تخيل نفسك تتهادى على ظهر جمل في قلب الصحراء المغربية الخلابة، تستنشق هواءً نقياً وتستمتع بجمال الطبيعة البكر، هذه ليست مجرد أحلام، بل هي تجربة حقيقية يعيشها السياح في منطقة أكفاي التي تقع على المرتفعات الأولى لجبال الأطلس الكبير على بعد حوالي ثلاثين كيلومترًا من مدينة مراكش، حيث تزدهر السياحة البيئية بشكل ملحوظ.
وفي تقرير لها، قالت مجلة “AfricaNews” إن أكفاي، قلب المغرب النابض بالحياة، تشهد إقبالاً متزايداً على السياحة البيئية، حيث يجد الزوار أنفسهم في رحلة استكشافية فريدة تجمع بين متعة المغامرة والاستمتاع بالطبيعة والحفاظ على البيئة.
ويقدم فندق وسبا قصبة أكفاي، الذي يعتبر رائداً في هذا المجال، نموذجاً مثالياً للاندماج مع البيئة المحلية، فقد تم تجديد هذا المبنى التاريخي بأسلوب مستدام، باستخدام مواد طبيعية محلية، ليوفر للضيوف تجربة أصيلة وغنية.
عبد السلام داموسي، مؤسس هذا المشروع الطموح، يؤكد على أهمية العلاقة بين الإنسان والأرض، مستوحياً إلهامه من كتاب “العودة إلى الأرض” للأمير سلطان بن سلمان، ويضيف داموسي: “لقد اعتمدت على هذا الكتاب كدليل لي في هذا المشروع، فهو يشجعنا على العودة إلى جذورنا والتواصل مع الطبيعة”.
وبحسبه، فإن السياحة البيئية في أكفاي ليست مجرد ركوب الجمال، بل تشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل: دروس الطهي، والاسترخاء في السبا، ثم الرحلات الصحراوية لاستكشاف المناظر الخلابة.
ويمضي صاحب قصبة أكفاي قائلا: “وليس هذا فحسب، بل إن الفندق يسعى جاهداً لتقليل بصمته الكربونية من خلال استخدام الطاقة المتجددة والحد من استهلاك المياه”.
وتحظى السياحة البيئية بدعم كبير من الحكومة، حيث أعلنت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور عن خطط لتعزيز الاستدامة في القطاع السياحي، وتسعى المملكة إلى جذب 26 مليون سائح بحلول عام 2030، مع التركيز على السياحة المستدامة والبيئية.
يوسف قوباء، سائح جزائري من بلجيكا، يصف تجربته في صحراء أكفاي بأنها “رائعة”، مشيداً بنظافة الهواء وجمال الطبيعة. ويؤكد أن المغرب يقدم تجربة سياحية فريدة ومتميزة.
وأشارت المجلة إلى أن صحراء أكفاي ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي نموذج يحتذى به في مجال السياحة المستدامة، حيث تجمع بين الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي وتوفير تجربة فريدة للزوار.
تعليقات الزوار ( 0 )