أعادت سلسلة الهزات الأرضية التي شهدها إقليما الحسيمة والدريوش، منذ ما يزيد عن الأسبوع، والتي، ولأول مرة منذ سنوات، تحدث بشكل متتال في مراكز على اليابسة، شبح الزلزال الذي ضرب المنطقة سنة 2004، مخلفاً العشرات أزيد من 620 قتيلاً، وقرابة الـ 1000 جريح.
وسجلت الحسيمة، مؤخرا، سلسلة من الهزات الأرضية، التي رصد مركزها في كل من جماعات أيت قمرة، وجماعة أيت يوسف أوعلي، إلى جانب جماعتي تروكوت، وإجرماوس، اللتان تتبعان ترابيا لإقليم الدريوش، إلا أنهما أقرب جغرافيا للحسيمة ومدن وبلدات إقليمها.
وبعد هزات اليابسة التي انطلقت بدرجتين ثم ثلاث درجات، وأربع قبل أن تصل فجر اليوم إلى 5.4 على سلم رشتر، في أقوى هزة تضرب الإقليم منذ سنة 2016، الأمر الذي خلق نوبة من الهلع والخوف في صفوف الساكنة، وجعل قاطني المنطقة يغادرون البيوت منذ الساعة الثالثة صباحا و54 دقيقة، وهو التوقيت الذي وقع فيه الزلزال.
وأعرب مجموعة من السكان، خصوصاً أولئك الذين يقطنون بكل من إمزورن، والحسيمة، في تصريحات استقتها “بناصا”، عن الهلع الشديد من الزلزال الذي اعتبره البعض الأقوى منذ سنة 2004، بالنظر إلى أن الهزة التي تجاوزت درجتها الـ 6 على سلم رشتر سنة 2016، سجلت في عمق بحر البوران، وهو ما يخفف قوتها على اليابسة، فيما رصدت الهزة الحالية بجماعة أيت يوسف وعلي، القريبة من إمزورن، وأجدير والحسيمة.
وأوضح محمد، وهو من سكان بني بوعياش، أن “الوضع مخيف للغاية، منذ أسبوع أو أكثر والهزات تتكرر في مناطق على اليابسة، ما يجعلها مؤثرة وقوية حتى وإن لم تتعدى درجتها الـ3، فما بالك بـ 5.4. لقد اهتزت الأرض ومعها كل شيء موجود فوقها، من مبانٍ وأيضا قلوب الناس، الذين تذكروا مأساة 2004، التي لم تمح أضرارها لدى الكثير من المواطنين”.
ومن جهته، قال مواطن آخر يدعى عبد الله، يقطن بإمزورن، إن على السلطات المحلية الشروع “في توزيع الخيام على الأسر، لأن الأمر لا يتطلب أي تأخير، فربما تضرب هزة أقوى من هذه في الساعات أو الأيام المقبلة”، مضيفاً: “لا يجب أن تنتظر الدولة إلى غاية وقوع كارثة تخلف المئات من الضحايا كتلك التي حدثت في 2004، ويجب عليها أن تسارع في توزيع الخيام”.
واسترسل المتحدث ذاته: “من خلال الهزات الماضية فإن قوتها تشتد يوماً بعد يوم، خلال الأسبوع الأخير، وإن كانت وصلت إلى 5 درجات، فيمكن أن ترتفع إلى ست، لذلك لابد من انتقال المواطنين إلى الخيام لبضعة أيام، إلى غاية توقف هذا النشاط الزلزالي الذي تعرفه المنطقة”.
يشار إلى أن الحسيمة، شهدت في 2004، أحد أعنف الزلالزل في تاريخ المنطقة، بقوة بلغت 6.5 على سلم رشتر، على اليابسة، الأمر الذي تسبب في أزيد من 620 قتيلاً، ومئات الجرحى، وخسائر مادية وعمرانية كبيرة، خصوصاً في مدين وبلدان إمزورن وبني بوعياش وأيت قمرة، الأخرة التي كانت مركزاً لتلك الهزة الأرضية.
تعليقات الزوار ( 0 )