Share
  • Link copied

صحفي إسـ .رائيلي: “هجوم حـ مـ ـاس” وضع حدّاً لغطرستنا.. والتّهديد بـ”تسوية غـ.ـزة” يؤكد أننا لم نتعلم الدّرس

اعتبر الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، في مقال نشرته جريدة “هآرتس” العبرية، أن “الغطرسة الإسرائيلية” وراء كل ما حدث مؤخرا في غلاف غزة.

وقال ليفي: “اعتقدنا أن لدينا الحق في فعل أي شيء، وأننا لن ندفع ثمنًا أو نعاقب عليه أبدًا. نحن نعتقل ونقتل ونسيء ونسرق ونحمي مذابح المستوطنين ونزور قبر يوسف وقبر عثنيئيل ومذبح يشوع، وكلها في الأراضي الفلسطينية”.

وأضاف: “وبالطبع نزور جبل الهيكل. نحن نطلق النار على الأبرياء، ونقتلع أعينهم، ونكسر وجوههم، ونرحلهم، ونصادر أراضيهم، وننهبهم، ونخرجهم من أسرتهم، وننفذ التطهير العرقي، ونواصل أيضًا الحصار غير المعقول”.

وتابع: “نحن نبني جدارا ضخما حول قطاع غزة، تبلغ تكلفته ثلاثة مليارات شيكل، ونحن آمنون. نحن نعول على عباقرة الوحدة 8200 وعملاء الشاباك الذين يعرفون كل شيء وسيحذروننا في الوقت المناسب”.

واسترسل الكاتب الصحفي نفسه: “نحن ننقل نصف الجيش من جيب غزة إلى جيب حوارة فقط لتأمين احتفالات عرش المستوطنين، وكل شيء سيكون على ما يرام سواء في حوارة أو إيرز”.

وأوضح أنه “يتبين بعد ذلك أن الجرافة البدائية والقديمة يمكنها التغلب حتى على أكثر العوائق تعقيدًا وتكلفة في العالم بسهولة نسبية، عندما يكون هناك حافز قوي للقيام بذلك”.

وأردف: “أنظر، هذه العقبة المتغطرسة يمكن التغلب عليها بالدراجات الهوائية والدراجات النارية، رغم كل المليارات التي أنفقت عليها، ورغم كل الخبراء ورجال الأعمال المشهورين الذين جنوا أموالا طائلة”.

ونبه إلى أن إسرائيل، كانت تظنّ أنها قادرة على مواصلة السيطرة الديكتاتورية على غزة، مع رمي بعض الفتات على شكل “تصاريح عمل في إسرائيل، مشروطة دائماً بالسلوك الجيد”,

وواصل: “نحن نصنع السلام مع السعودية والإمارات، وقلوبنا تنسى الفلسطينيين، حتى نتمكن من القضاء عليهم، كما كان يود الكثير من الإسرائيليين. إننا نواصل اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم المعتقلون دون محاكمة، ومعظمهم من السجناء السياسيين، ولا نوافق على مناقشة إطلاق سراحهم حتى بعد عقود من السجن”.

وشدد على أن هذا الأمر، بمثابة أننا “نقول لهم إن أسراهم لن يحصلوا على الحرية إلا بالقوة. لقد اعتقدنا أننا سنستمر في رفض أي محاولة للحل السياسي بكل غطرسة، لأنه ببساطة لا يناسبنا، وأن كل شيء سيستمر بالتأكيد على هذا النحو إلى الأبد”، حسب تعبيره.

ومرة أخرى، يقول الصحفي ذاته، “تبين أن الأمر ليس كذلك. وقد اخترق عدة مئات من المسلحين الفلسطينيين السياج واجتاحوا إسرائيل بطريقة لم يكن من الممكن أن يتخيلها أي إسرائيلي. لقد أثبت بضع مئات من المقاتلين الفلسطينيين أنه من المستحيل سجن مليوني إنسان إلى الأبد دون دفع ثمن باهظ”.

ونبه إلى أنه “كما هدمت الجرافة الفلسطينية القديمة التي يتصاعد منها الدخان الجدار، وهو الأكثر تقدماً بين جميع الجدران والأسيجة، فقد مزقت أيضاً عباءة الغطرسة واللامبالاة الإسرائيلية”، مضيفاً: “كما هدمت فكرة أنه كان يكفي مهاجمة غزة من وقت لآخر بطائرات انتحارية بدون طيار، وبيع تلك الطائرات إلى نصف العالم، للحفاظ على الأمن”.

وأشار إلى أن إسرائيل شاهدت، خلال “هجوم حماس”، “صورا لم ترها من قبل في حياتها: مركبات عسكرية فلسطينية تقوم بدوريات في مدنها، وراكبو دراجات من غزة يمرون عبر بواباتها. وينبغي لهذه الصور أن تمزق حجاب الغطرسة”، متابعاً: “قرر الفلسطينيون في غزة أنهم على استعداد لدفع أي شيء مقابل الحصول على لمحة من الحرية”.

وتساءل ليفي في مقاله، عن ما إن كانت إسرائيل، ستتعلم درس ما حدث، قبل أن يجيب بنفسه بالنفي، مبرّراً الأمر بما دار في الإعلام الإسرائيلية عقب “الكارثة”: “بالأمس، كانوا يتحدثون عن تدمير أحياء بأكملها في غزة، واحتلال القطاع ومعاقبة غزة كما لم تتم معاقبتها من قبل”.

واستطرد: “لكن إسرائيل تعاقب غزة منذ عام 1948، دون توقف لحظة واحدة. 75 عاماً من الانتهاكات، والأسوأ ينتظرنا الآن إن التهديدات بتسوية غزة تثبت شيئاً واحداً فقط: أننا لم نتعلم شيئاً. إن الغطرسة موجودة لتبقى، على الرغم من أن إسرائيل دفعت مرة أخرى ثمنا باهظا”.

وحمّل ليفي مسؤولية ما وقع، إلى نتنياهو، معتبراً أن على الأخير “دفع الثمن”، قبل أن يستدرك: “لكن الأمر لم يبدأ معه ولن ينتهي بعد أن يترك منصبه. وعلينا الآن أن نبكي بمرارة على الضحايا الإسرائيليين. ولكن علينا أيضا أن نبكي على غزة. وغزة، التي يتكون سكانها بشكل رئيسي من اللاجئين الذين خلقتهم إسرائيل؛ غزة التي لم تعرف يوماً واحدا الحرية”.

Share
  • Link copied
المقال التالي