قالت صحيفة “Al-Monitor” المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، إنه بعد مرور أربعين يوماً على “طوفان الأقصى”، وعد قائد فيلق القدس الإيراني حركة حماس بأن إيران “ستفعل كل ما هو مطلوب”، إلا أنها “لم تفي بوعدها”، ولا تزال هناك أسئلة حول مدى استعداد إيران للمخاطرة بالتورط المباشر مع إسرائيل.
وحسب ذات الصحيفة، فإن قائد قوة القدس الإيرانية، الجناح القوي الذي يقود عملياتها العسكرية الخارجية المثيرة للجدل، لحركة حماس الفلسطينية، كان قد أكد دعم طهران الثابت وسط الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه و”على الرغم من الرسالة العامة التي أعلن فيها اللواء إسماعيل قاآني حين قال: “سنفعل كل ما هو مطلوب في هذه المعركة التاريخية”، فإن الإجراءات العملية التي اتخذتها إيران تظل جد حذرة.
وكانت الرسالة مكتوبة باللغة العربية موجهة إلى قائد كتائب القسام التابعة لحماس محمد الضيف، وكان الفرع المسلح مسؤولاً عن عملية 7 أكتوبر التي اجتاح فيها مسلحو حماس القواعد العسكرية الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، وردا على ذلك، شنت إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص، الأمر الذي أثار إدانة دولية.
واستنادا إلى الصحيفة ذاتها، فإنه بالنسبة لقاآني، كان هجوم حماس “ملحمة ومبادرة جديدة”، وأضاف أن “فلسطين والمنطقة لن تكون كما كانتا من قبل”، معتبرًا أنها “كشفت ضعف النظام الصهيوني المحتل”.
ويتولى فيلق القدس مسؤولية الأنشطة الخارجية للحرس الثوري الإيرانين، فقد قامت على مر السنين بتمويل وتسليح وتدريب شبكة من الوكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وعلى الأخص في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لتوسيع وتعزيز الأجندة الأيديولوجية والعسكرية للجمهورية الإسلامية الشيعية.
وذكر تقرير الصحيفة، أن قاآني هو أيضًا رفيق قديم وخليفة لقاسم سليماني، الجنرال الأكثر نفوذاً في إيران، والذي اغتيل في غارة جوية أمريكية عام 2020.
وأضاف القائد المتشدد أن “إخوانكم في محور المقاومة متحدون معكم”، مسلطا الضوء على “التزام إيران الأخويّ” مع حركة حماس، ومساندتها في حربها ضد إسرائيل.
وعود كاذبة
وبحسب القصاصة عينها، فإن الرسالة لم توضح بدقة مدى دعم الجمهورية الإسلامية لحماس، حيث إن السياسة المعلنة التي اتبعتها إيران منذ اندلاع الحرب هي سياسة تسعى إلى تجنب الاشتباك العسكري المباشر.
ونأت السلطات الإيرانية، وأبرزها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بنفسها بعناية عن التخطيط لعملية حماس، واقتصر خطابها على سلسلة من التحذيرات من أن جماعات المقاومة – اللقب الذي تطلقه إيران على وكلائها – قد تهاجم إذا رفضت إسرائيل وقف إطلاق النار.
وظهرت رسالة قاآني المتأخرة، بعد مرور 40 يومًا على الحرب، كتكتيك علاقات عامة لمعالجة التكهنات المتزايدة بأن إيران تترك حماس دون دعم في الحرب، وفي وقت سابق من شهر نوفمبر، التقى زعيم حماس إسماعيل هنية بخامنئي في طهران.
ولم يتم نشر أخبار الاجتماع في ذلك الوقت من قبل وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، والتي عادة ما تقدم تغطية واسعة النطاق لمثل هذه الأحداث، ولم يمض سوى أيام قليلة حتى كشف عنها أسامة حمدان، ممثل حماس في بيروت.
ومع ذلك، ذكر تقرير لرويترز يوم الأربعاء الماضي أن خامنئي اشتكى لهنية خلال الاجتماع من أن إيران لم تكن على علم بعملية 7 أكتوبر، وبالتالي فإن الجمهورية الإسلامية لن تخوض الحرب لصالح حماس.
ونفت الحركة الفلسطينية هذه الرواية، ووصفها ممثلها في بيروت، حمدان، بأنها “أكاذيب لا قيمة لها”، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”، ووصف اللقاء بأنه “إيجابي”، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وأعربت حماس بالفعل عن عدم ارتياحها إزاء وكيل إيران الأكثر تفضيلاً وقوة، ألا وهو حركة حزب الله اللبنانية، لأنها لم تذهب إلى الحد الكافي في دعمها، وقال غازي حمد، العضو البارز في المكتب السياسي لحماس، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس في أواخر أكتوبر: “نتوقع المزيد”.
وفي حين فقد حزب الله العشرات من مقاتليه في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية المضطربة، فإن مشاركة الجماعة حتى الآن ظلت محدودة بموجب المبادئ التوجيهية لطهران.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الخطابين الأخيرين اللذين ألقاهما زعيم حزب الله حسن نصر الله كانا أكثر تحفظا مما كان متوقعا، حيث أنه يسير على خط رفيع بعدم تقديم أي تعهدات علنية نيابة عن مجموعته، التي قد تعني مشاركتها دفع لبنان الذي يعاني بالفعل من ضغوط اقتصادية إلى حرب مدمرة، في حين ويشكل أيضًا تهديدًا وجوديًا للقيادة في طهران.
تعليقات الزوار ( 0 )