شارك المقال
  • تم النسخ

صحيفة فرنسية: سياسة الرئيس التونسي قيس سعيد الخارجية تثير انقسامات داخلية في الجيش

قالت صحيفة “موند أفريك” الفرنسية في تقرير حديث لها، إن سياسة الرئيس التونسي قيس سعيد الخارجية الجديدة، والتي تهدف إلى التقارب مع روسيا وإيران، تثير انقسامات داخلية قوية.

وذكرت القصاصة ذاتها، أنه في 22 ماي الماضي، حضر قيس سعيد جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، ليصبح أحد ثلاثة رؤساء دول حضروا الجنازة.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى لرئيس تونسي لإيران منذ عام 1965، كما التقى سعيد بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، الذي وصفه بـ “الشخصية الجامعية الفاضلة” بعد فوزه في الانتخابات عام 2019.

ويُعرف سعيد بانتمائه للتيار القومي العربي، وهو مناهض للإمبريالية، كما يواجه الرئيس التونسي أزمة مالية خانقة، حيث يرفض التوقيع على اتفاق بقيمة 1.8 مليار يورو مع صندوق النقد الدولي.

البحث عن تمويل

ويبحث سعيد عن تمويل من دول أخرى، لكنه يواجه صعوبات في ذلك، حيث ترفض السعودية تقديم المساعدة دون توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

كما ابتعدت قطر عن تونس بعد سجن حكومة سعيد للعديد من قادة حركة النهضة الإسلامية، التي تربطها علاقات قوية مع قطر، كما تمنع الجزائر، التي تختلف مع الإمارات العربية المتحدة في العديد من الملفات، الإمارات من تقديم المساعدة لتونس.

التأثير الروسي

ولطالما اقتصرت العلاقات الروسية التونسية على السياحة، لكن في 19 ماي الماضي، ذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية أن طائرات عسكرية روسية هبطت في جزيرة جربة التونسية، ونفت كل من موسكو وتونس صحة هذه المعلومات.

العلاقات مع الولايات المتحدة

وتواجه التوجهات الجديدة لسعيد معارضة قوية من قبل الجيش التونسي، الذي تربطه علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وساعدت الولايات المتحدة في الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011.

الدعم العسكري الأمريكي

وانخفضت المساعدة العسكرية الأمريكية لتونس بشكل كبير بعد انقلاب سعيد عام 2019، لكنها استمرت، وطلبت وزارة الخارجية الأمريكية 45 مليون دولار لتونس لعام 2024 في إطار برنامج التمويل العسكري الخارجي (FMF).

الانقسام داخل الجيش

وبحسب الصحيفة، يعلم سعيد أنه يعتمد على دعم جزء كبير من الجيش، الذي منحه العديد من المناصب الحكومية، لذلك لا يرغب في إثارة غضب القادة العسكريين الذين يعملون مع الأمريكيين.

التدخل الغربي

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن سعيد يتهم الغرب بالتدخل في الشؤون الداخلية لتونس، بعد أن انتقدت الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي بشكل خجول اعتقال المحامية سونيا الدهماني.

مستقبل غير واضح

ولا تزال سياسة سعيد، الخارجية الجديدة، موضع جدل كبير، ومن غير الواضح ما إذا كان بإمكانه التوفيق بين مصالحه مع مصالح الجيش، أو ما إذا كان سيضطر إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي