أنذرت صحيفة إسبانية من النتائج الوخيمة التي يمكن أن تتولّد عن تفشي فيروس كورونا بمخيمات المحتجزين بتندوف، خاصة بعدما أفادت تقارير إعلامية بتسجيل عدة حالات أمام صمت الحكومة الجزائرية وتخليها عن سلطاتها لجبهة البوليساريو الإنفصالية التي تعيش وضعا غير مسبوق، خاصة في ظل غياب إجابات عن التحديات التي يطرحها وباء “كوفيد 19” في هذه المنطقة.
وحسب صحيفة “دياريو16” فإن صحراويي المخيمات أمام خطر وشيك قد يترتب عن نشوء بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، خصوصا في ظل تردي الخدمات الصحية وتدهور البنية التحتية للمستشفيات بهذه الرقعة الجغرافية، إلى جانب غياب الأطر الطبية المؤهلة والافتقار إلى أبسط وسائل العناية وأجهزة الإنعاش الصناعي؛ وهو ما سيثير أزمة صحية ذات عواقب مروعة.
وقال المنبر الإسباني نفسه، ضمن مقال معنون بـ: “العواقب الوخيمة لفيروس كورونا على ساكنة مخيمات تندوف”، أن دولا متقدمة مثل الصين وإيطاليا تضررت جراء هذه الجائحة العالمية، رغم قوة أنظمتها الصحية والاقتصادية، ما يعني أن مناطق تعيش على إيقاع المساعدات الدولية سيكون مصيرها أسوأ، خاصة في ظل غياب تدابير النظافة والربط بالمياه الصالحة للشرب وأنظمة الصرف الصحي.
وذكرت “دياريو16” أن “أزمة إنسانية ستقع في حال انتشر الفيروس بمخيمات تندوف، لاسيما مع تراجع قيمة المساعدات الإنسانية التي تتلقاها جبهة البوليساريو من قبل الاتحاد الأوروبي”، وذلك وفقا لتقارير رسمية أوروبية كشفت تلاعب الجزائر والبوليساريو بالمساعدات الموجهة إلى المحتجزين فوق التراب الجزائري، مبرزة أن غياب الأطقم الصحية المؤهلة واحدة من المشاكل الرئيسية بالمخيمات.
وتضيف الجريدة، أن “البنية التحتية للمستشفيات عبارة عن منازل من الطوب لا تتوفر على التهوية الملائمة ولا توجد بها المياه الجارية”، كما ذكرت أنه “في حال تفشي فيروس “كوفيد 19″ بمخيمات تندوف، فإن حالات الإصابة ستكون مرتفعة للغاية بسبب تفشي أمراض أخرى كالسكري والالتهابات الرئوية، بالإضافة إلى سوء التغذية والجفاف”.
وشدد المصدر الإعلامي الإسباني أنه من المستحيل مواجهة الفيروس في هذه المخيمات، كما أنه من غير الممكن البتة إجراء العمليات الجراحية بسبب غياب الحجرات المعقمة ووحدات العناية المركزة، مشيرا لعدم تواجد سيارات إسعاف مجهزة بأنابيب الأوكسجين لنقل المرضى، كما أن هناك نقصا خطيرا في الأدوية الضرورية، خاصة المضادات الحيوية التي يحتاجها المصابون بفيروس “كوفيد-19”.
تعليقات الزوار ( 0 )