أظهر المغرب، وهو لاعب رئيسي في القطاع الزراعي العالمي، إمكاناته من خلال تحطيم أرقام قياسية جديدة في صادرات البطيخ، وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، حيث تجاوز المصدرون المغاربة أرقامهم القياسية السابقة وشحنوا 13.8 ألف طن من هذا المنتج إلى إسبانيا، محققين عائدات تصدير بقيمة 10 ملايين دولار.
وحسب المعطيات البيانية لشركة (EastFruit) المتخصصة في رصد أسواق الخضر والفواكه، فإن المغرب يقوم بتصدير البطيخ إلى إسبانيا باستمرار لسنوات عديدة، وتراوحت أحجام العرض السنوية خلال هذه الفترة من 4 إلى 8 آلاف طن.
وكان الاستثناء الوحيد هو عام 2018، عندما وصل أكثر من 12 ألف طن من الشمام إلى الأسواق الإسبانية، وواجهت إسبانيا موجة جفاف في 2017-2018، مما أدى إلى نقص المياه وانخفاض إنتاج المنتجات المحلية، مما اضطر البلاد إلى زيادة وارداتها.
وتقليديا، يتم استيراد معظم البطيخ المغربي إلى إسبانيا في أشهر الربيع، تليها المنتجات المحلية على رفوف المتاجر، ومع ذلك، كان الطقس هذا العام غير مناسب للمزارعين الإسبان مرة أخرى، بسبب الحرارة والأمطار الغزيرة وموجة البرد التي كان لها تأثير سلبي على محصول البطيخ، لذلك، كانت إسبانيا بحاجة إلى استيراد البطيخ في الصيف أيضًا.
واستفاد المغرب من انتهاء الموسم في السنغال، ولم تكن البرازيل قد بدأت بعد، واغتنم المغرب الفرصة وأصبح المورد الرئيسي، وفي شهر يوليو وحده، تم تسليم حوالي 8 آلاف طن من البطيخ المغربي إلى الأسواق الإسبانية، أي أكثر من نصف إجمالي الكمية التي تم تسليمها في عام 2023 (من يناير إلى شتنبر).
ووفقا للمعطيات ذاتها، فإن إسبانيا تعد لاعبًا رئيسيًا في سوق البطيخ العالمي، حيث تحتل المرتبة الثانية بين مصدري هذا المنتج في عام 2022، بعد غواتيمالا بقليل، وفي الوقت نفسه، هناك طلب كبير على البطيخ المستورد في الأسواق المحلية.
وفي الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، وصل 78 ألف طن من البطيخ إلى إسبانيا من الخارج، وهو أعلى مستوى على الإطلاق مقارنة بنفس الفترات من السنوات السابقة، ومن خلال استيراد هذا المنتج، تحتل إسبانيا المرتبة السابعة في العالم، ويتم توفير معظم البطيخ إلى إسبانيا من البرازيل، وعادة ما يأتي ثلثا الحجم الإجمالي من هذا البلد.
وتستورد إسبانيا أيضًا كميات كبيرة من البطيخ من السنغال، ومع ذلك، إذا لم يكن من المتوقع وجود إمدادات من هذا الاتجاه هذا العام، فإن ذروة الواردات من البرازيل ستحدث في أكتوبر وديسمبر، وبالتالي ستستمر الأحجام في النمو.
وتم تسليم البطيخ من 22 دولة إلى الأسواق الإسبانية، وحتى وقت قريب، كانت حصة المغرب في هيكل الواردات الإجمالي 6-8٪. وبما أن المنتجين المغاربة تمكنوا من تقديم حجم قياسي إلى البلاد في عام 2023، فقد ارتفعت حصة المغرب إلى 18٪.
ونتيجة لذلك، صعدت المملكة إلى المركز الثالث بين موردي البطيخ إلى إسبانيا، متجاوزة هولندا، ومن المرجح أن تبقى هناك بحلول نهاية العام، كما ينشط المزارعون المغاربة في بيع البطيخ للأسواق الخارجية، حيث يحتلون المرتبة 12 بين المصدرين في العالم.
وفي السنة الحالية، تم بالفعل تسليم ما يقرب من 57 ألف طن من هذا المنتج إلى الخارج، مما جلب للمغرب أكثر من 61 مليون دولار، ويتم تصدير حصة الأسد من البطيخ إلى فرنسا، وفي عام 2023 وصل البطيخ من المغرب إلى أسواق 40 دولة.
تعليقات الزوار ( 0 )