شارك المقال
  • تم النسخ

سكان الجنوب الشرقي يواصلون الاحتجاج على الأوضاع “الكارثية” للخدمات الصحية

معاناة متواصلة تلك التي يعيشها سكان الجنوب الشرقي للمغرب مع المنظومة الصحية بالمنطقة، التي تعرف وضعاً يصف العديد من متابعي الشأن المحلي بـ”الكارثي”، والذي لا يستجيب إلى الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين يحتاجون إلى الولوج للخدمات الطبية، وسط استمرار تغاضي المسؤولين الإقليميين عن الأمر.

وتنديداً بهذا الوضع الذي وصلت إليه مستشفيات المنطقة بشكل عامٍّ، وعلى رأسها المستشفى الإقليمي، خرجت مجموعة من من المواطنين، أغلبهم من النساء، إلى الاحتجاج، بداية الأسبوع الجاري، حيث رفعوا شعارات تطالب بتوفير الأطباء الاختصاصيين والمستلزمات الضرورية للمركز الاستشفائي لأحد أكبر الأقاليم في المملكة.

وكشف الناشط الحقوقي ببوعرفة، صديق كبوري، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الوقفة الاحتجاجية التي عرفت مشاركة وازنة للنساء، باعتبارهن الفئة الأكثر تضرّراً من تردي الخدمات الصحية بالإقليم، شهدت تدخل القوات العمومية تحت إشراف باشا المدينة.

بالموازاة مع هذا، توصلت “بناصا”، بمقطع فيديو لأحد المواطنين من مدينة بني تجيت، قرّر الاعتصام في الشارع العام، احتجاجاً على غياب الطبيب عن المركز الصحي بالجماعة القروية، حيث قال إن ابنه مريض، وأخذه إلى المستوصف، دون أن يجد أي طبيب فيه، مؤكداً أن حارس الأمن كان الشخص الوحيد المتواجد داخله.

وأضاف أن “الجميع يعلم أن المعدات غير موجودة في المستوصف، وهذا أمر مفهوم، لكن من غير المعقول ألا يتواجد الطبيب الذي يفترض به أن يكون حاضرا لتشخيص الحالة لكي نذهب نحن لشراء الدواء”، متابعاً أنه، عقب ذلك، قرر التوجه إلى المجلس القروي من أجل الاستفسار عن الموضوع، باعتبار أنه “على دراية بأوضاع المنطقة”.

وأردف، أن “المجلس القروي في صفة رئيسه، لا يعلم أصلا أن الطبيب غير موجود في المستوصف، حيث قال إنه لا يمكن ألا يتواجد الطبيب، قبل أن يحمل هاتفه ويتصل بأحد الأشخاص في المستشفى، ليؤكد له أن بني تجيت لا تتوفر على طبيب، ويقترح عليه أخذه إلى الجماعة المجاورة تالسينت، أو إلى الصيدلية لشراء دواء دون وصفة طبية”.

وواصل المتحدث ذاته، الذي ظهر في المقطع وهو يمسك بعربة أطفال بها صغيره المريض، بأنه بعد الكلام الذي أخبره إياه رئيس الجماعة، قرر الذهاب إلى القائد، باعتباره الوصي على الصحة العامة والساكنة والطمأنينة العامة والأمن العام ببني تجيت، غير أنه لم يجده في مكتبه، دون أن يعلم أي موظف في القيادة بمكانه، رغم أن الساعة كانت تشير إلى الثانية عشر.

جدير بالذكر، أن إقليم فجيج (عمالة بوعرفة)، يعتبر أكثر المناطق بالمغرب من حيث معدّل الفقر، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، وسبق له أن عرف، طوال الشهور الماضية، مجموعة من الاحتجاجات المطالبة بإصلاح الوضع الصحي، وتوفير شبكة الماء والكهرباء وخط الهاتف، وفك العزلة عن الساكنة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي