تعرض السياسي الفرنسي وعارض الأزياء السابق جوليان أودول، المنتمي إلى اليمين المتطرف لانتقادات حادة بسبب تصريحات “معادية للإسلام” بعد توقف مسار المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية في منافسات “مونديال” السيدات في دور ثمن النهائي، وذلك عقب الهزيمة أمام منتخب فرنسا (4 – 0).
ووصف جوليان أودول، المتحدث باسم حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان، فوز فرنسا على المغرب بأنه “انتصار لحقوق المرأة وحريتها ضد الفكر الإسلامي” في تغريدة له بعد مبارة يوم أمس (الثلاثاء).
وقال المصدر ذاته أيضا، إنه “تم خلع الحجاب” في تعليق يبدو أنه يستهدف المدافعة المغربية نهيلة بنزينه التي أصبحت أول لاعبة كرة قدم ترتدي الحجاب الإسلامي في كأس العالم للسيدات.
وفي تغريدة أخرى، أشار أودول إلى أن خسارة المغرب كانت “مهينة للإخوان المسلمين” وأن “الشريعة لن تكون أبدًا هي القانون في فرنسا”، وذلك في رد واضح على منشور للباحث الإسلامي طارق رمضان.
وفي وقت سابق، قال رمضان إن فوز المغرب المحتمل مع بنزينه في فريقه سيكون “مهينًا” “لوسائل الإعلام الفرنسية التي تتنكر على الإسلاموفوبيا وراء العلمانية التي أفسدوا معناها”.
وانتقد العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات السياسي اليميني المتطرف. وقال أحد أعضاء مجلس المدينة، أمين ساها، “لقد سقط قناعك أخيرًا، ما تتمناه في الواقع ليس حرية المرأة بل خضوعها.
وقال السياسي اليساري فرانسوا بيكيمال: “على الرغم من انتصار المنتخب الفرنسي ، إلا أنك تمكنت من استغلالهم للتنفيس عن كراهيتك للآخرين”.
كما أشار الكثيرون إلى أن تعليقات جوليان أودول جد متناقضة، بالنظر إلى أن العديد من أعضاء المنتخب الفرنسي من المسلمين.
واستهدف أودول، المتحدث باسم حزب التجمع الوطني الفرنسي منذ عام 2014، الأقليات العرقية والنساء المسلمات بتعليقات تحريضية مماثلة في الماضي.
وفي أكتوبر 2019، استهدف السياسي ذاته امرأة فرنسية مسلمة لارتدائها الحجاب في رحلة مدرسية مع ابنها في تجمع إقليمي في منطقة بورغون-فرانس-كونت، وطالبها بخلع حجابها.
وقال إن ارتداء الحجاب كان “استفزازاً” ولا يمكن “التسامح معه” بعد طعن أربعة من رجال الشرطة في باريس على يد شخص اعتنق الإسلام في وقت سابق من ذلك الشهر.
ومضت المرأة في اتخاذ إجراءات قانونية ضد أودول، مستشهدة “بالعنف ذي الطابع العنصري الذي يرتكبه أشخاص لديهم” سلطة عامة”، واتهمته بـ”التحريض على الكراهية العنصرية “.
واستهدف المسؤول الفرنسي ذاته، لاعب كرة القدم المغربي في باريس سان جيرمان أشرف حكيمي في شتنبر2021 لقوله إن الجاليات العربية والمسلمة في باريس “تشعر وكأنها في وطنها”، ورد جوليان بأن “الأجانب، بمن فيهم طبعا حكيمي، يحسون وكأنهم في منزلهم عندنا، وأن الفرنسيين أصبحوا أجانب في بلدهم الأصلي”.
ويعتبر كره الأجانب والتمييز الديني أمرًا شائعًا في فرنسا، حيث يُنظر إلى العديد من القوانين على أنها تمييزية، مثل حظر الحجاب في كرة القدم النسائية وحظر تغطية الوجه مثل النقاب في الأماكن العامة.
وتعد فرنسا أيضًا موطنًا لأكبر جالية مسلمة في أوروبا الغربية، حيث يبلغ عددهم حوالي 10 في المائة من السكان.
تعليقات الزوار ( 0 )