أعلنت شركة “ألستوم” العملاقة الفرنسية، المتخصصة في تصنيع السكك الحديدية متعددة الجنسيات، أنها تخطط لزيادة إنتاجها في المغرب، وهو أحد البلدان الستين التي أنشأت فيها نفسها والتي تعتزم بناء مصنع ثان لها، بعد الأول سنة 2020 بمدينة فاس.
ووفقًا لموقع Africa Intelligence، الذي أورد الخبر، فإنه سيتم بناء المصنع الجديد، في ميناء طنجة المتوسط، وهو أحد أهم الموانئ في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والذي أصبح في السنوات الأخيرة مركزًا لوجستيًا رئيسيًا ومركزًا صناعيًا للمغرب.
ومن جهة أخرى، تهدف ألستوم من هذا الإعلان إلى إلغاء الإمكانيات المتاحة أمام المنافسين المهتمين بالفوز بعقد المليون دولار الذي يتعين على المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي تخصيصه، في إطار مخطط الرباط لتجديد أسطولها من القطارات وتوسيعه.
ومع ذلك، فإن دخول ألستوم في عرض عقد تجديد 168 قطارًا يعد خبرًا سيئًا للمصنعين الإسبانيين Talgo وCAF، المرشحين الكبيرين للفوز بعقود بقيمة مليون دولار، مقسمة إلى قسمين، مما سيكلف الحكومة المغربية 760 مليون يورو، ويتضمن عرض الرباط شراء القطارات وصيانتها وأخيرا تطوير مشروع صناعي مع بناء مصنع للشركة الفائزة في الأراضي المغربية.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن بناء مصنع جديد لألستوم في المغرب، هو محاولة “لجذب” المسؤولين المغاربيين الذين سيقررون من سيكون الفائز بالعقد الذي تسعى الرباط من خلاله إلى توسيع الخطوط فائقة السرعة من الدار البيضاء إلى مراكش وأكادير أو من الرباط إلى فاس ومكناس.
وتتضمن خطة المغرب تطوير شبكة ترام في المدن الرئيسية وتوسيع السكك الحديدية إلى مناطق أخرى في البلاد التي ترغب في تحسين بنيتها التحتية للسكك الحديدية في ضوء كأس العالم 2030 التي ستنظمها مع إسبانيا والبرتغال.
علاوة على ذلك، يأتي إعلان ألستوم بعد أن سمحت إدارة إيمانويل ماكرون بنقل 30 طائرة ميراج من أبو ظبي إلى المغرب في إطار التعاون العسكري المتفق عليه بين البلدين، وهو القرار الذي ساهم، بحسب الخبراء، في خلق مناخ من الود في المسائل التجارية.
وقالت وسائل إعلام إيبيرية، إن الضربة التي تريد فرنسا من خلالها زعزعة استقرار إسبانيا من خلال العرض الكبير للقطارات في المغرب، تتناقض مع اقتراح وزير النقل، أوسكار بوينتي، بتشكيل “بديل إسباني” لعرض الاستحواذ الذي أطلقته شركة Magyar Vagon المجرية.
وقبل بضعة أيام، أشار بوينتي إلى شركات بناء سكك حديدية أخرى مثل ألستوم أو ستادلر أو كاف، باعتبارها الشركات الكبرى التي يمكن أن تشارك في عملية تحبط دخول غانز مافاج، وهو كونسورتيوم مجري تشارك فيه حكومة فيكتور أوربان المتطرفة بشكل غير مباشر، في الشركة المصنعة لمركبات النقل الباسكية.
تعليقات الزوار ( 0 )