حققت شركة الطاقة البريطانية “شاريوت” وهي شركة متخصصة في استكشاف وتنقيب النفط والغاز، إنجازًا مهمًا في حملتها للتنقيب عن الغاز الطبيعي في شمال المغرب، حيث أعطت الضوء الأخضر لعملية الحفر الثانية لها هناك.
نجاح بئر جديدة يفتح الباب أمام اكتشافات أكبر
وتم حفر بئر “OBA-1” بنجاح، ويمثل ذلك علامة فارقة في مسيرة الشركة، وقبل بدء الحفر، أعرب دنكان والاس، المدير الفني للشركة، عن حماسه قائلًا: “يسعدنا البدء بالبئر الثانية في حملة الحفر هذه، ونحن نختبر آفاقًا مستقلة عن اتجاه اكتشافات الغاز الحالية الموجودة في حقول أخرى، ونتطلع إلى تلقي تحديث بشأن النتائج في الوقت المناسب”.
شراكة بريطانية- مغربية لاستكشاف موارد الغاز
وتملك شركة “شاريوت” حصة 30٪ في رخصة “Lixus Offshore”، التي تغطي مساحة تقارب 1794 كيلومتر مربع في شمال المغرب، ويتم تقاسم الرخصة مع شركة “Energean” التي تمتلك 45٪، والمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن (ONHYM) الذي يمتلك 25٪. ويقدر إنتاج حقل “داترواس” بنحو 12 مليار برميل مكعب.
وتركز الدراسة المستقلة على نمط استكشاف مختلف عن دراسة “Gaufrette” التي تم حفرها من خلال البئر “RZK-1”. ويمكن أن يكشف نجاح بئر “OBA-1″، إلى جانب أفضل تقدير لموارد يمكن استخلاصها والبالغة 20 مليار قدم مكعب قياسي، عن اتجاهات مستقبلية.
آمال وآفاق للغاز الطبيعي في المغرب
وفي عام 2019، أعلنت شركة شاريوت عن اكتشاف حقل للغاز الطبيعي في منطقة “داترواس” شمال المغرب، ويقع حقل الغاز الذي أطلق عليه اسم “Anchois” على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال مدينة الناظور، ويحتوي حقل الغاز على احتياطيات تقدر بنحو 1.4 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز الطبيعي، وفقًا للشركة ذاتها.
وبدأ استكشاف المنطقة في عام 2018 وتم الإعلان عن اكتشاف حقل الغاز في سبتمبر 2019 بعد شهور من الحفر، ويُنظر إلى اكتشاف حقل الغاز “داترواس” على أنه اختراق كبير في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى تنويع مصادر الطاقة لديها والحد من اعتمادها على الواردات.
ويشهد شمال إفريقيا تطوير قطاع للغاز الطبيعي والنفط بفضل اكتشافات واستكشافات حقول جديدة من قبل شركات دولية كبرى مثل “شاريوت” التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها ولها حضور قوي في إسرائيل.
الغاز الطبيعي كوقود انتقالي للطاقة المتجددة
ويحرص المغرب على الاستثمار في الغاز الطبيعي كجزء من مزيج الطاقة الخاص به، حيث يمكن أن يحل محل مصادر الطاقة الأخرى مثل النفط وذلك بسبب انخفاض آثاره البيئية، ومع ذلك، فإن المغرب يركز أيضًا على الطاقة المتجددة كجزء من مستقبل طاقته.
ويهدف المغرب إلى الحصول على 52٪ من طاقة البلاد من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وقد وضعت بالفعل خطة استثمار لجذب أموال من المستثمرين المحليين والأجانب من خلال صك استثمار جديد يهدف إلى جذب رؤوس الأموال للاستثمار المحلي.
فوائد الغاز الطبيعي للمغرب وأوروبا
ويمكن أن يفيد إنتاج الغاز الطبيعي في المغرب اقتصاد البلاد بعدة طرق، حيث يساعد الاستكشاف والإنتاج على تنويع الاقتصاد المغربي، مما يقلل من اعتماده على قطاع اقتصادي واحد، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يخلق فرص عمل ويعزز النمو الاقتصادي في المغرب.
كما يمكن أن يفيد إنتاج المغرب أوروبا من خلال تنويع إمدادات النفط والغاز الطبيعي إلى القارة العجوز، مما يقلل من الاعتماد على واردات النفط والغاز الطبيعي من دول بعيدة، وبالتالي، يمكن لأوروبا الحصول على الوقود من المغرب.
تعليقات الزوار ( 0 )