلات الدولية في نهاية شهر نوفمبر من سنة 2021 على خلفية تفشّي المتحوّر أوميكرون، ليُعيد فتحه بعد شهرين في السابع من فبراير من سنة 2022.
وجاء هذا الإعلان عن استئناف الرحلات الدولية في وقتٍ تزايدت الضغوط من جانب العاملين في القطاع السياحي المهدّد بالانهيار ومن المغاربة الذين ظلّوا عالقين في الخارج من جرّاء إغلاق الحدود، ووسط تساؤلات في وسائل إعلام محلية بشأن جدوى استمرار الإغلاق.
(الحرة)
تعليقات الزوار ( 0 )