شارك المقال
  • تم النسخ

سِياسِيُّون إِسْبَان . . المغْرِب لَيْسَ بَلَدًا صَدِيقًا لِإِسْبَانيَا وَوَاشِنْطن خَانَتْ مَدْرِيد

قال إنريكي ليندي، السياسي الإسباني، المنتمي إلى حزب العمال الاشتراكي، والرئيس السابق لهيئة موانئ ملقة، إنّ المغرب ليس بلدا صديقا لإسبانيا كما يزعم أعضاء الحكومة أو أحزاب المعارضة، وأنه على مدريد أنْ تتوصل مع الرباط إلى اتفاقيات تسمح بجوار سلام سلمي، والتعايش دفاعا عن مصالح الوطن.

وأوضح السياسي الإسباني في مقالة مشتركة مع المحامي فيليبي جوارديولا، نشرته صحيفة levante-emv” الإسبانية، أنه “ليس هناك أصدقاء دائمون، ولا أعداء دائمون، ولكن توجد مصالح دائمة”، ويتعين على الحكومة الإسبانية الدفاع عن مصالح الأسبان ضد الأصدقاء أو الأعداء المفترضين.

وقال الكاتبان: “على إسبانيا أن تتعامل بذكاء وبرودة مع قياس العواقب، حيث أن المغرب لم يكن يوما بلدا صديقا، بل عداوات مستمرة نظير (حرب سيدي إفني، والمسيرة الخضراء، و”احتلال” جزيرة ليلى والقائمة طويلة من النزاعات قبل وبعد تلك المذكورة)”.

من جانب آخر، فإنّ حكومة الولايات المتحدة خانت حليفتها إسبانيا، إذ أنه في خضم الأزمة التي جرت أطوارها في الـ17 ماي على الجانب الحدودي، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن للمغرب «دور رئيسي في استقرار المنطقة»، وهي لغة دبلوماسية يجب تفسيرها بمعنى أنها تجدد دعمها للمغرب في صراعه مع إسبانيا وأوروبا بشأن الصحراء.

وأضاف الكاتبان، أنّ الولايات تدافع عن مصالحها في العالم بلا هوادة، ولا تهتم بخيانة حلفائها، وكانت حقبة ترامب، التي أعجب بها المحافظون الإسبان، كارثية على إسبانيا، حيث وضعت عقبات تجارية أمام صادراتنا وأعلنت استراتيجيًا سيادة المغرب على الصحراء دون أدنى اعتبار لقرارات الأمم المتحدة وإسبانيا.

ورغم أنّ الولايات المتحدة أبدت عدم الولاء مع إسبانيا، حسب المصدر ذاته، وهي شريكها في حلف الناتو والتي أقامت في أراضي إسبانيا قواعد عسكرية منذ الاتفاقيات الموقعة مع ديكتاتورية فرانكو عام 1953 ، فإنها قامت بتجديد الاتفاقيات حتى يومنا هذا.

وأورد الكاتبان: “لا نتفاجأ بموقف الولايات المتحدة “المدافع العظيم عن الديمقراطية في العالم” التي تحالفت مع فرانكو وبينوشيه وقائمة لا نهاية لها من الديكتاتوريين الذين كانوا مفيدين له في الحفاظ على إمبراطوريتها في الماضي، وبالتالي فإن دعم واشنطن للمغرب، يجب أن يُفهم بنفس الطريقة التي تترأس بها العمل الخارجي للولايات المتحدة منذ إنشائها في نهاية القرن الثامن عشر”.

ويهتم الاتحاد الأوروبي أيضًا، يضيف الكاتبان، كما إسبانيا بضمان ألا يقع المغرب في فكي الإسلام الراديكالي، وأن يصبح ليبيا جديدة، لأن حدودها مع إسبانيا ستكون في جميع الاحتمالات ضارة جدًا بمصالحنا من جميع الأنواع.

وبحسن الكاتبين، فإنّ حكومة المغرب تعرف موقعها الاستراتيجي في المنطقة المغاربية ودعم الولايات المتحدة وتنتهكها كلما استطاعت بأفعال مثل تلك التي حدثت قبل أيام وستواصل القيام بذلك، وستستمر في تلقي الدعم الأمريكي، إنها خيانة مزمنة يجب أن تعتمد عليها إسبانيا في استراتيجيتها الخارجية.

 وشدّد المصدران، على أنّ هناك مستويات لا تطاق من الفقر، كما يتضح من “الغزو” على الحدود من قبل آلاف الأطفال والشباب المغاربة الذين لسوء حظهم لأنهم ولدوا في المغرب، وأن النظام السياسي المغربي لا يرحم ، وقد استخدم الأطفال كرأس حربة في المناوشات على حدوده مع سبتة دون الاهتمام بتعريض حياتهم للخطر.

وكما قالت السفيرة المغربية كريمة بينيعيش في مدريد، فإن الأعمال لها عواقب يجب أن يتحملها أولئك الذين يقومون بها، و”هناك مواقف لا يمكن قبولها”، وبحسب الكاتبان فإن إسبانيا لديها ما يكفي من الأصول لفرض حقوقها بنفسها، كشريك في الناتو، وقبل كل شيء، كعضو في الاتحاد الأوروبي.

وخلص الكاتبان، إلى أنه في السياسة الخارجية، من الضروري أن يعمل كل من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب الشعب دائمًا بالاتفاق المتبادل دون ترك أي صدع، حتى لو كانت الحكومة مخطئة، بغض النظر عن علامتها.

ودعا الكاتبان، “الفرق السياسية إلى ترك الانقسامات الصغيرة في السياسة الخارجية للشعبويين، ونشطاء الاستقلال الهاربين مثل بويجديمونت، وغيرهم من السياسيين المهمشين الذين لا يدركون العواقب السلبية لغياب وحدة القوى السياسية على الساحة الدولية على جميع الإسبان”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي