وأنت في طريقك نحو المحطة الطرقية لمدينة تارودانت، تمر على السور التاريخي للمدينة الذي شهد على حقب تاريخية من تاريخ المغرب، وعهد ممالك وامبراطوريات عمرت طويلا، ينتابك شعور باليأس بسبب ما الت إليه أوضاع السور المهدد بالانهيار في أي لحظة.
وحسب ما عاينه منبر بناصا، فإن أجزاء كبيرة من السور الذي يحمي المدينة القديمة لتارودانت، قد تسقط في أي لحظة في الطريق المؤدية إلى محطة سيارات الأجرة، حيث ظهرت شقوق بين جدران السور، دون أن يتم وضع أي اشارات أو علامة تدل على خطر الانهيار في أي لحظة.
مشاهد تستمر إلى داخل السور، حيث مازال بروج السور تفتقد للإنارة التي من شأنها أن تبعد شباب ومراهقين حولوا السور وبروجه إلى مكان للمخدرات خاصة عندما يحل الليل ويسدل الظلام على كافة أرجاء المدينة الهادئة.
وسبق لفاعليات مدنية أن طالبت في أكثر من مرة بترميم السور وإعادة هيكلته، تفاديا لأي انهيارات من شأنها أن تهدد سلامة المواطنين، حيث خصصت لذلك ميزانيات كبيرة، لكن سمك السور وطوله الذي وصل حوالي 8 كيلومترات يحتاج إلى ميزانيات كبيرة.
ويبلغ سمك قاعدة سور تارودانت العظيم 7 أمتار، وارتفاعه من 7 إلى 10 أمتار، فيما يصل طوله 8 كيلومترات ويتضمن 130 برجا بارتفاع 12 مترا. تخترق السور 5 أبواب تسعة ابواب: باب درب حدة وباب أولاد بنونة وباب أكفاي وباب تارغنت في اتجاه أسراك أوراغ وباب الزركان نسبة إلى معاصر الزيتون التقليدية في اتجاه جامع الكبير وتالمقلات وباب البلاليع وباب السلسلة المدخل الرئيسي للمدينة في اتجاه دار البارود وحي فرق الأحباب أي مكان تفرق مجموعة من السادات حسب رواية شفوية الوالي سيدي أحمد اوموسى في اتجاه تزنيت وباب الحجر في اتجاه حي القصبة وله باب آخر في اتجاه دار البارود وبه ابراج المراقبة، وباب الخميس نسبة إلى السوق الأسبوعي الذي كان يقام هناك كل يوم الخميس.
ويرى متابعون وأبناء المدينة، أن انهيار أجزاء من السور يهدد الهوية التاريخية للمدينة، ورونقها وصورتها السياحية، حيث طالبوا بوضع استراتيجيات على المدى القريب والمتوسط والبعيد، من أجل صيانة الصور وحمايته من الانهيار الذي قد يصيب أجزاء منه في أي لحظة.
تعليقات الزوار ( 0 )