شارك المقال
  • تم النسخ

صحيفة إسبانية: الرباط توظف قضية غالي لدعم خطتها الخاصة بالصّحراء

قالت صحيفة «الكونفيدنشال» إنّ المغرب هدّد إسبانيا في بيانه الأول يوم الأحد 25 أبريل، حين أعربت الرباط عن أسفها لموقف الحكومة الإسبانية وطرحت أسئلة حول الظروف التي دخل فيها زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي إلى إسبانيا.

وأضافت الصحيفة الإسبانية في تقرير لها (السبت) أن الرباط حملت في بيانها الثاني، فجر السبت 8 ماي، عبارات تهديدية، وجاء في بيان وزارة الخارجية المغربية “(…) المغرب يأخذ علما”، وشدد على أن “ذلك سوف يؤدي إلى كل العواقب”. وأضاف أن استقبال “زعيم ميليشيات البوليساريو (…) هو عمل متعمد وخيار طوعي وقرار سيادي لإسبانيا”، وأنه “عمل جاد ومخالف لروح الجماعة وحسن الجوار”.

وكررت أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الخارجية الإسبانية، وهي العضو الوحيد في الحكومة الذي تحدث عن هذه المسألة، إلى “حد الغثيان” (وفق تعبير الصحيفة) أن غالي، البالغ من العمر 72 عامًا، تم نقله “لأسباب إنسانية بحتة” بينما أشادت بالعلاقات المغربية الإسبانية.

واسترسل المصدر ذاته، أن الرباط ردت أن “الاعتبارات الإنسانية لا تبرر المناورات المدبرة من وراء ظهر الشريك والجار” المغربي، كما أنها لا يمكنها أن تشكل تفسيرا للتواطؤ بخصوص عملية انتحال هوية وتزوير جواز سفر بهدف التحايل المتعمد على القانون، حيث دخل غالي إسبانيا في 18 أبريل، عبر مطار سرقسطة، على متن طائرة حكومية جزائرية وبجواز سفر دبلوماسي جزائري أصيل، يحتوي على اسم غير خاص به.

ولفتت القصاصة الإخبارية، إلى أن الدبلوماسية المغربية تحاول أيضًا الضغط على المحكمة الوطنية التي أشارت بالفعل في عام 2016 إلى أن غالي يخضع للتحقيق بعد أن أدانته جمعية صحراوية مقرها إسبانيا، لكنها مرتبطة بالسلطات المغربية.

وشدّد المصدر ذاته، على أن الرباط تنتقد “تقاعس القضاء الأسباني” رغم حقيقة أن القاضي سانتياغو بيدراز قد استشهد بغالي كمتهم في الأول من يونيو، بحسب وكالة أوروبا برس، وقال البيان أنه لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أن تلغي الادعاءات المشروعة لضحايا الاغتصاب والتعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبها زعيم الميليشيا’ في مخيمات اللاجئين في تندوف.

وبعد ساعات من بلاغ وزارة الخارجية، أصدرت الأحزاب السياسية المغربية الرئيسية التسعة، بدورها، بيانًا “استنكرت فيه تهاون وتواطؤ السلطات الإسبانية في استقبال شخص معاد للمملكة المغربية، وذلك دون مراعاة المصالح الحيوية للشراكة وحسن الجوار.

كما أشارت الأحزاب ذاتها، تضيف الصحيفة، إلى أن “إسبانيا تعاني من ظاهرة الانفصال” لكن لا يوجد حزب مغربي يدعمهم، وهكذا، فإنهم يقارنون كاتالونيا بالصحراء، التي تعتبر في نظر الأمم المتحدة منطقة في انتظار إنهاء الاستعمار.

إلى أي حد يمكن أن تترجم التهديدات المغربية؟

وذكرت الصحيفة الإسبانية، أنه في صيف 2014، علقت الرباط بالفعل التعاون مع إسبانيا في محاربة الهجرة غير النظامية ومكافحة الإرهاب بعد أن اعترض الحرس المدني بالخطأ، في 7 غشت، في مياه سبتة قارب ملكي.

واضطرت حكومة ماريانو راخوي إلى الاعتذار ونقل رئيس قيادة الحرس المدني بالمدينة إلى إشبيلية حتى يمكن استئناف التعاون، ومع ذلك، لم يكن الترحيب بغالي زلة ولكنه قرار مدروس تم اتخاذه على أعلى مستوى في السلطة التنفيذية، ولن تعتذر إسبانيا عنه.

وفيما يتعلق بالهجرة غير النظامية، فإن البيانات سيئة بالفعل، لا سيما في جزر الكناري، وفي الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية، وهي الفترة التي عادة ما تكون فيها التدفقات أقل كثافة، وصل 4،111 إلى الأرخبيل “بدون أوراق”، وذلك بزيادة 134٪ عن نفس الفترة من العام الماضي.

وقالت الصحيفة ذاتها، إنّ مصادر دبلوماسية ذكرت أن ما وصفته بـ”المذبحة المغربية” ضد إسبانيا تتجاوز على الأرجح قضية إبراهيم غالي، وقد بدأت في 10 دجنبر الماضي عندما ألغيت، بناء على طلب الرباط، القمة بين الحكومتين المقرر عقدها بعد أسبوع، ومنذ ذلك الحين لم يتم عقدها مرة أخرى.

كما أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أوضح هدفه فيما يتعلق بإسبانيا في 15 يناير من خلال اختتام مؤتمر افتراضي في الرباط حول الصحراء، وشجع الأوروبيين، وخاصة أولئك “الأقرب” من المغرب، على اتباع خطى الرئيس دونالد ترامب، الذي اعترف قبل شهر بسيادة المغرب على تلك المستعمرة الإسبانية السابقة.

وأبرزت الصحيفة، أن بوريطة يعلم أن إسبانيا لا يمكنها اتخاذ مثل هذه المبادرة، لكنه يثق في أنها ستحذو حذو فرنسا علانية على الأقل، التي تدعم الاقتراح الذي قدمته الرباط في عام 2007 لحل نزاع الصحراء من خلال منح حكم ذاتي محدود لتلك المنطقة التي ستبقى تحت السيادة المغربية.

وانزعجت الدبلوماسية المغربية من تصريحات جونزاليس لايا عندما علم في 10 دجنبر بقرار ترامب، ولم تنتقدها الوزيرة، لكنها نأت بنفسها عنها بإصرارها على “الاحترام الضروري لقرارات الأمم المتحدة للبحث عن حل”، وهو مسار بعيد كل البعد عن ذلك الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة آنذاك، تردف الصحيفة.

وفي أوروبا، ربما كانت الدبلوماسية الألمانية هي الأكثر تحفظًا تجاه ترامب، حيث أعرب سفيره لدى الأمم المتحدة، كريستوف هيوسجن، ووزير خارجيته نيلز أنين، علانية عن رفضهما للمبادرة الأمريكية، ولهذا أمر ناصر بوريطة، في الأول من مارس بقطع كل الاتصالات بين المؤسسات المغربية والألمانية، وعندما ردت ألمانيا على تلك الضربة الأولى، اتصل بوريطة بسفيرها في برلين في 6 ماي لإجراء مشاورات.

ورجحت الصحيفة، أت هذا ما سيحدث على الأرجح لإسبانيا إذا قامت “حكومة بيدرو سانشيز” بكراهية الصم للبيان الثاني للرباط، كما توقع مصدر مغربي مطلع على السياسة الخارجية لبلاده، سيسحب المغرب سفيرته كريمة بنيعيش من مدريد، وهو ما فعله للمرة الأخيرة في عام 2007 عندما تم الإعلان عن زيارة ملوك إسبانيا إلى سبتة ومليلية.

وخلصت الصحيفة، إلى أنه بصرف النظر عن المواجهة التقليدية مع الجزائر والأزمات التي أطلقتها مع ألمانيا وإسبانيا، سيكون المغرب أيضًا على وشك مواجهة موريتانيا، جارته الجنوبية، هذا البلد، الذي منحته إسبانيا ثلث الصحراء في عام 1975، وأن الرباط تفكر في طرد الجيش الموريتاني وبناء ميناء صغير هناك.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي