عزّزت صانعات الحلويات حضورهن على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل استقطاب عددِ إضافيّ من الزّبناء، وتعويض الأضرار الجسيمة التي تسبب فيها فيروس كورونا المستجد، الذي فرض على الحكومة منذ مارس الماضي، منع كافّة التجمعات، بما فيها الحفلات والمناسبات التي يحضرها عددٌ كبيرٌ من الأشخاص، ما انعكس سلباً على مدخولهنّ.
ولجأت العديد من ممتهنات صناعة الحلويات في منازلهن، إلى الإنترنت من أجل التشهير بمنتوجاتهن، واستقطاب زبناء محتملين جددٍ، لمنافسة نظيراتهن اللواتي يملكن محلات تجارية لعرض وبيع ما يصنعنه، وبغيةَ الاستمرار في جنيّ قوتِ اليوم الذي بات الحصول عليه خلال جائحة كورونا، أصعب من أي وقتٍ مضى.
واضطرت سعاد، وهي صانعة حلوياتٍ، إلى ترويج منتوجاتها على “فيسبوك”، على أمل أن تحصل على زبناء جدد، حيث تقول إن فيروس كورونا، تسبب في تضرّر الميدان الذي تشتغل فيه، بعدما ألغيت الحفلات والمناسبات، وحتى بعد عودتها لاحقاً، أحاطت بها مجموعة من القيود، من بينها ضرورة تقليص العدد إلى النصف على الأكثر.
واسترسلت سعاد، في حديثها لجريدة “بناصا”، بأن “هذه الإجراءات، خفضت من جهة، تكاليف الحفلات بالنسبة لأصحابها، وتسببت في المقابل في تقليص عدد المبيعات بالنسبة لمن يشتغل في إعداد الحلويات، سواء تعلّق الأمر بالنساء أو الرجال، لأنه بدلاً من أن يطلب الشخص 10 كيلوغرامات متنوعة من الحلويات، سيطلب فقط 5، وربما أقل”.
ومن جانبها لم تنتظر ليلى كثيراً لتشرع في الترويج لما تصنعه يداها على مواقع التواصل الاجتماعي، “باعتبارها أقصر طريقٍ للوصول إلى أكبر عددٍ من النّاس، غير أن الأمر لا ينجح دائماً، ولكنه أفضل من البقاء في المنزل، خصوصاً لمثيلاتنا اللواتي لا يملكن محلّات يعرضن فيها منتوجاتهنّ، وكان عددُ زبنائهنّ محددةً للغاية”.
وأضافت المتحدثة ذاتها لـ”بناصا”، بأن “الإنترنت له دور مهمّ، ليس فقط بالنسبة لنا في مجال صناعة الحلويات ولكن بالنسبة لكافة المجالات، ويمكنني الجزم بأ، كورونا لو جاءت في بداية الألفية الأولى من القرن الحادي والعشرين، لكانت أضرارها أكبر بكثير من اليوم، لأنه وقتها، الإنترنت كان جديداً ونادراً في المغرب، عكس المرحلة الحالية”.
ولم تخف سعاد أملها في تنتهي الجائحة في أقرب وقتٍ ممكن، لأن غياب الحفلات قلص بشكل كبير جدّاً من مداخيلها، فبعد أن كانت أرباحها تتجاوز في بعض الشهور الـ 5000 آلاف درهمٍ، باتت اليوم لا تتعدى، على أكثر تقدير، الـ 2000 درهم، مع توقفها عن الاشتغال بشكل كاملٍ خلال شهور الجائحة الثلاثة الأولى.
وأردفت صانعة الحلويات، بأنه الشهور الثلاثة الأولى لتفشي الجائحة، دفعتها للتّوقف عن العمل، خاصة أن الحكومة كانت قد خصصت مساعدات مالية للأسر، غير أنه، بعد توقف هذه المساعدات، اضطرت للعودة إلى الاشتغال، ولم تتجاوز مداخيلها ألفي درهمٍ، مع توقعها بأن الأمر سيتحسن في الشهور المقبلة، لاسيما إن شرعت السلطات في حملة التلقيح الوطنية.
تعليقات الزوار ( 0 )