أكد سفير الجمهورية البولونية في المغرب، كرزيستوف كاروفسكي، الخميس بالرباط، أن المغرب سجل خلال سنة 2020 فائضا تجاريا مع بولونيا ناهز 180 مليون دولار.
وقال كاروفسكي، خلال ندوة صحفية على هامش الاحتفال بالذكرى ال230 لاعتماد أول دستور بولوني، “لقد تجاوزنا الرقم الرمزي لمليار دولار من حيث المبادلات التجارية بين البلدين، وهذا لصالح المغرب الذي صدَّر إلى بولونيا قرابة 617 مليون دولار مقابل 438 مليون دولار”، مضيفا أنه على الرغم من الإكراهات المرتبطة بالأزمة الصحية، إلا أن البلدين سجلا زيادة “استثنائية ومهمة” على مستوى المبادلات التجارية بلغت 25 في المائة العام الماضي.
وأضاف السفير أن بيانات الأشهر الأولى من العام الجاري تبدو إيجابية، حيث تظهر زيادة بنسبة 46 في المائة بما قيمته 263 مليون دولار (136 مليون دولار من الصادرات للمغرب مقابل 127 مليون دولار لبولونيا) في المبادلات التجارية المسجلة خلال الشهرين الأولين من 2021، مقابل 182 مليون دولار خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
واعتبر كاروفسكي أن هذه الأرقام تعكس تميز العلاقات بين البلدين وتشهد على دينامية التعاون الثنائي معززة على جميع المستويات، ولا سيما الدبلوماسية والاقتصادية والعلمية، مؤكدا أن بولونيا، وفاعليها الاقتصاديين ومستثمريها، تولي اهتماما كبيرا للمغرب لأنه بلد يزخر بفرص عديدة، لاسيما بفضل جهوده في مجال التكنولوجيات الجديدة والطاقة المتجددة والفلاحة والصناعة الغذائية.
وأضاف أن هذه العلاقات الثنائية، التي كانت دائما متميزة منذ إقامتها عام 1959، تتعزز من خلال التعاون المثمر بين الجامعات المغربية والبولونية، و”الذي نطمح إلى توسيعه من خلال إقامة برامج توأمة مشتركة بين الجامعات”، مسجلا أن التعاون المغربي-البولوني ينطوي على إمكانات “هائلة” ينبغي الاستفادة منها لتعزيز العلاقات الثنائية.
وعلى المستوى القاري، قال كاروفسكي إن “بولونيا تعتبر المغرب بوابة كبيرة محتملة لإفريقيا من الناحية الاقتصادية، حيث يولي الفاعلون الاقتصاديون البولونيين اهتماما بالقارة”، مشيرا إلى الإمكانات التي يزخر بها المغرب، وإفريقيا بشكل عام، كبديل لسوق الاتحاد الأوروبي الذي يجذب 80 في المائة من الصادرات البولونية، ولكنه يشهد منافسة محتدمة.
وبعد أن أعرب عن قناعته بأن المستثمرين البولونيين سيتدفقون أكثر فأكثر إلى إفريقيا، ولاسيما شمال إفريقيا والمغرب على الخصوص، شدد السفير، الذي عُين في المغرب شهر غشت الماضي، على ضرورة الترويج لبولونيا لدى المغاربة والمغرب لدى البولونيين “لتقييم إمكانية التعاون القائمة بين البلدين”.
وفيما يتعلق بإعادة استئناف الرحلات المباشرة بين المغرب وبولونيا، أكد كاروفسكي على ضرورة بذل جهود في هذا الاتجاه، خاصة وأن عدد البولونيين الذين يختارون المغرب كوجهة لسفرهم آخذ في الازدياد، مشيرا إلى أنه في سنة 2019، زار ما يناهز 80 ألف بولوني المغرب، و”هو هدف رمزي كنا نرغب في تجاوزه في عام 2020، لكن بسبب الجائحة، نخطط لتحقيقه اعتبارا من العام المقبل”.
وفي معرض رده على سؤال حول تدبير المملكة للأزمة الصحية، نوه كرووفسكي بتصدي المغرب لفيروس كورونا المستجد، الذي مكن من السيطرة على الوضع، مشيدا بحملة التلقيح ”التي تجري أيضا بشكل جيد وناجع”. وأضاف أن المغرب وبولونيا أجريا تقريبا نفس العدد من التلقيحات حتى الآن.
وتم تنظيم هذه الندوة الصحفية في مقر إقامة السفير البولوني بمناسبة العيد الوطني لبلاده التي تحتفي بالذكرى الـ 230 لاعتماد أول دستور في البلاد. ويعتبر اعتماد دستور 3 ماي 1791 إنجازا “بطوليا” وأيضا تتويجا لعصر التنوير الذي قدم للشعب البولوني قاعدة متينة لإعادة بناء الدولة البولونية بعد 123 عاما من الانقسامات.
واستعرض السفير البولوني، خلال هذه الندوة، أهمية الوثيقة الدستورية بالنسبة لبلاده، قبل الإجابة على أسئلة الصحفيين حول التعاون البولوني-المغربي الحالي في مجالات الأعمال والاستثمار والثقافة.
تعليقات الزوار ( 0 )