أساق في بحر الزمن المفقود
ويمر أمام ناظري سريعا
شريط ذكريات
وسيرة إنسان .
بها حكايا وخطايا
وزهد عابد حيران.
وقليل من الكفر والشك
في نزق الشباب
وفي زمن الكهولة
كثير من اليقين والإيمان
أمضي وأساق
كآلة مشلولة الإرادة
مدفوعة بدون اختيار أو استئذان
وليس معي في الظلام السرمدي
الا أعمال خير وإحسان
و الصغائر واللمم في بعض الأحيان.
حينها توزن الأفعال
بالعدل والقسط والميزان
وأقبر بعدها في الضباب والنسيان
في بحر لجي متلاطم الأمواج .
فتبدو صور الذكريات هاربة
تتسرب إلى الوراء
كما تتسرب الرياح الى كهف قديم
فتتردد أصوات جن وشياطين
تختنق امام صليب أو محراب أو شمعدان
وأصوات فرح وحزن
كرجع الصدى في البعيد
ويظهر في الثلج الأبيض
طفلا يحمل محفظته وقد تملكته
أحلام ليالي الشتاء الحزينة .
يسقط في البرك الآسنة ثم ينهض
فتمتد إليه يد أم سماوية .
ويمضي الى السراب
فأبكي على طفولة تلاشت
إلى غير رجعة في اليباب
ثم يخرج فجأة من وسط الزحام
وجه شاب وسيم رومنتيكي حالم .
يقرأ الأشعار
يبحث عن الأسرار
في متون الفقهاء
والفلاسفة الأحرار
ركب الى اليقين بحيرة وظن.
كديكارت أعلن وجوده بالشك والتخمين.
أو كبحار جدف قوارب الإلحاد
وامتطى سفن الإيمان.
أو كرحالة طوف في كل الأنحاء وبلغ الأفاق
فمشى أحيانا على الأرض في مرح و انتشاء
وأحيانا أخرى مطأطأ الرأس في خشوع و استحياء
وهام على الحب في الأزقة
ودروب المدينة القديمة.
وفي زوايا المساجد العتيقة .
بين صحو وإغفاء.
وخمر بالحانات معتقة وأشارات وإيحاء
وسكر بين كأس وأخرى
يرى عبر زجاجها الشفاف أرواح
شيوخ وأصدقاء وأحباء
ومعشوقة ممشوقة القد
كعود بان وخيزران.
يذوب في حضنها كأنه ثلج
مسته لظى النيران.
ويخرج منها سالما
كإبراهيم من أولي العزم شيخ الأنبياء
ألقاه نمرود بمنجنيق في نار
تحولت بردا كزمهرير الشتاء
وتمضي الوجوه تلو الوجوه .
الى الخلف بدون أدنى أثر
كأنها لم تغدو يوما او تدر
أو كأن زلال شيزر
ترك الديار خاوية على عروشها بدون بشر
وأطلال منازل أصبحت قفرا
كل من كان فيها راح واندثر.
ثم يأتي رجلا يظن انه امتلك الأشياء.
يمشي على الأرض في مرح واستعلاء .
وماهو على الحقيقة إلا وهم وغباء
فالرغبات آلام شداد عند الانقضاء
والشهوات شر عند الامتلاء
والعشق حزن عند الافتراق وعند الانتهاء.
وتمضي الساعات والأيام
والوجوه إثر الوجوه والأحلام
وأساق للأمام مشلول اليدين
وحين أفتح عيني أذ أفتحها
لكني لا أرى احدا
ولا أرى إلا الظلام
لكني فجأة
أرى نورا وهاجا يغشى الأبصار
فتحل نفسي في نفسه
وروحي في روحه ككل الأنام
وأصبح كدمية ملح سبحت
في بحر عميق شاسع بلا قرار
وحينذاك حل الماء في الملح ،وتحلل الملح في الماء.
وتحقق أن الوجود مجرد ظلال وهباء .
وحينها في لا زمان ولا مكان
صار الكون خيرا محضا
في سكون أبدي خالد
بدون آلام أو شر أو شقاء .
العماء
أساق في بحر الزمن المفقود .
ويمر أمام ناظري سريعا
شريط ذكريات
وسيرة إنسان .
بها حكايا وخطايا
وزهد عابد حيران.
وقليل من الكفر والشك
في نزق الشباب
وفي زمن الكهولة
كثير من اليقين والإيمان
أمضي وأساق
كآلة مشلولة الإرادة
مدفوعة بدون اختيار أو استئذان
وليس معي في الظلام السرمدي
الا أعمال خير وإحسان
و الصغائر واللمم في بعض الأحيان.
حينها توزن الأفعال
بالعدل والقسط والميزان
وأقبر بعدها في الضباب والنسيان
في بحر لجي متلاطم الأمواج .
فتبدو صور الذكريات هاربة
تتسرب إلى الوراء
كما تتسرب الرياح الى كهف قديم
فتتردد أصوات جن وشياطين
تختنق امام صليب أو محراب أو شمعدان
وأصوات فرح وحزن
كرجع الصدى في البعيد
ويظهر في الثلج الأبيض
طفلا يحمل محفظته وقد تملكته
أحلام ليالي الشتاء الحزينة .
يسقط في البرك الآسنة ثم ينهض
فتمتد إليه يد أم سماوية .
ويمضي الى السراب
فأبكي على طفولة تلاشت
إلى غير رجعة في اليباب
ثم يخرج فجأة من وسط الزحام
وجه شاب وسيم رومنتيكي حالم .
يقرأ الأشعار
يبحث عن الأسرار
في متون الفقهاء
والفلاسفة الأحرار
ركب الى اليقين بحيرة وظن.
كديكارت أعلن وجوده بالشك والتخمين.
أو كبحار جدف قوارب الإلحاد
وامتطى سفن الإيمان.
أو كرحالة طوف في كل الأنحاء وبلغ الأفاق
فمشى أحيانا على الأرض في مرح و انتشاء
وأحيانا أخرى مطأطأ الرأس في خشوع و استحياء
وهام على الحب في الأزقة
ودروب المدينة القديمة.
وفي زوايا المساجد العتيقة .
بين صحو وإغفاء.
وخمر بالحانات معتقة وأشارات وإيحاء
وسكر بين كأس وأخرى
يرى عبر زجاجها الشفاف أرواح
شيوخ وأصدقاء وأحباء
ومعشوقة ممشوقة القد
كعود بان وخيزران.
يذوب في حضنها كأنه ثلج
مسته لظى النيران.
ويخرج منها سالما
كإبراهيم من أولي العزم شيخ الأنبياء
ألقاه نمرود بمنجنيق في نار
تحولت بردا كزمهرير الشتاء
وتمضي الوجوه تلو الوجوه .
الى الخلف بدون أدنى أثر
كأنها لم تغدو يوما او تدر
أو كأن زلال شيزر
ترك الديار خاوية على عروشها بدون بشر
وأطلال منازل أصبحت قفرا
كل من كان فيها راح واندثر.
ثم يأتي رجلا يظن انه امتلك الأشياء.
يمشي على الأرض في مرح واستعلاء .
وماهو على الحقيقة إلا وهم وغباء
فالرغبات آلام شداد عند الانقضاء
والشهوات شر عند الامتلاء
والعشق حزن عند الافتراق وعند الانتهاء.
وتمضي الساعات والأيام
والوجوه إثر الوجوه والأحلام
وأساق للأمام مشلول اليدين
وحين أفتح عيني أذ أفتحها
لكني لا أرى احدا
ولا أرى إلا الظلام
لكني فجأة
أرى نورا وهاجا يغشى الأبصار
فتحل نفسي في نفسه
وروحي في روحه ككل الأنام
وأصبح كدمية ملح سبحت
في بحر عميق شاسع بلا قرار
وحينذاك حل الماء في الملح ،وتحلل الملح في الماء.
وتحقق أن الوجود مجرد ظلال وهباء .
وحينها في لا زمان ولا مكان
صار الكون خيرا محضا
في سكون أبدي خالد
بدون آلام أو شر أو شقاء..
تعليقات الزوار ( 0 )