قالت صحيفة ذي هيل الأمريكية في مقال تحليلي حول الأوضاع في ليبيا إن فرنسا تفرد جهودها المدمرة في دفع ليبيا نحو حافة الانهيار، ففرنسا ،حسب الصحيفة اختارت أن تتماشى مع الإمارات وروسيا في دعم سعي الجنرال المتمرد خليفة حفتر إلى “غزو ليبيا” بالقوة وحكم البلاد عبر قذافي جديد.
وقالت الصحيفة إن للسياسة الفرنسية في ليبيا دور متناقض في مشهد معقد أصلا، وأفعال ماكرون في ليبيا ستؤثر حتما على مصالح وسياسة أمريكا ودول حلف شمال الأطلسي؛ أمام التقارب الفرنسي الروسي الأخير.
وذهبت الصحيفة إلى أن السياسة الفرنسية في ليبيا قد تضر بسمعة الاتحاد الأوروبي، واصفة تعاطي ماكرون مع روسيا بغير الحكيم، ولافتة إلى أن ذلك يمكن أن يعرض الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي للخطر من خلال منح روسيا قاعدة أخرى لوضع قواتها في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن تناقض ماكرون يظهر جليا بعد التحذيرات الفرنسية من خطر التدخل التركي في ليبيا على أوروبا، فالفرنسيون يعتبرون التفاهمات الروسية التركية خطرا على مصلحة الاتحاد الأوروبي واستقراره، لا سيما وأن الصراعات تقف على أبواب القارة الأوروبية، يأتي ذلك في وقت أعرب فيه ماكرون عن ثقته في التقدم في العلاقات الفرنسية مع روسيا بعد مؤتمر الفيديو الأخير مع بوتين، والذي كان مخصصا لليبيا.
فالأمر حسب الصحيفة الأمريكية تناقض ما يلبث أن يزول وتتضح معالمه، فضبط عناصر مسلحة فرنسية كانت تحاول التسلل من ليبيا إلى تونس، ومقتل جنود فرنسيين كانوا يؤدون مهاما عسكرية لصالح حفتر فضلا عن صواريخ جافلين التي ضبطت بغريان، كلها علامات توضح طبيعة الدور الفرنسي في ليبيا ومصالح باريس الحقيقية.
وتضيف الصحيفة أن فرنسا التي عملت على تغيير رؤساء عبر الانقلابات والاغتيالات السياسية ودعم الديكتاتوريات وغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان. سبق لها أن تدخلت عسكريا في إفريقيا نحو 50 مرة منذ 1960؛ لن تكون ليبيا استثناء بالسبة إليها، ودعمها لحفتر لا تعوزه الشواهد ولا يفتقر للقرائن أو تنقصه الأدلة.
تعليقات الزوار ( 0 )