شارك المقال
  • تم النسخ

صحيفة إسبانية: مواقف اليمين المتطرف الفرنسي في البرلمان الأوروبي تشهد على دعمه لمصالح المغرب

سلطت تقارير إعلامية إسبانية، الضوء، على ميل المغرب إلى فوز اليمين المتطرف في فرنسا، على الرغم من عدم صدور أي موقف رسمي، وذلك بالنظر إلى عدد من المكاسب التي سيحصل عليها، مقابل حالة من الخوف والقلق وسط الجزائر، التي تخشى بشدة من هذا الاحتمال الذي بات وشيكا أكثر من أي وقت مضى.

وقال موقع “الكونفيدونسيال” الإسباني، إن على العالم الإسلامي، بدءاً بالمستعمرات الفرنسية السابقة في شمال إفريقيا، أن يشعر بالخوف وأن يرفض بالإجماع احتمال وصول حزب يميني متطرف مثل التجمع الوطني، إلى الحكومة الفرنسية، بسبب معاداته للأجانب، وللإسلام، إلا أن الأمر ليس هكذا.

وأضاف، أن الجزائر، التي كانت مستعمرة فرنسية لأطول فترة (1830-1962)، لا ترحب بإمكانية وصول جوردان بارديلا، تلميذ مارين لوبان، إلى رئاسة الوزراء، على الرغم من أن جده الأكبر، مهند سيغير مادا، كان جزائريا. لكن في المغرب، الذي كان أيضا مستعمرة فرنسية بين 1912 و1956، يعطي انطباعاً بالانحياز إلى حكم بارديلا.

وتابعت الصحيفة الإسبانية، أن السلطات المغربية لم تصدر أي موقف، وما تزال صامتة، إلا أن الصحافة الرسمية، تميل إلى نسيان إديولوجية التجمع الوطني، مقابل تسليط الضوء على أنها ستعزز الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء. وهو ما يعني أن الرباط، ترى مرة أخرى، العالم من منظور هذا النزاع.

وذكر المصدر، أن التوقعات الانتخابية للجولة الثانية المقرر إجراؤها يوم الأحد المقبل، تظهر أغلبية مطلقة ضئيلة لحزب التجمع الوطني في الجمعية الوطنية، وهو ما يعني أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لن يكون لديه أي خيار، سوى تعيين بارديلا رئيسا للوزراء.

وأوضح الموقع الإسباني، أن هناك ثلاثة أسباب تفسر ميل المغرب للتجمع الوطني، على رأسها ما أعرب عنه أيمريك شوبرادري، أستاذ العلوم السياسية الذي كان مستشارا لماري لوبان، في تصريح لـ”Le360″، حيث أكد أن موقف “RN”، من الصحراء، واضح، وهو سيادة المغرب عليها، كما أن الحزب، يعتبر الرباط، “الحليف الاستراتيجي الأكثر موثوقية”.

وذكّر المصدر نفسه، بأن هذا التصريح، الذي يظهر حب التجمع الوطني للمغرب، يشهد عليه مسار الحزب في البرلمان الأوروبي، حيث كان قد امتنع في يونيو 2021، عن التصويت على قرار يدين الدخول الجماعي للمهاجرين إلى سبتة، كما صوت، في دجنبر 2023، ضد قرار آخر يحث السلطات المغربية على إطلاق سراح ثلاثة صحفيين وناصر الزفزافي.

أما السبب الثاني، وفق الصحيفة، فيتعلق بأن ماكرون، هو الرئيس الفرنسي الأسوأ بالنسبة للمغرب منذ تولي الملك محمد السادس العرش، مبرزاً أن العلاقة بين الطرفين لم تكن سيئة، إلى غاية يوليوز 2021، حين اتهمت الصحافة الرباط بالتجسس على عدد من المسؤولين الأوروبيين، من ضمنهم ماكرون نفسه.

لكن السبب الأساسي وراء كون انتصار اليمين المتطرف مرضيا في الرباط، وفق قول الجريدة الإسبانية، هو أن ذلك يعني أن علاقة فرنسا بالجزائر، التي وصفتها “الكونفيدونسيال”، بـ”العدو الأكبر للمغرب”، ستتدهور بشكل مفاجئ وكبير، وهو ما جعل الإعلام الجزائري، يشن حملة ضد اليمين المتطرف، تحت يافطة، عدائه لـ”الدين الإسلامي”.

وسبق للدبلوماسي الفرنسي الأسبق، كزافييه دريانكور، أن قدم بعض المعطيات حول تعامل اليمين المتطرف مع الجزائر في حال الوصول إلى السلطة، حيث توقع في مقال نشره في 28 يونيو بصحيفة “لوفيغارو”، أن يلغي بارديلا اتفاقية الهجرة الفرنسية الجزائرية لعام 1968، كما أنه سيعلق إعادة الممتلكات التاريخية المملوكة للأمير عبد القادر، ولن يعوض ضحايا التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية في الستينيات، ولن يحيي ذكرى مجزرة 17 أكتوبر، التي راح ضحيتها حوالي 300 متظاهرا سلميا جزائريا في باريس.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي