في ظل المنافسة الإقليمية المستمرة بين المغرب والجزائر، تأتي خسارة المغرب في انتخابات نيابة المفوضية الأفريقية لتعيد فتح ملف الإستراتيجيات الدبلوماسية المغربية ومدى فعاليتها في المحافل الدولية.
وهذه الخسارة، التي وصفها الخبير في القانون الدولي وقضايا الهجرة ونزاع الصحراء، والرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي، صبري الحو بـ”الرعونة التي يجب المساءلة عنها”، تطرح تساؤلات كبيرة حول آليات اتخاذ القرار في الدبلوماسية المغربية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة مباشرة مع الجزائر.
وقال صبري الحو في مقال تحليلي له، إن”الترشح قرار ليس صدفة وليس اعتباطيا، بل دراسة واختيار وتصميم وقرار”. مؤكدا أن الترشح لأي منصب قاري أو دولي يجب أن يكون مبنيا على حسابات دقيقة واحتمالات الفوز، خاصة عندما يكون المنافس المباشر هو الجزائر، التي تعتبر المنافس الإقليمي الأبرز للمغرب.
وأضاف الحو: “قد نبرر الفشل بادعاء أن الجزائر استخدمت أساليب غير أخلاقية أو شراء الذمم، لكن هذه المبررات غير مقنعة ولا تؤثر في عمق النتيجة”.
وأشار إلى أن “المعركة بين المغرب والجزائر متعددة الأوجه، وأن الفوز في مثل هذه المنافسات يعتبر جزءا من استراتيجية حماية المصالح الوطنية”.
وتابع الخبير القانوني قائلا: “في حالة عدم اليقين بشأن الفوز، كان الأفضل للمغرب عدم الترشح ودعم مرشح آخر من بلد صديق.” مؤكدا أن “التفاصيل الصغيرة في المواجهات مع الجزائر تحسب بميزان دقيق، لأنها قضية حساسة وتتطلب حنكة سياسية عالية”.
ورغم أن المنصب الذي خسر المغرب الترشح له لا يعد من المناصب ذات الأهمية السياسية الكبرى، إلا أن الحو أشار إلى أن مثل هذه الخسائر تؤثر بشكل غير مباشر على المركز الدبلوماسي المغربي، خاصة في ظل النجاحات الكبيرة التي حققتها الدبلوماسية الملكية في السنوات الأخيرة.
وقال: “الدبلوماسية الملكية قامت بمجهودات أسطورية وحققت نجاحات فاقت كل التوقعات، لكن هذا النجاح يحتاج إلى صيانة وحماية من أي تقهقر”.
وأكد الحو أن المغرب لا يملك هامشا للخطأ في معاركه الدبلوماسية، خاصة في مواجهة الجزائر، مشددا على أن أي إخفاق يجب أن يتم محاسبته بجدية.
وتساءل: “من يتحمل مسؤولية الفشل في الاستحقاق والانتخاب الأفريقي المغربي في نيابة مفوضية الاتحاد؟ وما هو جزاء إخفاقه الذريع؟”.
تعليقات الزوار ( 0 )