Share
  • Link copied

صفحات إسرائيلية ناطقة باللغة العربية تُغازل الملايين من العرب والمسلمين لكسب ودهم

تُسّخر الحكومة الإسرائلية قُدراتها التكنولوجية والمادية والبشرية لجذب تعاطف الملايين من العرب والمسلمين، من خلال صفحاتها الناطقة باللغة العربية على جميع منصات التواصل الاجتماعي التي تنتشر بشكل فيروسي من المحيط إلى المحيط.

 وتهدف الصفحات الإسرائلية الناطقة باللغة العربية على منصات “الفيسبوك” و”التويتر” و”الإنستغرام” إلى الترويج للتفوق الإسرائيلي على جميع الأصعدة لتجميل صورتها من خلال وضع “مكياج الديمقراطية الناعمة” والمشرقة، الخالية من الشوائب والعيوب.

وتخاطب إسرائيل عبر صفحاتها، والتي تمتلكها المؤسسات العسكرية غالبا، عقول الشباب العرب، من خلال جمل قصيرة، وبطريقة مقتضبة ومركزة، مستغلة جميع أنواع المناسبات والأعياد من أجل التهنئة والمعايدة.

ويقوم بهذا الدور، المتحدث بلسان جيش الدفاع الاسرائيلي للإعلام العربي المعروف بإسم أفيخاي أدرعي، الذي يتفنن في خطاباته بلسان عربي فصيح عبر مقاطع فيديو أو منشورات مرفوقة بصور من قبيل “هكذا أصبحت إسرائيل بعد 72 سنة من الدعاء عليها كل جمعة”، مقولة يرددها الكثيرون في العالم العربي باتوا يعترفوا أن المزايدات والشعارات الفارغة لن تجدي نفعًا دام عزك يا بلادي”.

وأحيانا يستعرض أفيخاي أدرعي، قوة الجيش الإسرائيلي من أجل الترهيب مثل هاته العبارة التي نشرها، أخيرا على صفحته الرسمية، “كل جندي من جيش الدفاع يضع أمامه هدفيْن لا ثالث لهما: الدفاع عن الهوية و النصر هذه هي قوة الجيش الذي لا يُهزم ولا يعرف الانكسار”.

وتارة أخرى، يستعمل المتحدث ذاته لغة دبلوماسية ناعمة للمهادنة والترغيب، نظير الجملة التالية: “تعدد الثقافات في دولة إسرائيل بشكل عام وجيش الدفاع بشكل خاص يجعل الانفتاح والتعايش أكثر معنى وسهولة، تعرفوا على العقيد عمران دهان الذي ولد في المغرب، يتحدث عن عمله في الجبهة الداخلية باللغة المغربية والجهود المبذولة في مكافحة جائحة كورونا لمساعدة المواطنين عربًا ويهودًا.

بدورها، تنشط صفحة “إسرائيل تتكلم العربية “، وهي الصفحة الأشهر على الإطلاق وأكثرها تصفحا في العالم العربي والإسلامي، والتي يتابعها أزيد من مليوني ونصف شخص، في استقطاب العديد من الشباب العربي من خلال منشورات هزلية (لكنها متعمدة)، أو الاحتفاء بالمأكولات العربية، أو نشر صور ومقاطع فيديوها لشباب عرب يناصرون إسرائيل.

وتتعمد الصفحة الآنف ذكرها، إلى إبراز قيم التعايش والسلام لتخفي الجانب الدراماتيكي للعمليات العسكرية التي تقوم بها في مواجهة خصومها، عبر منشورات نظير، “صباح الخير متابعينا الكرام تتجلى التعددية في إسرائيل في ثراء الثقافة والتقاليد والمأكولات. في سوق الكرمل في تل ابيب تجد أنواع الخبز وتنوعه تنوع الجذور التي تصب في الهوية الإسرائيلية الجماعية”.

ولا تتوانى صفحة “إسرائيل تتكلم العربية ” في تقديم التهاني والتبريكات إلى جمهورها من العرب كيفما كانت المناسبة، بحيث نشرت قبل أسابيع صورة لطبق الكسكس المغربي، قائلة: “الكسكس يجمعنا على الرغم من الخلافات السياسية مع البعض”، في إشارة إلى تونس والجزائر.

وأضافت، “تهانينا على إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” الكسكس ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، المهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكس ويسعدنا أن نشارككم حب الشعب الإسرائيلي لهذا الطبق والمشترك بيننا ما أكثره. مهارات تعكس بيئة وتراث وجذور مشتركة”.

ويتفاعل مع هاته الصفحات الإسرائلية الناطقة باللغة العربية، الالاف من المتابعين، بحيث لا تلتفت هذه الصفحات إلى الشتائم والتعليقات المسيئة التي تصلها، بل تتجاوزها أحيانا لتقدم دروسا في اللغة العربية من خلال شرح بعض المصطلحات والمفاهيم وتدقيقها.

وتحاول الحكومة الإسرائلية اختراق عدد من الدول العربية من خلال زرع صفحات تتحدث باللغة العامية للبلد المستهدف، فنجد على سبيل المثال صفحة “إسرائيل تتحدث باللهجة العراقية” التي أطلقتها وزارة الخارجية الإسرائيلية بهدف تشجيع الحوار بين إسرائيليين وعراقيين.

كما تضع الحكومة صفحة “إسرائيل في مصر”، التي تقول إنها صفحة مكرسة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والنمو الاقتصادي والصداقة بين دولة إسرائيل ومصر، وهناك أيضا صفحة تطلق عليها الحكومة الإسرائيلية إسم “إسرائيل أرض السلام” خاصة بأصدقاء دولة إسرائيل، وفق تعبيرها.

وتسعى إسرائيل من خلال صفحاتها الممولة، إلى إظهار نموذج الدولة التي تحتفي بالإنسانية وتظهر قيم التعايش، كما تبرز في الآن ذاته الوجه القبيح لبعض أعدائها وترسخ فكرة “الحمل الوديع” الذي تحاصره أنياب الثعالب.

Share
  • Link copied
المقال التالي