شارك المقال
  • تم النسخ

سنة على إعلانها “الحرب”.. تقلّص خيارات البوليساريو ينذر بوقوعها في “الخطأ القاتل”

أكملت الحرب المزعومة، التي أعلنت عن دخولها، من جانب واحد، جبهة البوليساريو الانفصالية، ضد المغرب، اليوم السبت، السنة الأولى على انطلاقها، وسط شبه إجماعٍ في صفوف المتابعين، على أن “قيادة الرابوني”، ارتكبت أحد أكبر الأخطاء في تاريخها، بعدما باتت تواجه المجتمع الدولي، ما جعلها في عزلة غير مسبوقة.

وادعت جبهة البوليساريو، في بيانها بخصوص ذكرى الـ 13 من نوفمبر، أنها حققت :حصيلة قتالية معتبرة، وعملا ميدانيا متميزاً، من حيث الشمولية واستهداف العدو المغربي في كافة مواقع تواجده والاستمرارية حيث كان استهداف قوات العدو يوميا وتعدد الأهداف العسكرية كمراكز القيادة والدعم والإمداد”، على حد زعمها.

وعلى الرغم من مساعي البوليساريو لبتّ المعنويات الإيجابية في صفوف مقاتليها والمحتجزين في المخيمات، إلا أن الواقع، يؤكد، وفق أغلب المتابعين، أن الجبهة الانفصالية، وصانعتها الجزائر، اركتبتا أكبر خطأ في تاريخهما، بعدما تمكن المغرب، عقب الأعمال التخريبية التي قامت بها ميليشيات البوليساريو في معبر الكركارات، من تأمين الأخير بشكل نهائي.

وفي هذا السياق، قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إن قائد أركان قوات البوليساريو، هدّد في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، من أن “الحرب المعلنة من طرف الجبهة ضد المغرب، منذ عام، ستستمر وتتوسع إلى ما وراء الجدار الدفاعي”، مضيفاً: “ليس هناك جديد في تصريحات البوليساريو بشأن الحرب التي بلغت بلاغتها العسمرية 365 بلاغاً منذ 13 نوفمبر الماضي”.

وتابع ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى بالأمن الوطني للبوليساريو، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “لم يكن لا للحرب تاثير ملموس على المغرب، و لا لبلاغاتها أي صدى إعلامي عدا ارتداداتها في وسائل الاعلام الجزائرية. الجديد الوحيد في حرب البوليساريو هو التغييرات الواسعة التي احدثها غالي على مستوى مؤسستها العسكرية و قذفت بعشرات الشباب الى مواقع القيادة”.

وزاد أن “الواقع على الأرض والمعطيات الميدانية تؤكد أن ما تصرح به البوليساريو منذ عام، لا يعدو كونه زوبعة في فنجان، بسبب التفوق الميداني والمكاسب التي حققها المغرب وعدت استراتيجية لما أحدثته من تغيير في موازين النزاع”، مردفاً: “لا يحتاج أي متابع لمجريات ما سمته البوليساريو حربا على مدار السنة الفائتة لكبير عناء ليقف أن معطيات ما بعد 13 نوفمبر كشفت ان لدى قوات البوليساريو نقطة ضعف قاتلة”.

واستطردت أن خط “إمداداتها من الجزائر ضيق جدا (بعرض 15 كلم تفصل بين الحزام الدفاعي المغربي ونقطة التقاء الحدود الموريتانية الجزائرية في الشمال) ومكشوف بالكامل حتى عمق 200 كلم داخل الإقليم”، متابعاً أن همّ البوليساريو الأول سيبقى هو “المحافظة عن البقاء أكثر من انشغالها بالتفكير في التقدم في الحرب”.

هذا، يتابع مصطفى ولد سيدي مولود، إن “لم تؤمن خط إمداداتها مع الجزائر الموجود في مرمى الصواريخ أو المسيرات أو الجن الذين يحاربون مع المغرب!!! فأغلب الحوادث التي حصلت على مستوى ذلك الخط بقيت غامضة رغم أن الجزائر والبوليساريو ينسبونها إلى المغرب. وسواء كانت ادعاءاتهم صحيحة أم لا. فهي اعتراف صريح منهم بأن خط إمدادهم الوحيد مع الجزائر مكشوف وفي مرمى النيران المغربية”.

وواصل القيادي السابق في الجبهة، أنه “في الأيام الأولى لإعلان البوليساريو العودة للحرب دمر المغرب مقر الناحية العسكرية السادسة للجبهة التي تؤمن الحدود بين الإقليم والجزائر وتشرف على قطاع تويزكي، وجزء من قطاع المحبس. وقد أورد التلفزيون الجزائري صور دمار ذلك المقر على أنها بيوت مدنيين”.

واسترسل: “كما تم تدمير مركز درك حدود الجبهة بين الجزائر والإقليم. ودمر مركز تجميع المحروقات (لبريكة) قريبا من الحدود”، مضيفاً: “وفي الأشهر الأخيرة أوردت وكالة الأنباء الجزائرية، خبرا عن قصف شاحنة مدنية في الكاعة، غير بعيد من نقطة الدخول والخروج من تيندوف”، حسب ما جاء في تدوينته.

ومنذ أيام، يضيف ولد سيدي مولود، تم “إحراق شاحنات جزائرية في منطقة تبعد حوالي 100 كلم عن الحزام الدفاعي المغربي، و200 كلم من تيندوف. واتهمت الجزائر المغرب بأنه قصف الشاحنتين”، مردفةً: “كل هذه الحوادث التي اعترفت البوليساريو بأغلبها ووثقها الإعلام الجزائري بطيرقة أو بأخرى، تؤكد أن خط إمداداتها تحت مرمى النيران المغربية”.

ومضى المصدر ذاته، يقول: “إذا ما دعمت أية جهة كانت جبهة البوليساريو بمضادات للمسيرات والصواريخ بعيدة المدى، فإن المغرب لن يقبل بهذا التوازن إطلاقا وسيزحف بقوات كبيرة من أجل استكمال الحزام حتى الحدود الموريتانية الجزائرية، ويقطع الإمدادات نهائيا عن قوات البوليساريو المتبقية في الإقليم. وهو وضع بالتأكيد لن تسمح به الجزائر وستدخل في مواجهة مع المغرب لمنع حدوثه”.

المواجهة بين الجزائر والمغرب، يتابع ولد سيدي مولود: “بالمعطيات الحالية، لا يريدها أي منهما، وغير مدعومة من أي طرف دولي”، لذلك، يوضح: “فاحتمال أن ترفع البوليساريو من وتيرة عملياتها كما صرح به رئيس أركانها مستبعد حاليا. وحتى مستقبلا عدا عن حالتين”، حسب تعبير القيادي السابق في البوليساريو.

الأولى، يضيف: “أن تتغير المعطيات الدولية الحالية وتجد الجزائر حليف دولي قوي يدعمها في مواجهة الغرب، الذي يرفض المواجهة بين الجارين المغرب والجزائر”، فيما الاحتمال الثاني هو أن “تستطيع قوات البوليساريو احتلال أجزاء من قطاع المحبس تتجاوز حدود الإقليم مع الجزائر، وتبعد الخطر الذي يتهدد طريق إمداداتها”.

وأكد ولد سيدي مولود، أن الاحتمال الثاني، يظل صعباً، حيث تحتاج البوليساريو، لـ”عملية انتحارية في منطقة مكشوفة تماما وقوات كبيرة. لكنه ليس مستحيلا فقد شيد المغرب كامل حزامه الدفاعي في الحرب الأولى في ظروف مشابهة رغم فارق الإمكانيات”، متابعاً، أن الراجح في الوقت الحالي هو استمرار البوليساريو في لهجتها التصعيدية وبلاغاتها العسكرية.

وأشار القيادي السابق في البوليساريو، إلى أن هذا التصعيد في التصريحات والبلاغات، سيهدف إلى “الرفع من معنويات جنود الجبهة وشارع المخيمات، في انتظار تغير في المعطى الدولي لصالحها، أو أن تتهيأ لمعركة المحبس الكبرى”، مختتماً: “إذا عادت البوليساريو لتهورها وتعجلت باستفزاز المغرب قبل ذلك فسترتكب الخطأ القاتل الذي سيتيح له توجيه الضربة القاضية لها، كما حصل من قبل في الكركرات”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي