Share
  • Link copied

صحافي جزائري يوجه رسالة لبن قرينة: المغرب دعم كلّ ثوراتنا.. والجنرالات خونة

وجه الصحافي الجزائري، وليد كبير، رسالة إلى عبد القاجر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، على خلفية التدوينة التي كتبها الأخيرة، بمناسبة ذكرى معاهدة إفران سنة 1969، التي وقعت بين المغرب؛ ممثلا في أحمد العراقي، والجزائر؛ ممثلا في عبد العزيز بوتفليقة، واستغلها لمهاجمة المملكة من جديد، واتهامه بأن له “أطماعاً وأنه معتدي”.

وقال كبير في رسالته الموجهة لبن قرينة، إن ما كتبتموه “ظلم وإجحاف في حق بلد جارٍ قدم الكثير وتنازل عن أراضيع التاريخية لصالح بناء علاقات أسسها الأخوة وحسن الجوار”، مضيفا بأن المغرب كان الوحيد من بين الجيران، الذي رفض الحملة الفرنسية على الجزائر، وأعلن دعمه للأخيرة، في حين أيدتها تونس ومصر، وهو ما دفع سكان تلمسان لإعلان البيعة للسطان المملكة.

وتابع الصحافي الجزائري، بأن الدعم المغربي لبلاده تواصل، عندما “أعلن الأمير عبد القادر الجهاد ضد الفرنسيين باسم سلطان المغرب، واستمر ذلك الدعم حتى توقيع معاهدة تافنة والتي تلقى فيها الأمير هدايا أرسلها لسلطان المغرب، فأدركت فرنسا أن إضعاف شوكة الأمير يمر عبر مهاجمة المغرب، فكان قصف طنجة والصويرة سنة 1844، ثم معركة واد إيسلي قرب وجدة التي انهزم فيها الجيش المغربي”.

وواصل كبير في تذكير بن قرينة بوقوف المملكة جنب الجزائر، مشيراً إلى أن انهزام المغرب أمام فرنسا في معركة واد إيسلي انبث عنه “معاهدة لالة مغنية القاسية، وأكرر أنها قاسية لأنها أحدثت تغييرا تاريخيا في المنطقة، وأسست لزرع الحقد وسياسة فرق تسد بين الجزائريين والمغاربة”، مردفاً: “ولعلمكم فإنني أنتمي إلى إحدى القبائل التي ذُكر اسمها في المعاهدة”.

واسترسل: “سأنتقل بكم الآن إلى أطول مقاومة شعبية والتي قادها الشيه سيدي بوعمامة طيب الله ثراه، وشارك فيها جدي الحاج سليمان كبير إلى جانبه ضد الاستعمار الفرنسي وأعلن فيها الجهاد باسم الإسلام”، متسائلاً: “ألم تكن تلك المقاومة نتاج جهاد مشترك بين الجزائريين والمغاربة؟ ألم يولد الشيخ سيدي بوعمامة بفقيق المغربية، وأن المنية وافنته بالعيون سيدي ملوك غرب وجدة؟ ثم هل تعلمون أن سيدي بوعمامة كان مبايعاً لسلطان المغرب، وأن مقامه يحظى بالرعاية الملكية إلى يومناً هذا؟”.

ومضى الصحافي يقول في رسالته: “سأعرج بكم الآن إلى بداية القرن العشرين عندما بدأ الاستعمار الفرنسي في اقتطاع الأراضي التاريخية للمغرب، والتي لم تشملها معاهدة لالة مغنية، التي كانت محددة فقط شمالاً من قلعة عجرود أي السعيدية لى غاية ثنية الساسي جنوباً أما باقي المناطق الممتدة نحو الصحراء، فسكانها كان لهم ارتباطي روحي مع المغرب بحكم مبايعة السلطان”.

وأوضح بأن “آخر الأرضي التي سيطرت عليها فرنسا كانت تندوف، التي أسستها قبيلة تجكانت المعروفة والممتدة بالمغرب وموريتانيا منذ سبع قرون”، مسترسلاً: “تندوف التي كان على رأسها باشا معين بظهير مخزني، تندوف التي رفض سكانها عند استفتاء تثقرير المصير الشعب الجزاري المشاركة فيه بحكم أنهم مغاربة، ولكم أن تطلعوا على الأرشيف الفرنسي”

وزاد المصدر: “بعد اندلاع الثورة التحريرية، وقرار السلطان الراحل محمد الخامس دعم الجزائريين لنيل استقلالهم، حاول الاستعمار استمالة السلطان كي يوقف دعمه مقابل التفاوض على إرجاع الأراضي التي اقتطعها من المغرب، لكن محمد الخامس رفض بشدة ذلك العرض وواصل دعمه للثورة وتم الاتفاق بين الحكومة المغربية والحكومة المؤقتة الجزائرية، لبحث مسألة الحدود بعد الاستقلال، لكن شاءت الأقدار أن يلتحق محمد الخامس بالرفيق الأعلى قبل استقلال الجزائر بسنة!”.

وأردف كبير: “بعد الاستقلال حدث ما حدث سنة 1963 في حرب الرمال، ثم جاءت معاهدة إفران التي استحضرتموها اليوم وتلتها معاهدة تلمسان، والتي توجت بعد سنتين باتفاقية ترسيم الحدود الذي تنازل فيها المغرب بشكل نهائي عن المطالبة بالأراضي التي كانت تابعة له مقابل استغلال مشترك لمناجم غار جببلات، وكان تعهد شفهي آنذاك من الراحل بومدين تجاه الحسن الثاني، أن تدعم الجزائر جارها المغرب في معركة تحرير الصحراء التي كانت تحت الاحتلال الإسباني !”.

واستطرد: “لم يقدر نظام الحكم في الجزائر قيمة التنازلات التي قدمها المغرب مقابل السلام وحسن الجوار، وارتكب بومدين رحمه الله الخطيئة ونقض العهد الذي أعطاه للملك الحسن الثاني على مرتين، الأولى عندما تم توقيع معاهدة ترسيم الحدود سنة 1972، والثانية في القمة العربية التي انعقدت في الرباط، وهناك تعهد بومدين مرة أخرى، للحسن الثاني أن يدعمه في ملف الصحراء مقابل أن يقنع ملك الأردن بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وكان له ذلك، واعترف الأدرن في تلك القمة بياسر عرفات”.

ودعا كبير، بن قرينة، إلى “الاتصالة بمصالح رئاسة الجمهورية الجزائرية، لتزويدكم بالمادة الأرشيفية التي تتضمن خطاب الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله في الذكرى العاشرة للتصحيح الثوري 19 جوان 1975، في هذا الخطاب قال بومدين بالخرف: بالنسبة لنا فإن رجوع الصحراء الغربية مغربية أو مورينتانية المهم أن ترجع أرض عربية إسلامية”، متابعاً: “وأتمنى أن تنشر نص الخطاب كاملاً حتى يقرأه الجميع”.

وأضاف: “بعد أيام أوفد بومدين عبد العزيز بوتفليقة إلى الرباط، وأصدر بياناً مشتركاً من هناك أكدت فيه الجزائر دعمها للمغرب، لكن بعد رجوع بوتفليقة تغير كلّ شيء وحدث ما حدث !”، ردفاً: “السيد بن قرينة، أردت استحضار هذه المحطات التاريخية كي ندرك جميعاً حجم الخطيئة التي ارتكبها نظام الحكم في بلدنا تجاه المغرب الذي قدم تنازلات كبيرة وتصرف بحكمة لكن حكامنا كانوا متعجرفين ومتنكرين للتاريخ وللتضحيات وما زالوا، وإنني أعتبر أن هذا التصبرف مجرد نصب واحتيال وخداع”.

من المفروض أن تكون الجزائر، حسب كبير، “هي الدولة الأولى الداعمة للمغرب في ملف الصحراء التي أعتبرها مغربية بحكم التاريخ والمنطق، وأن دعم حركة انفصالية ضد الجار هو عمل مجانب للصواب وخطيئة كبرى في حقه وفي حق مستقبل الجزائر والمنطقة المغاربية، وتنفيذ لأجندات الاستعمار الذي يخيفه اتحادنا وتكاملنا ولا يعجبه أن نكون على كلمة واحدة”.

وشدد المصدر على أن المغرب “لا يهدد بتاتا السيادة الجزائرية ولم يهاجم الأراضي الجزائرية بعد توقيعه للمعاهدة، بالعكس نظام الحكم في بلدنا احتضن جماعة انفاصالية، وتدخل جيشنا في الأراضي المغربية بالصحراء بأمغالاً ودعم البوليساريو بالسلاح والعتاد وسمح لها بأن تهاجم المغرب انطلاقاً من الأراضي الجزائرية، وهذا خرق سافر لمعاهدة إفران خصوصا في مادته الرابعة والخامسة، وتنكر لتنازل المغرب واعترافه بالحدود سنة 1972!”.

اختتم الصحافي بأن “نظام الحكم في الجزائر لا يهمه مصير تلك الساكنة في مخيمات تندوف ولا يهمه مصير الشعوب المغاربية التي ملت من بقاء فضائها المغاربي مشلولا وعنوانا بارزا لبراثين الفقر والهوان، ولا يهمه للأسف مستقبل الجزائر ووحدة أراضيه فدعم حركة انفصالية خارج حدودك هو من باب المنطق فتح للأبواب امام ظهور حركات انفصالية داخل حدودك!”.

Share
  • Link copied
المقال التالي