شارك المقال
  • تم النسخ

صحيفة عبرية تكشف عن الكيفية التي جاء بها قرار إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء

وعد بنيامين نتنياهو المغاربة السنة الماضية، بأنه إذا عاد إلى السلطة، فسيعترف بسيادة المغرب على الصحراء، بيد أن هذا الاختراق الكبير حدث في مارس 2023، عندما ألقى وزير الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي، أوفير أكونيس خطابًا في الموضوع.

وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية، أمس (الأربعاء) إن “الاعتراف بالصحراء كجزء من المغرب، يحتل أولوية قصوى على جدول أعمال الملك محمد السادس، وأنه منذ الإعلان عن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، توقعت الرباط أن تعترف تل أبيب بهذه المنطقة المتنازع عليها، على الرغم من أن إسرائيل لم تعبر عن أي التزام لمثل هذه الخطوة في اتفاقات إبراهيم”.

وحسب الصحيفة، فإنه نتيجة لإحجام إسرائيل عن إعلان الاعتراف بها، رفض الملك بثبات استقبال رؤساء الوزراء الإسرائيليين الذين خدموا في مناصبهم طوال هذه الفترة بأكملها، بينما الممثل الإسرائيلي الوحيد الذي التقى ملك المغرب علانية كان رئيس مجلس الأمن القومي آنذاك، مئير بن شبات، الذي مثل إسرائيل في المناسبة التاريخية لتوقيع اتفاق تجديد العلاقات مع المملكة.

وبالإضافة إلى ذلك، لم يرفع المغرب بعثته الدبلوماسية في إسرائيل إلى سفارة، على الرغم من أن وزير خارجيته، ناصر بوريطة، وعد بذلك في عدة مناسبات، ولم يقم أي من الوزراء المغاربة بزيارة إسرائيل، رغم أن نظرائهم الإسرائيليين قد زاروا المغرب في مناسبات عديدة.

وزعمت الصحيفة العبرية، أن أسرائيل، ولأزيد من عامين، خاصة في فترة حكومة بينيت لابيد، كان السياسيون يتلاعبون بمسألة الاعتراف بالصحراء المغربية، وكانت الحجج ضد القيام بذلك الانتقادات المتوقعة من بعض الدول الأوروبية والقلق من أن البعض منهم قد يعلن حتى الاعتراف بـ”فلسطين” مقابل ذلك.

وكشفت مصادر الصحيفة، أنه خلال زيارته لإسرائيل في مارس 2022، التقى وزير الخارجية، ناصر بوريطة، بزعيم المعارضة آنذاك بنيامين نتنياهو، وخلال هذا الاجتماع، وعد نتنياهو أنه في حالة عودته إلى السلطة، فإنه سيعترف بالصحراء كجزء من المغرب باسم دولة إسرائيل.

وفي يناير 2023، عاد نتنياهو بالفعل ليشغل منصب رئيس الوزراء، لكن لأسباب مختلفة، تأخر تنفيذ هذا القرار، ومن بين أمور أخرى، سعى نتنياهو لتأمين تعهد واضح من الرباط بأنها ستزود إسرائيل بشيء مقابل مثل هذه الخطوة، لكن المغاربة أعطوه كتفًا باردًا.

وفي نهاية المطاف، حدث الاختراق بعد خطاب ألقاه وزير الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، أوفير أكونيس، في مارس 2023، والذي تعهد فيه نيابة عن إسرائيل بالاستثمار في محطات تحلية المياه في الصحراء. وعقب ذلك لقاء بينه وبين وزير التجهيز والماء نزار بركة.

ومضت العملية قدما بشكل إيجابي إلى أن ألقى وزير الخارجية إيلي كوهين خطابا في إحاطة لوسائل الإعلام الأجنبية قبل نحو عشرة أيام، وردا على سؤال حول الموقف الإسرائيلي من الصحراء، قال “نحن نعمل حاليا على هذه القضية، وخطتنا هي التوصل إلى قرار نهائي في منتدى النقب المقرر عقده في شتنبر”.

وكان كوهين يعكس ببساطة العملية التي تجري خلف الكواليس، حيث كانت إسرائيل تعتزم بالفعل الاعتراف بالصحراء كجزء من المغرب. ومع ذلك، في وسائل الإعلام المغربية، فُسرت كلماته على أنها محاولة لتكثيف الضغط على الرباط وتطبيق شروط على الاعتراف بالقدس.

وبعد هذه الحادثة، اتصل وزير الخارجية بوريطة، الأسبوع الماضي، برئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، طالبًا توضيح ما قاله كوهين، ورداً على ذلك، ومن أجل توضيح أن إسرائيل ليس لديها أي نية على الإطلاق لمحاولة كسب أي نفوذ على المغرب، عمل كل من مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية في إسرائيل على الإسراع في إرسال رسالة نتنياهو، حيث أعلن اعتراف إسرائيل بالصحراء.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي