Share
  • Link copied

شبح الفقر يهدد أسراً مغربية في زمن كورونا وإجراءات لتجاوز الأزمة

بعد تمديد المغرب لفترة الطوارئ الصحية، لثلاثة أسابيع إضافية، لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد ببلادنا، بدأت مظاهر العوز والحاجة تظهر جلية على شريحة عريضة من الأسر المغربية التي تنتمي إلى الطبقة الهشة والفقيرة.

وفي هذا السياق علّق عدد من النشطاء المغاربة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأن التمديد للمرة الثانية، سيكون له أثر كبير على عدد من الأسر المغربية، ليس فقط التي لم تتوصل بعد بدعم صندوق كورونا، بل حتى التي توصلت بالدعم، بسبب هزالة المبالغ المالية التي لا يمكن أن تكفي حتى لسداد مبلغ الايجار، وتوفير أبسط الاحتياجات الضرورية للمواطنين، في ظل استمرار حالة التمديد وتوقف الأنشطة التي كانوا يزاولونها لكسب قوت عيشهم.

الحجر الصحي يفاقم معاناة أسر معوزة

وأدت الأزمة التي يعيشها المغرب بسبب فيروس كورونا، وفرض حالة الطوارئ الصحية، للحد من انتشار فيروس كوفيد 19 إلى تفاقم معاناة أسر عديدة ذات الدخل المحدود سيما تلك التي كان يشتغل معيلوها في القطاع غير المهيكل، فبعد أن أعلنت السلطات المغربية، عن حالة الطوارئ الصحية لثاني مرة في أرجاء المملكة وفرضها للحجر الصحي، استجابت هذه الأسر لنداءها لتجد نفسها بدون مدخول يوفر لها لقمة عيش سليم.

تمديد فترة الطوارئ الصحية ينذر بكارثة

“الناس خرجات ومبقاوش محتارمين الحجر الصحي، لأنه وصلات بهم للعضم، هكذا دوّن محمد وائل على حسابه الشخصي بـ “فيسبوك”، ويضيف في تدوينته، ” الناس كيقلبوا على آش يوكلوا لولادهم، استمرار الوضعه هكذا ينذر بكارثة بالنسبة للعديد من الأسر التي تشتغل في القطاع غير المهيكل”.

من جانبه أكد عمال بسطاء لـ “بناصا”، أنهم مصرون للخروج إلى العمل رغم إجراءات الحجر الصحي، مؤكدين أن الحكومة تخلّت عنهم، “لا دعم ولا شيء آخر، كنموتو يوميا بشكل بطيء”، وفق تعبيرهم.

وتحدثت فاطمة لـ “بناصا” والدمع ينساب من عينيها، زوجي لم يشتغل لمدة تزيد عن شهر ونصف، ولم نستفد من دعم صندوق كورونا، مؤكدة “شحال قد المحسنين يعطيونا شحال.. الله هو لي عالم بحالنا”.

ويرى عدد من المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب، أن الحكومة المغربية كان يجب أن تتبنى قرار الرفع التدريجي لحالة الطوارئ الصحية في البلاد، خاصة في المناطق التي لم تشهد أي حالات إصابة بفيروس كورونا أو التي تعافت كليا منه.

ويتبنى هؤلاء هذا المقترح، بناءً على العوامل الاجتماعية والاقتصادية الهشة لعدد كبير من الأسر المغربية، التي لا تستطيع أن تعيش في ظل هذه الظروف لمدة أطول، وبالتالي يبقى وفق منظورهم الرفع التدريجي لحالة الطوارئ مع اتخاذ التدابير الوقائية.

ثلث أسر المملكة لا تملك مصدراً للدخل بسبب الحجر الصحي

وكشف تقرير للمندوبية السامية للتخطيط، حول تتبع نمط عيش الأسر تحت وطأة الحجر الصحي، أن ثلث أسر المملكة لا تملك مصدراً للدخل، بسبب توقف أنشطتها أثناء الحجر الصحي المفروض على خلفية تفشي الفيروس التاجي.

وأوضح التقرير أن 34% من الأسر المغربية لا تحصل على مصدر دخل بسبب الحجر الصحي، وأضاف أن نسبة الأسر التي لا تتوفر على مصدر دخل بسبب الحجر الصحي، تصل إلى 44 % بالنسبة للأسر الفقيرة، و42 % بالنسبة للأسر التي تعيش في مساكن عشوائية، و 54 % في صفوف الحرفيين، و47 % بين التجار، و46 % بين العمال واليد العاملة الزراعية، ولفت التقرير إلى أن 14% من الأسر في البلاد استدانت، من أجل الاستجابة لنفقاتها الجارية.

دعم حكومي لتجاوز الأزمة

ويُشغل القطاع غير المهيكل بالمغرب حوالي 2.4 مليون شخص، ويشكلون 36 في المائة من العاملين في المملكة، وقررت الحكومة تقديم دعم مالي مؤقت للأسر العاملة في هذا القطاع والمتضررة من تداعيات انتشار فيروس كورونا، تتراوح قيمته بين 800 و 1200 درهم.

وكان سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، قد أشار إلى أن الجهد الاجتماعي الذي قامت به الدولة في الأسابيع الأخيرة “غير مسبوق”، وأسفر عن استفادة خمسة ملايين و 200 ألف مواطن من دعم صندوق تدبير جائحة كورونا، منهم 700 ألف و 10 مواطنين تقريباً من المأجورين، وحوالي أربعة ملايين و 100 ألف مواطن على مستوى القطاع غير المهيكل.

Share
  • Link copied
المقال التالي