شارك المقال
  • تم النسخ

سلمة بن سيدي مولود يبوح لـ”بناصا” عن قصة جيش التحرير بالجنوب من التأسيس إلى التفكيك (1)

هذا النص الذي ستعرضه جريدة بناصا اليوم هو عبارة عن مدخل لقصص وحكايات مثيرة سيقصها أحد رجال المقاومة بالصحراء المغربية، ويتعلق الأمر بالمقاوم سلمة بن سيدي مولود بن أبراهيم، وهو من مواليد 1927 بمنطقة الساقية الحمراء.

القصة ستعرضها جريدة بناصا كاملة، حول جيش التحرير الجنوب من التأسيس الى التفكيك!

“الليلة ليلة المبايعة مع الله. فتجهزوا، من عجز في الطريق اقتلوه لا تتركوه حيا وراءكم، فالراجح انه سيشي بكم اذا وقع في الأسر، من عجز جمله احملوه معكم ان استطعتم. فلا يمكن ان تصبحوا دون الجبل إن لم تبلغوا الجبل هذه الليلة انتهيتم، وقُضي عليكم”.

بهذه الكلمات خاطب قائد كتيبة مقاومة جنوده الـ147، وهم يتهيئون لعبور الحدود الإسبانية الفرنسية ما بين موريتانيا والصحراء.

كانت ليلة مقمرة باردة من شهر فبراير 1958، وكان قد حدث نقاش في أولها بين الجنود وقادتهم حول الخيارات المتاحة. وقد وقفوا أن أحلاها مر.

الكتيبة المقاومة تم تجميعها أولا من ثلاثين نفرا انطلقت من شمال المغرب شهر يونيو 1956 جلهم من “الخميسات” بقيادة محمد بنحمو المسفيوي، عسكرت أولا في كلميم للتحضير لانطلاقة جيش التحرير في الجنوب.

و في مطلع شهر نوفمبر 1956، انطلق بنحمو ورفاقه صوب الصحراء،  انضم إليهم والدي في منطقة “أبطيح” الحدودية وقتها، وصار دليلهم إلى ضواحي مدينة السمارة، حيث نصبت خيام أول معسكر لجيش التحرير شهر نوفمبر وأواسط ديسمبر من عام 1956 عند “الدويرة الحمراء” (25 كلم من السمارة التي كانت بها حامية إسبانية وقتها).

أواخر شهر ديسمبر انطلقت كتيبة بن حمو من ضواحي السمارة في اتجاه الجنوب، و قد تجاوز قوامها 120 نفر بعد أن انضم إليهم العشرات من أبناء المنطقة.

وفي ضواحي الداخلة سينفصل عنها القائد بنحمو، و يعود الى العاصمة، ويتولى القيادة بعده “علال لخميسي” و”أعلي المسفيوي” نائبا له.

وبعد ليال من المسير عسكرت الكتيبة عند جبل “درمان” قرب “آوسرد”، و استمر توافد المتطوعين عليها، للجهاد تحت راية السلطان سيدي محمد الخامس.

في ظرف شهر وأيام تضاعف العدد متجاوزا الـ(200) متطوع للجهاد في سبيل الله ضد النصارى.

في مطلع شهر فبراير من عام 1957، تم فرز 147 متطوعا منها لخوض أول معركة ضد النصارى في شمال موريتانيا، غالبيتهم من أبناء الساقية الحمراء و وادي الذهب، ومعهم أربعة أدلاء من موريتانيا.

اختيرت القاعدة الجوية الفرنسية في مدينة “أطار” شمال موريتانيا لتكون بداية انطلاق العمل الجهادي المسلح ضد الفرنسيين.

تبعد مدينة ” أطار” عن معسكر “درمان” بما يزيد على 500 كلم في عمق صحراء خالية، على الكتيبة أن تقطعها دون أن يكتشف أمرها.

وذات مساء من أيام غرة شهر فبراير عام 1957، شد جنود، أول كتيبة مجاهدة تنطلق من الصحراء، رواحلهم على الجمال، واستعانوا بالله، وانطلقوا في مهمة محفوفة بالمخاطر، سيتوغلون فيها في عمق أراض يسيطر عليها عدو يمتلك الطائرات والمدرعات و السيارات والمدافع والأسلحة الرشاشة، وليس مع كتيبة المجاهدين غير لطف الله وما تحمله ظهور جمالهم وأسلحة تكرارية.

وفي مثل هذه الليلة 13 فبراير 1957، كانوا يستعدون لعبور خط الحدود بين المستعمرتين.

وللحكاية بقية….

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي