بدأت مناورات “الأسد الأفريقي 2021″، وهي المناورات السنوية المشتركة للقيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم)، للمرة السابعة عشرة في 7 يونيو. وسوف يستمر التمرين العسكري السنوي، الذي تم إلغاؤه العام الماضي بسبب كوفيد -19، حتى 18 يونيو الجاري.
ووفقاً لتقرير نشره الصحافي ستيف باليستريري عبر موقع SOFREP -، المتخصص في أخبار العمليات الخاصة، فإن الأسد الأفريقي يعتبر من أكبر مناورات أفريكوم، حيث يركز التدريب على تعزيز الاستعداد للقوات الأمريكية والدول الشريكة.
وفي هذا الصدد، قال اللواء أندرو إم روهلينج، وفريق عمل جنوب أوروبا التابع للجيش الأمريكي، وقائد أفريقيا، ونائب قائد الجيش الأمريكي لأوروبا وأفريقيا خلال حفل الإطلاق في أكادير إن الأسد الأفريقي 2021 هو “أكبر تدريب عسكري أمريكي يتم إجراؤه على الإطلاق في القارة”.
من جانبه، قال الجنرال دو ديفيزيون فاروق بلخير، قائد المنطقة الجنوبية بالجيش المغربي إن “هذه التدريبات وصلت بلا شك إلى درجة من النضج تشهد على قوة علاقات التعاون بين جيوشنا”.
ومع ذلك، يضيف التقرير، فإن إسبانيا، التي تعد تقليديا أحد المشاركين الرئيسيين في التمرين، سحبت دعمها هذا العام، فيما يشارك في هذه المناورات الضخمة أكثر من 7800 جندي مشارك، بما في ذلك 5000 جندي من الولايات المتحدة وتسع دول أخرى وحلف شمال الأطلسي.
العلاقة المتوترة بين المغرب وإسبانيا
وكتبت صحيفة “إلباييس” الإسبانية أن مدريد أشارت رسميًا إلى “قيود الميزانية” كذريعة للانسحاب من الأسد الأفريقي لعام 2021، ومع ذلك، فإنّ السبب الحقيقي هو موقف الحكومة الإسبانية حول إضفاء الشرعية على الصّحراء المغربية، وشدّدت “إلباييس” على أن إسبانيا قررت أن “إرسال جنود إلى هذه التدريبات من شأنه إضفاء مزيد من الشرعية على الصحراء المغربية”.
وإضافة إلى الخلاف مع إسبانيا، قام المغرب، حسب SOFREP، بإدراج منطقة المحبس، التي تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من مدينة تندوف في الجزائر حيث مقر القوات العسكرية لجبهة البوليساريو الإنفصالية المدعومة من الجزائر.
ويرى المصدر ذاته، أن قضية الصحراء المغربية ليست سوى الأحدث في العلاقة الصدامية بين الرباط ومدريد، حيث أصبح المغرب ينظر إلى إسبانيا على أنها لم تعد شريكا استراتيجيا قابلا للتطبيق، وفي الآونة الأخيرة، تدفق آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة المحتلة، الذي يطالب المغرب باسترجاعه، لكن المناورات تستمر رغم غياب مدريد.
“الأسد الأفريقي مثال على التزام الولايات المتحدة طويل الأمد تجاه إفريقيا”
الأسد الأفريقي 2021 هو التمرين السنوي الأول المشترك والمتعدد الجنسيات للقيادة الأمريكية في إفريقيا. وقال قائد أفريكوم الجنرال بالجيش الأمريكي ستيفن تاونسند إنّ “الأسد الأفريقي هو مثال ممتاز لالتزام الولايات المتحدة طويل المدى تجاه إفريقيا واعترافها بأهمية إفريقيا الاستراتيجية للولايات المتحدة”.
وأضاف، أن “هذا التدريب يتعلق باستعداد شركائنا، واستعداد قواتنا، فهو يجمع بين مختلف الأفكار والخبرات والقدرات، مما يجعلنا في نهاية المطاف شركاء أقوى وقوة متعددة الجنسيات وأكثر قدرة على مواجهة التحديات”.
وأوضح تاونسند، أن “جائحة “كورونا”لم تغير تركيزنا على التعامل مع شركائنا في إفريقيا، وذلك نظرًا لإلغاء نسخة العام الماضي، حيث كان لدينا السبق في التخطيط لتمرين هذا العام”، مردفا: “نحن ندرك مدى أهمية هذا التدريب لقواتنا وشركائنا وكيفية العمل بشكل أفضل في بيئة وبائية متدهورة، وسنضمن تدريبا ناجحا أثناء اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة للتصدي لفيروس كورونا”.
وتجري التدريبات العسكرية في عدة مواقع في المغرب، بما في ذلك أكادير، وتفنيت، وطانطان، والمحبس، وتافراوت، وبن جرير، والقنيطرة، وكذلك في السنغال وتونس وألمانيا، كما انضمت القوات المسلحة الأمريكية والقوات الملكية المغربية (FAR) للبرازيل وكندا وبريطانيا العظمى وإيطاليا وهولندا والسنغال وتونس، بالإضافة إلى ذلك، يوجد مراقبون عسكريون من 30 دولة.
تعليقات الزوار ( 0 )